TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جملة مفيدة: 2023 خارج السيطرة

جملة مفيدة: 2023 خارج السيطرة

نشر في: 1 يناير, 2023: 11:44 م

 عبدالمنعم الأعسم

لم اجد استهلالا مناسبا لعنوان كلمة العام الجديد انسب من العبارة التي تستخدمها البيانات الامنية عادة عندما تصف وضعا خارج الانضباط والتوقعات ولا يمكن التكهن بمآلاته، في حين يخفي اللاعبون اوراقهم ونياتهم وصفقاتهم وراء وجوه تحرص على اعدادنا لمرحلة اخرى لا تختلف عن سابقاتها،

لكننا في مطلع كل عام نزاول لعبة التمنيات، كجرعة عقار نستقوي بها على الخوف مما ينتظرنا، ثم ندسها في حشوة اضطراباتنا لنجعل منها اسئلة صالحة لحسن الظن، والى احتمالات لا تتعارض مع منطق الاشياء، والى تهانٍ نبيلة ونظيفة مثل دمع العين، وفي غضون ذلك نتسلى بالبيانات المُضحكة التي يصدرها الساسة من اصحاب الحل والربط بالمناسبة، متمنين لنا عاما سعيدا، وطي العام الذي اكلوا فيه لحم اكتافنا وطعام صغارنا.

وإذ ندع التشاؤم جانبا فان العام 2023 سيكون عام مخاضات عسيرة.. اليست هذه قراءة بلاغية إخبارية مكررة لمخاضات بلا علائم؟ يقولون، نعم، ثمة مؤشرات مسبقة لاحداث وتحولات في تقاويم هذا العام، إذ تسبق بلوغ الاجنة أجَلها بعلامة الانقباض على الرحم والتمرد على مساحته وقدره، ويقولون، لا مفر من الاستعداد لاستقبال الوليد، والسعي الى تغيير معدات المشهد وتجديد مضامينه، وبخلاف ذلك-كما يقولون- فاننا حيال مصير مجهول، كانت قد سبقتنا اليه امم نسيها التاريخ المكتوب.

على صعيد منظور لكلّ ذي عينين فان كل شيء خارج السيطرة.. انظروا حال سعر الدولار، حال الحدود مع الدول، حال مجلس نواب الاطار التنسيقي، حال النهب والفضائح والصفقات، حال القضاء والقدر، وبرغم كل ذلك فان تمنياتنا تتسع الى اغصان زيتون كثيرة، ورطب، وأمن، ووجبة طعام غير مسمومة، وفرص عمل كريمة، لزوم ان نجددها ونتجدد فيها، بوصفها العلامة الدالة على اننا مخلوقات مسالمة، او على وجه الدقة، اننا ولدنا مسالمين قبل ان نتوزع الى اقدار متناحرة: ابرياء وجناة، مثلما توزع قبلنا بالفي عام اصحاب يسوع الى ملائكة وشريرين .

وفي كل عام، منذ ذلك الوقت، نعيد قراءة حكمة الطفل النبي، ونتقصى منها احوالنا وامتعتنا وسجلاتنا، ونستشرف منها طالعنا وايامنا المقبلة، فنتساءل أي عالم عجيب حل فينا؟ واية زلازل عصفت بنا؟ وماذا ينتظرنا من وعورات ومعارك واعوام؟ ثم نتواكل على غريزة البقاء بمواجهة تحديات الفناء والردة لنعطي الشهداء الذين حملوا راياتنا وحصدتهم بنادق القناصة شارة الوفاء والذكر الجميل، وللمسيح بعض دين في رقابنا يوم بشرنا بالمسرات، وان يكون خبزنا كفافا .."وعلى الارض السلام".

استدراك:

"أنقل حبي لكِ من عامٍ إلى عام..

كما ينقل التلميذ فروضَه المدرسية إلى دفترٍ جديد".

نزار قباني- الى حبيبتي في رأس السنة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي

إدارة الاقتصاد العراقي: الحاجة الملحة لحكومة اقتصادية متخصصة

د. سهام يوسف بعد مصادقة المحكمة الأتحادية على نتائج الانتخابات الأخيرة، يقف العراق على أعتاب تشكيل حكومة جديدة. هذه الحكومة ستكون اختبارًا حقيقيًا لإصلاح الاقتصاد العراقي المتعثر، حيث تتوقف عليه قدرة البلاد على مواجهة...
سهام يوسف علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram