ترجمة: عدوية الهلالي
ولدت إيزابيل ألليندي في بيرو ونشأت في تشيلي وأصدرت 26 كتابًا ، بما في ذلك (بيت الارواح ) و (الجزيرة تحت البحر) و(باولا)
وهي عبارة عن مذكرات عن وفاة ابنتها التي توفيت بمرض السرطان. فرّت من ديكتاتورية بينوشيه في تشيلي لتعيش في المنفى في فنزويلا ، ثم انتقلت لاحقًا إلى الولايات المتحدة.
إنها ابنة شقيق سلفادور ألليندي ، أول رئيس اشتراكي منتخب ديمقراطياً في تشيلي ، والذي قُتل في 11 أيلول 1973 في انقلاب عسكري بقيادة الجنرال أوغستو بينوشيه. تم ترجمة كتبها إلى أكثر من 42 لغة وبيعت أكثر من 75 مليون نسخة منها حول العالم،وتعيش ألليندي في ولاية كاليفورنيا.
في آخر رواياتها التي تحمل عنوان (فيوليتا ) ، سردت الليندي بأسلوب رشيق وساحر يمزج بين الواقع والخيال ذكريات البطلة فيوليتا في فترة حياة عاشتها منذ ولادتها عام 1920 خلال الانفلونزا الاسبانية وحتى وفاتها عام 2020 حيث اكتسحت جائحة كورونا العالم عبر رسائل مخصصة لحفيدها من ابنتها (نييس)..
وفي مجلة نيو انترناشيوناليتس ، تم إجراء مقابلة مع الكاتبة للتحدث عن الرواية وعن طقوسها في الكتابة والحياة جاء فيها :
*تبدأ آخر رواياتك (فيوليتا) التي تحكي قصة حياة فيوليتا دي فال، في زمن الإنفلونزا الإسبانية وتنتهي في عصر كوفيد -19. لماذا تبدأين الكتاب وتنهينه مع الأوبئة؟
-كنت أنوي استخدام الأوبئة كنهاية للقرن الذي تعيش فيه فيوليتا ، وهو القرن الذي عاشت فيه أمي. كان مصدر إلهام الكتاب هو وفاة والدتي قبل عامين. اذ كنا نتراسل يوميًا لمدة نصف قرن: ولدي 24000 حرف في الصناديق. حياتها كلها هناك. كانت والدتي إنسانة رائعة لكنها لم تكن تتمتع بحياة استثنائية. وتعيش بطلتي فيوليتا بطريقة أتمنى أن تفعلها والدتي. كانت والدتي أكثر اعتمادًا على الآخرين: فقد اعتمدت أولاً على والدها ، ثم على زوجها ، ثم على زوجها الثاني. كان لديها عقل مبدع. كانت مبدعة للغاية ، كانت فنانة جيدة. لكنها لم تقدم شيئا .
*يبدو أن هناك عددًا من تجارب الحياة الخاصة بك في هذه الرواية أيضًا؟
-أليس هذا هو الحال مع جميع المؤلفين ، ألسنا نستقي من التجربة والذاكرة؟ لقد عشت الانقلاب العسكري في تشيلي ، وعشت في المنفى ،وعشت أشياء كثيرة وردت في الكتاب.
*كتبت فيوليتا ، الشخصية الرئيسية ، أن “هناك دائمًا حرب في مكان ما”. هل تشعرين بذلك حقا؟
-نعم. لقد بلغت الثمانين من العمر. لقد ولدت في منتصف الحرب العالمية الثانية. وفي حياتي ، كانت هناك حرب دائمة.
*هل الخيال طريقة جيدة للناس للتعرف على التاريخ؟
-قلة من الناس على استعداد لقراءة التاريخ والبحث ، وما يرد في الأخبار سريع وسطحي إلى حد ما، اذ يقرأ الناس الأخبار وفي اليوم التالي ينسونها. أما الكتاب فيبقى ويمكن بواسطته اجتذاب القاريء بقصة جيدة وفي أثناء ذلك ، نقدم له المعلومات.
*عندما تغادر فيوليتا بلدها وتذهب إلى المنفى ، تصفين ذلك بأنه “فترة اكتشاف”. هل هذا ما شعرت به في المنفى عندما هربت من تشيلي؟
-على الاطلاق. لقد غيرت حياتي. وماكان يمكن أن أكون الكاتبة التي أنا عليها اليوم لولا تجربتي في المنفى. كنت قد خططت لحياة. وكل ذلك اختفى واحتجت لابتكار حياة جديدة. كان صعبا. لكني أنظر إلى الوراء وكان أفضل شيء يمكن أن يحدث لي.
*في أحد كتبك قلت: “منذ سنوات عديدة ، عندما كنت صغيرة ، أعتقدت أنه يمكن تشكيل العالم وفقًا لأفضل نوايانا وآمالنا ...”. هل هذا لأنك رأيت قوى سياسية واقتصادية قوية ، مثل الديكتاتوريات في أمريكا اللاتينية ،تتدخل في تغيير العالم ؟
-نعم. لكني رأيت في حياتي أن منحنى رحلتنا مع البشرية يرتفع بشكل عام. فعندما حصل لدينا الانقلاب العسكري ، كانت تشيلي هي اطول وأقوى ديمقراطية في أمريكا الجنوبية ، وفي غضون 24 ساعة ، ضاعت. استمرت الديكتاتورية 17عاما.و كانت هناك هوة عميقة لبعض الوقت ولكن كانت هناك نقطة عادت فيها الديمقراطية.أنا متفائلة بالمستقبل. لكن ليس كما كنت عندما كنت صغيرة. لقد فكرت ، على سبيل المثال ، أن النسوية هي نضال عقلاني وعادل لدرجة أننا سنحل محل النظام الأبوي في غضون 10 سنوات. ولكن انظر أين نحن.
*ما مدى التقدم الذي تم إحرازه في مجال حقوق المرأة؟
-لا يزال لدينا الكثير من العمل الذي يتعين القيام به. عندما تكون هناك أزمة اقتصادية ، أو جائحة ، أو احتلال ، أو حرب ، أو فقر ، تفقد المرأة حقوقها. انظر إلى ما حدث في أفغانستان مع طالبان. ضاعت جميع الحقوق التي اكتسبتها النساء على مدار 20 عامًا في غضون 24 ساعة.
*بالنظر إلى مكان تشيلي اليوم ، يبدو أن وفاة عمك ، سلفادور ألليندي ، قد أبعدت تشيلي بشكل دائم عن المسار الذي كانت تسلكه. هل توافق؟
-تغيرت تشيلي تماما. في عام 1970 ، عندما تم انتخاب ألليندي رئيسًا ، كانت تشيلي دولة رائعة ولكن كان هناك الكثير من الفقر. حاولت الحكومة الاشتراكية مساعدة الناس بطرق لم يسبق التفكير فيها من قبل في تشيلي. قضى الانقلاب العسكري على كل ذلك وحول البلاد إلى أقصى اليمين. كانت الأفكار الاقتصادية لفتيان شيكاغو [مجموعة من الاقتصاديين الذين روجوا لمبادئ السوق الحرة في أمريكا اللاتينية] ممكنة بسبب القمع الشديد ، الذي سمح للحكومة بإنشاء دولة تبدو سليمة اقتصاديًا ، لكن الثروة كانت موزعة بشكل سيء للغاية .
*أشتهرت كروائية ، ولكن هل هناك أنواع أخرى للكتابة تهتمين باستكشافها أيضًا؟
-كتبت مسرحيات في شبابي وأحببتها. حاولت أيضًا كتابة قصص للأطفال عندما كان أطفالي صغارًا. كنت أروي لهم قصصًا كل ليلة ، وكان تدريبًا رائعًا حافظت عليه. في عام 2001 ، في الواقع ، كتبت مدينة الوحوش ، أول رواية للأطفال والشباب، وأعتقد أن هذا هو النوع الأكثر صعوبة على الإطلاق. أنا لم أجرب الشعر أبدًا ولا أعتقد أنني سأفعله.
*من أين تحصلين على إلهامك؟
- أنا مستمعة جيدة وصائدة حكايات. كل شخص لديه قصة وكل القصص ممتعة إذا تم سردها بالنبرة الصحيحة. انا أقرأ الصحف ، ويمكن للقصص الصغيرة المدفونة في أعماق الصحيفة أن تلهمك برواية.
*وماهي طقوس الكتابة لديك ؟
- أقضي عشر ساعات أو اثنتي عشرة ساعة في اليوم وحدي في مكتبي.أنا لا أتحدث إلى أي شخص. لا أرد على الهاتف. أنا مجرد وسيط أو أداة لشيء يحدث خارج نطاقي ، أصوات تتحدث من خلالي. أنا أصنع عالماً من الخيال لكن هذا لا يخصني... وفي هذا التمرين الطويل والصبور اليومي للكتابة ، اكتشفت الكثير عن نفسي وعن الحياة. تعلمت. أنا لست على علم بما أكتبه. إنها عملية غريبة - كما لو كنت من خلال هذا الكذب في الخيال تكتشف أشياء صغيرة صحيحة عن نفسك وعن الحياة وعن الناس وعن كيفية عمل العالم.