متابعة/ المدى
نشرت صحيفة الخليج، اليوم السبت، مقالات للكتاب حسن مدن عن العلامة هادي العلوي تحت عنوان (لغتنا في منظور هادي العلوي).
حمل تطبيق المدى:
https://almadapaper.net/app.html
اشتراك في قناة تلغرام:
وقال الكاتب في المقال الذي تابعته (المدى) : "لا يوافق العلامة هادي العلوي على أن اللغة العربية هي أقدم اللغات السامية، ويرى في هذا القول ضرباً من «الفخر الساذج»، فالعربية، برأيه، هي أحدث هذه اللغات، وهو لا يقول ذلك تقليلاً من لغتنا القومية، لأنه، في المقابل، يؤكد أن العربية هي «أوسع اللغات السامية في قاموسها، وأكثرها تطوّراً في تصريفاتها وصيغ جموعها»، مشيراً إلى أنّ تطوّر اللغة، أي لغة، يأتي من تطوّر مرحلتها التاريخية ورقيّ الشعب الناطق بها".
واضاف "وهادي العلوي واحد من مفكرينا العرب المهمين في العصر الحديث، ولكنه، ويا للأسف، لم يحظ بالشهرة التي هو جدير بها، لنضج أبحاثه وعمق خلاصاته، وقبل ذلك سعة اطلاعه على تراثنا العربي الإسلامي، وقراءته له برؤية علمية جدلية لا تتوفر لدى الكثيرين، وقد تعود قلة شهرته إلى زهده في الحياة، وانكبابه على البحث، وربما يكون لعيشه الطويل في الصين أثره في بعده عن دائرة الضوء العربية".
وتابع "مع ذلك فإنه كان لعيشه هناك أبلغ الأثر في تمكينه من معرفة الثقافة والتراث الصينيين، وتقريبهما للقارئ العربي عبر مباحث مختلفة له، وهذا ما حداه في مقالة له عن «العرب والغرب» للقول إن «الحضارة الإسلامية وقرينتها الصينية هما الأساسان اللذان تطورت عليهما المدنية الحديثة والحضارة الحديثة معاً، وهما، إلى جانب الإغريقية، أرقى حضارات العالم القديم".
واشار الى ان " ذلك جاء في سياق تناوله للعلاقة بيننا، نحن العرب، والغرب، الذي يجمعنا به، في المسمى والنطق، تقارب لفظي، حيث ليس بيننا والغرب إلا النقطة، وهو تقارب يصفه العلوي بـ«الشكلي والاتفاقي»، «فالعرب من العربة وهي الصحراء في الساميات القديمة، والغرب من عرب الآرامية بسكون الراء، فجعلتها لغتنا بحرف الغين، وهو حرف أضافته إلى اللغات السامية»، لكن هذا التقارب اللفظي يخفي خلفه خصومة ممتدة عبر التاريخ، ومستمرة في الحاضر أيضاً".
ويضيف الكاتب "لعلنا أردنا بهذه الاشارات لفت النظر إلى الجهد البحثي المهم لهادي العلوي الباعث على سجالات مع آرائه، فهذا الرجل الذي عاش واجتهد وأنتج في الظل قمين بالاحتفاء بمنجزه بعد أن أصبح في عالم الغيب، علّنا نكفّر عن تقصيرنا تجاهه وهو في حياته، وجديرة بالإشادة مبادرة مؤسسة المدى العراقية لأنها أطلقت اسمه على الدورة الأخيرة لمعرض العراق الدولي، لتلفت نظر أبناء شعبه العراقي، خاصة الجيل الجديد، إلى اسمه ومنجزه، علماً بأنه يخصّ كل العرب، لا العراق وحده".