TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: هكذا قال المسؤول السابق !!

العمود الثامن: هكذا قال المسؤول السابق !!

نشر في: 26 ديسمبر, 2022: 11:38 م

 علي حسين

توقفت كثيراً وأنا أقرأ ما كتبه الوزير والنائب السابق باقر جبر الزبيدي ، وفيه يقول: "عادت الموصل لتتنفس الحرية بعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابي منذ خمس سنوات وبدأت ملامح المدينة تظهر مع حملة الإعمار المستمرة فيها.

في جنوب الوطن ورغم مرور 19 عاماً على الخلاص من نظام البعث، فإن الخراب مستمر ولم يتغير شيء" ويستمر السيد الزبيدي قائلاً: "ورغم تخصيص موازنات انفجارية وقوانين لإنصاف هذه المحافظات مثل البترودولار إلا أن الواقع يشير إلى أن هناك طبقة واحدة منتفعة من كل هذه الأموال.. ما تقدم يعني أن موجة الفساد التي ضربت الجنوب كانت أكبر من موجة الإرهاب، وأن الإرهاب تم القضاء عليه بينما ما زال الفساد مستمراً في قتل وتجويع الناس"، مضيفاً: "نصف فقراء العراق يعيشون في 3 محافظات جنوبية ووفق إحصائية رسمية فإن أكثر من نصف سكان محافظة المثنى 52 % يعانون الفقر وفي محافظة الديوانية أكثر من 48 % ومحافظة ميسان أكثر من 45 %".

هذه السطور التي تلخص الحال التي وصلنا إليها يكتبها رجل تولى ثلاث وزارات متتالية وهي "الإسكان" و"الداخلية" و"المالية"، وكان نائباً دائماً، وشارك في العملية السياسية منذ عام 2003 ، لكنه تذكر الآن أن الحكومات جميعها ساهمت بالخراب، فما الحل ياسيدي؟ كان السيد الزبيدي قد اخبرنا العام الماضي ان الاحتجاجات سبب الخراب ، وهاجم المحتجين ضد سرقة أموال البلاد وغياب الخدمات ، وحينها أخبرنا أنه وضع يده على أصل المشكلة، التظاهرات تريد تقسيم العراق، حيث قال بالحرف الواحد: "أتحدث عن معلومات مهمة أن مؤامرة خلف الباب تستهدف إحياء مشروع تقسيم العراق".

ربما ساكون انا المواطن العراقي المبتلى بتصريحات الساسة وتغريداتهم ، أكثر سذاجة حين اصدق بأن بعض المسؤولين السابقين ممن يطمحون لمناصب اليوم لم لم يساهموا بالخراب العام ولم يفتحوا باب وزاراتهم للأقارب والأحباب، ولم يغتنوا، وأن عصرهم كان يمثل مرحلة ازدهار للدولة العراقية، وعليه فأن السبب في الخراب هو غيابهم عن كرسي المسؤولية. كلما تصورت أن السيد باقر الزبيدي وبعض المسؤولين السابقين يتصورون انفسهم أن مهمتهم إنقاذ البلاد من محنتها، أضحك.. وأضحك أكثر عندما أستمع إلى أحاديث تحذرنا من الكارثة لو أننا رفضنا أن نعيش عصر "السياسي المنقذ". ساسة يتوهمون أنهم يقودون دولة فيما الوقائع تؤكد أنهم يريدون أن نعيش عصر الفوضى كاملة المواصفات، أين هي مواصفات الدولة الناجحة التي يبشرون الناس بها..؟ ما الذي استطاع أن يقدمه النائب الزبيدي للبلاد خلال ثلاث حقب وزارية..؟ لا نريد أن نقلب دفاتر الماضي، ولكن الناس تريد أن تصبح شريكة في صناعة مستقبل البلاد، لا تريد أن تصبح أسيرة لتغريدات تندب حظ هذا الشعب .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. ماجد عبد الكريم

    احسنت و صح لسانك ام عنه فهو ليس حرامي فقط و لكنه مجرم

  2. عدي باش

    الزبيدي ، تولى وزارة التقل أيضاً ، و عندما أحتج عمال السكك ، قل : دبر بليل!!

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram