إياد الصالحي
ليس معقولاً أن تطفو على سطح العلاقة المهنيّة والرسميّة بين اتحاد كرة القدم ووزارة الشباب والرياضة، الراعيتان لتنظيم بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم في مدينة البصرة، ثرثراتِ مؤيّدة أو معارضة، قريبة أو بعيدة، مستفيدة أو متضرّة من وجود هذا المسؤول أو ذاك، يسعى اصحابها إلى تكريس ثقافة نقل المعلومة على ذمّة التأويل ليتم تداولها من فمٍ الى فم، وتنتقل عبر رسائل التطبيقات الفوريّة كواقع حال وإن كانت وهميّة!
ما حصل من خطأ فني في مباراة ناديي الميناء وضيفه الكويت الكويتي أمس الأوّل الإثنين، بتوقف منظومة إنارة مدرّجات ملعب الميناء الأولمبي الجديد الذي سيدخل تاريخ الكرة العراقية رسميّاً من بوّابة بطولة الخليج، لا يُبرر اشتعال حرب الفُرقاء بين مُدافعين عن درجال ومُهاجمين مُصطفّين مع الوزير المبرقع لإثبات نجاح أحّدهما وفشل مهام الآخر! فكلاهما مُكلَّفان بخدمة ملف التنظيم بأمر حكومي ويتوجَّب عليهما إنجاز ما مطلوب وفقاً للتوقيتات المُتفق عليها مع اتحاد كأس الخليج العربي الذي لم يَعطِ موافقته بشأن النسخة 25 لولا تلقّيه ضمانات من دولتنا، وبالتالي فالعمل في ملفِّ البصرة ليس استعراضيّاً ولا ترفيّاً ولا دعائيّاً لكسب قاعدة جماهيريّة أو حزبيّة أو قطاعيّة، بل يُكافَأ الاثنان ويُحاسبانِ أيضاً عند النجاح والفشل.
ولا ضير من توجيه انتقادات موضوعيّة كالتي تحدَّثَ عنها بعض الرياضيين والإعلاميين بشأن ما جرى قبل وأثناء حفل افتتاح ملعب الميناء، لاسيما في مسألة تباين أسعار تذاكر المباراة التي عمد ضُعاف النفوس الى زيادة سعرها خارج المُقرَّر والمُعلَن عنه من الجهة المُنظِّمة، وعن فوضى الجلوس في المقصورة من دون تقاليدها المعروفة، وكُثرة عدد المشّائين على مضمار الملعب بذريعة حملهم بطاقات التعريف الصادرة من الوزارة أو الاتحاد، والصحيح أن يبقى رجال أمن الملعب وحدهم مع الاشخاص المُشرفين والمُنفّذين للحفل والمباراة، وتلك من أبرز النقاط التي لم تعالج من أصحاب العلاقة بالتنظيم.
إن الجهود السخيّة التي قدّمتها إدارة نادي الميناء بالتعاون مع المحافظة والهيئات الرياضية البصريّة تكلّلت باتفاق سريع وناجح مع نظيرتها في نادي الكويت لخوض مباراة تاريخية جرت يوم الإثنين 26 كانون الأول عام 2022 بالساعة 8 مساء، لمناسبة سيتذكّرها أبناء المدينة وكلّ الجماهير العراقية مستقبلاً بمشاعر الفخر، ومع ذلك تمنّينا أن تتريّث إدارة الميناء بتحديد الموعد وتستفيد من الأيام المتبقية للقاء المنتخبين الوطني والكويتي يوم 30 الشهر ذاته، ليشهد الملعب مباراتين بدلاً من واحدة، ويستمتع الجمهور بـ 180 دقيقة ناديويّة ودوليّة، بغية منح الفرصة للقائمين على تشطيب الملعب كي يجرّبوا أجهزته كونها لم تُكتمل، مثلما كشف مقطع فيديو من اجتماع درجال مع الشركة المسؤولة عن تسليم الملعب للوزارة بعد انتهاء احتفاليّة الميناء، ومطالبته لها بتأمين مولّدات خاصّة بديلة لأي حدث طارئ خلال البطولة، مع تعزيز الدعم لجميع ملاحق المنشأة الرياضيّة، بدلاً من العُجالة التي نجم عنها عَطَل الإنارة حول المدرّجات، وربّما هناك مشكلات أخرى غير منظورة كانت مُحرجة للشركة!
لا شُكر يُقدَّم لأي شخص مكلّف بخدمة عامة ضمن واجباته الصميميّة، فالمشروع لم يخضع بعد للاختبار الرسمي خلال فترة البطولة لينال كل شخص استحقاقه في التقييم، وما أنفق على إنجاز ملاعب البصرة من مبالغ تجاوزت المليار دولار لم تقدّم خواتيم حساباتها النهائية للمدة التي استغرقها بناء مشروع التنظيم الخليجي من تموز عام 2009 الى شباط عام 2023 لنعرف المبلغ الكلي، ومهما كانت قيمة المبلغ فإن أبناء البصرة بحاجة الى صفاء نفوسكم قبل بهاء ملاعبكم، فتكاتفوا معهم من أجل المدينة والوطن ، وحدهما مَن يخلّدانِ في ذاكرة البطولة!