TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: أحـلام كـاتـب

العمود الثامن: أحـلام كـاتـب

نشر في: 11 يناير, 2023: 11:24 م

 علي حسين

قال لي صديق عزيز،ما هذه الأكوام من الكتب،هل ستقضي عمرك تتنقل من شوبنهور إلى طه حسين؟ ضحكت وأنا أقول له، برغم مئات الكتب التي تراها فإنني حتى هذه اللحظة،لا أفهم بماذا"يرطن"ساستنا! منذ سنوات والناس تبحث عن مسؤول مختلف يمنحونه أصواتهم،

وهم مطمئنون إلى أنهم استثمروها في المستقبل، رغم أنهم يدركون أنّ معظم السياسيين يتعاملون مع الانتخابات على أنها عدّاد سيارة أجرة لا يعمل إلّا لصالحهم، لقد مللنا من رئيس وزراء يخرج كل ثلاثاء يذكّرنا بأنه"المنقذ"، وأنه سيضع خمسة آلاف فاسد وراء القضبان، في الوقت الذي يجلس كلّ مساء يتسامر مع حيتان النهب، انظر إلى هذا الكتاب وأشرت إلى"خطابات السلطة"الذي كتب فيه جان لوك أنّ"الحاكم هوالذي يحقق نفعاً مستقبلياً للناس"والآن أجبني ماذا سيكتب مسؤولونا، لو قرروا كتابة مذكراتهم ويومياتهم،هل سيتحدثون عن حجم الخراب الذي قطعته البلاد خلال السنوات الماضية؟ يا صديقي أليس مذهلاً ومثيراً حين نقلب مذكرات بناة التجارب الحديثة، فنجد كيف أن التحول في سنغافورة صنعه إخلاص وتفاني رجال بوزن"لي كوان"، وأن كوريا الجنوبية تحولت من الفقر إلى بلد ينافس اليابان في عقر دارها، بفضل نزاهة مسؤوليها وحبهم لوطنهم.

تعال يا عزيزي واقرأ ما كتبه باني الهند الحديثة نهرو عن سياسيي التهريج في كتابه لمحات من تاريخ العالم :"كانت خطب بعض الساسة انفجارية تهديدية، يبدو أصحابها دائماً في حالة تحدٍّ ودعوات للنزال"

تعال نعرف حكاية عامل المصنع الذي أصبح رئيساً للبرازيل؟.. هذا الرجل ظل في الحكم حتى عام 2010، عندها شعر أهالي البرازيل بنوع من الخيبة لأن الدستور لا يسمح لـ"رئيسهم المحبوب" بالبقاء في المنصب، فقد مشى حتى اليوم الأخير من حكمه مؤمناً بالدستور رافضاً أن يغيره لصالحه فيبقى رئيساً مثلما يتمنى معظم الشعب.. أليست هذه معجزة حقيقية؟.. فيما نحن نعيش في ظل ساسة يعتاشون على ترويض الناس وقهرهم، نعيش في ظل قبائل وطوائف.. ثم راح الرجل، وبحماسة، يضرب الأمثال قائلاً: هل تعرف الكاتب المسرحي فاتسلاف هافال؟، وقبل أن أجيب بنعم أكمل حديثه: هذا الرجل عاش حياته من أجل هدف واحد أن لا يأتي بأي خطوة خاطئة تثير حفيظة الناس وتزعجهم.. وأشار إلى كتاب يضم عدداً من مسرحيات الرئيس التشيكي.. قائلاً: في هذا المجلد الصغير ستجد كلمات من نوعية: " لقد آمنت طوال حياتي، بأن ما يُعمل لا تمكن العودة عنه أبداً، وأن كل شيء يبقى إلى الأبد.

والان هل تلومني ياعزيزي لانني أدفن راسي مع ماركيز وسقراط بعيدا عن تقلبات عالية نصيف الثورية الثورية!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. سميرة

    مالعمل مع ناس لاتفيق

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram