 صفاء العبد

** جولة أخرى مهمّة تنطلق اليوم في عُمر "خليجي 25 " .. والأهمية هنا تكمن في أن الجولة هذه يمكن أن تفصح عن بعض الأسرار لتكشف عن الكثير من تفاصيل واقع سير المنافسة في رحلة البحث عن فرصة التأهّل الى الدور الثاني من البطولة التي لم تدلّنا على شيء مهم خلال جولتها الأولى ..

فبقدر تعلّق الأمر بمنتخبنا ظلّ الأمر مُبهماً مع انتهاء مباراته الأولى التي انهاها بالتعادل السلبي مع نظيره العُماني، وهو ما ينطبق أيضاً على أكثر من منتخب آخر ليبقى التساؤل قائماً عمّن سيكون الأقرب الى مواصلة المشوار في بطولة كانت وستبقى دائماً خارج سياقات أي توقّعات مثلما يُحدّثنا تاريخها الذي يمتدُّ الى أكثر من نصف قرن ..

لن ندخل في تفاصيل لغة الأرقام وما يمكن أن يحدث في الجولة الثانية على صعيد كلا المجموعتين، لكنّنا نشير فقط الى أن منتخبنا يحظى بفرصة طيّبة للتنافس على إحدى بطاقتي التأهّل عن المجموعة الأولى .. فالفوز على السعودية اليوم يجعله الأقرب فعلاً الى التأهّل مثلما أن التعادل قد يخدمه أيضاً لأن مباراته الثالثة ستكون الأسهل منطقيّاً عندما يقابل نظيره اليمني، بينما سيكون السعودي والعُماني أمام مطحنة حقيقيّة خلال المواجهة التي تجمعهما الخميس المقبل ليصعد أحّدهما على حساب الآخر برفقة أسود الرافدين..

أما الخسارة اليوم، لا سمح الله، فأنها ستضع فرصتنا على كفّ عفريت، وتُدخلنا في "حسبة برما" إن لم نقل أنها قد تطيح بآمالنا لأنها يمكن أن تضعنا عند بوّابة الخروج المُبكّر من البطولة !..

**مع دخول البطولة الخليجيّة اليوم جولتها الثانية نكون قد قطعنا فيها شوطاً مهمّاً نحو ما نصبوا اليه من نجاح على المستوى التنظيمي بغضّ النظر عن تلك الارهاصات التي رافقت انطلاقتها والتي أراد لها البعض، مع شديد الأسف، أن تكون هي العنوان بدلاً من العنوان الحقيقي الأبرز والأهم المتمثّل بذلك الكرنفال الرائع الذي أبهر الجميع من خلال حفل افتتاح تفوّق كثيراً على البطولة نفسها، عطفاً على ما كُنّا قد شهدناه في نسخ عديدة سابقة من عُمر المسابقة..

لا نغمض عيوننا، ولا نضع رؤوسنا في الرمل، بل نعترف بشجاعة لنقول نعم ارتكبنا بعض الأخطاء، لكن ذلك ليس عيباً ولا ينتقص من قيمة ما بذل من جهود سعياً للوصول الى ما نتطلّع اليه من نجاح في احتضاننا لبطولة سعينا نحوها بكلّ قوّة وبإرادة لن تثنيها كلّ محاولات حرماننا من حقّنا في تنظيم المسابقة على مدى أكثر من عقد ونصف من الزمان منذ انتزعنا الموافقة المبدئيّة على ذلك خلال "خليجي 18 " في أبوظبي عام 2007 ..

نقول إن ما حدث من أخطاء لم يكن وليد هذه النسخة من البطولة، فالتاريخ يُحدّثنا عن أخطاء أكبر شهدتها نسخ سابقة منها، وكان من بينها ما حدث للصحفيين، وأنا منهم، مِن تجاوز وصل الى حدّ الضرب بالهراوات الكهربائيّة، في افتتاح "خليجي 9 " ليس عن قصد طبعاً وإنما لنفس الأسباب التي حدثت في البصرة يوم الجمعة الماضي من تدافع عند بوّابات الدخول ..

في كلّ الأحوال نقول أن المهم هنا هو أن نعتذر أوّلاً عمّا حدث، ونستفيد ثانياً من مثل هذه التجربة لا سيما وإننا نتحدّث عن بلد غابت عنه فرص تنظيم البطولات الرياضيّة الكبيرة منذ سنوات طوال ليغدو اليوم بأمسّ الحاجة الى تجارب جديدة تمنحهُ المزيد من الخبرة والدراية في هذا الميدان، ويا مرحبا بالأشقاء ..