TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > جملة مفيدة: اختلفوا.. أم بدأوا مختلفين؟

جملة مفيدة: اختلفوا.. أم بدأوا مختلفين؟

نشر في: 14 يناير, 2023: 10:43 م

 عبد المنعم الأعسم

أعيان تحالف الإطار التنسيقي الذي يقود المرحلة والحكومة اختلفوا على جملة من الملفات، ويمكن استباق العرض بالقول انهم اختلفوا، الآن، فوق ما هم مختلفون منذ البداية، ولا فائدة من إعادة تكرار القضايا التي تقف وراء تحالفهم، وعناوين ذلك التحالف، فهي في عداد ما يعرفه الجميع.

والحال، ان اختلاف احزاب وفصائل وزعامات الإطار امر متوقع وطبيعي و(اعتقد انه) غير مرشح للتفاعل خارج السيطرة، لكنه جاء سريعا قبل ان يدخلوا معركة انتخابات المجالس والانتخابات التشريعية المبكرة، هدف التحالف لجهة الامساك بالسلطة وابقائها "حصة" للبيت الولائي بعد ان هددتها انتخابات العام 2021 حين طرح التيار الصدري، الفائز الاكبر فيها، هيكلية جديدة لإدارة المرحلة، غير مرضيّ عنها.

وتشمل الخلافات (ولا غرابة) مناصب عليا في السلطة التنفيذية والحكومات المحلية، ويسمونها استحقاقات (كلمة محاصصة مخاتِلة) كما تشمل سياسات واجراءات تنفيذية هي من اختصاصات الحكومة، وتتعدى الى التزامات كانوا قد وقعوها مع البارتي والحلبوسي وحانت ترجمتها الى الواقع، وتمتد (الخلافات) الى الموقف من الوجود العسكري الامريكي، بين مَن يدعو الى انهاء العمل بالاتفاقية الموقعة مع واشنطن، ومن يريد مراجعتها والاجلاء التدريجي للقوات الامريكية.

والخلافات (إذْ لا تفسد للود قضية) تكشف عن مشكلة من ثلاثة رؤوس (الاول) ما له علاقة بين اطراف الكتلة المتنفذة وبعض الموالين لها من "احزاب الغربية" بطهران، في وقت تتوالى رسائل الاخيرة، يوميا، متضاربةً ومتناقضة وفاقدة للنسق المتعارف عليه، وتفيد المزيد من المعلومات عن تشرذم المواقف الرسمية الايرانية حيال القضية العراقية، انعكاسا للانشقاق السياسي الداخلي، وقد نُقل عن بعض مراكز القوى هناك ملامات (نُشرت مؤخرا في بيروت) موجهة لهذا الطرف العراقي أو ذاك من الموالين، وفي مجملها تؤكد عدم رضى الجانب الايراني على الطريقة التي يدير بها الموالون العراقيون ادارة الصراع السياسي فيما بينهم، وبين القوى الاخرى، وبمواجهة الامريكان، و(الثاني) تخبط الخطاب الاعلامي للاطار التنسيقي عند الحدود الدنيا لـ"وحدة الرأي" حيث ظهر هزيلا فئويا متضاربا، مشغولا بتلميع الزعامات وترويج الطائفية، أخذا بالاعتبار كثرة الفضائيات والمواقع والخدمات التي تموّل مباشرة، وبسخاء، من طهران، فيما هجر الكثير من ممثلي واعلاميي التحالف قنواتهم وصاروا يتحدثون عبر فضائيات وصحف اخرى تطعن في سمعتهم وولائهم للعراق، وتتبنى، الى ذلك، انتقاد السياسات الايرانية الرسمية وتدافع عن حركات الاحتجاج الشعبية المناهضة لحكم ولاية الفقيه، و(ثالثا) الرأس المخفي لمشكلة الخلافات بين اطراف الاطار ويُقرأ في ما يمكن تسميته بسر الاسرار، غير المُفصح عنه بجلاء، وهو الموقف من السخط الشعبي الاحتجاجي الذي يحتشد، يوميا، عند نقطة التماس مع نظام الطائفية، القبلية، الفاسدة، ويتجه بجلاء الى نقطة الانفجار.. الامر الذي لا تلتقطه مجسات اصحاب الحل والربط.. ولن تلتقطه طبعا، حتى يداهمهم في عزّ النوم.. وهم في غيّهم يعمهون.

استدراك:

"يستيقظ الأناني وقد جُرح، حتى الموت، بخدشٍ بسيط".

ألبرتو مورافيا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

السيد محمد رضا السيستاني؛ الأكبر حظاً بزعامة مرجعية النجف

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

 علي حسين اعترف بأنني كنت مترداً بتقديم الكاتب والروائي زهير الجزائري في الندوة التي خصصها له معرض العراق الدولي للكتاب ، وجدت صعوبة في تقديم كاتب تشعبت اهتماماته وهمومه ، تَّنقل من الصحافة...
علي حسين

قناديل: في انتظار كلمة أو إثنتيّن.. لا أكثر

 لطفية الدليمي ليلة الجمعة وليلة السبت على الأحد من الأسبوع الماضي عانيتُ واحدة من أسوأ ليالي حياتي. عانيت من سعالٍ جافٍ يأبى ان يتوقف لاصابتي بفايروس متحور . كنتُ مكتئبة وأشعرُ أنّ روحي...
لطفية الدليمي

قناطر: بعين العقل لا بأصبع الزناد

طالب عبد العزيز منذ عقدين ونصف والعراق لا يمتلك مقومات الدولة بمعناها الحقيقي، هو رموز دينية؛ بعضها مسلح، وتشكيلات حزبية بلا ايدولوجيات، ومقاولات سياسية، وحُزم قبلية، وجماعات عسكرية تنتصر للظالم، وشركات استحواذ تتسلط ......
طالب عبد العزيز

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

سعد سلوم في المقال السابق، رسمت صورة «مثلث المشرق» مسلطا الضوء على هشاشة الدولة السورية وضرورة إدارة التنوع، ويبدو أن ملف الأقليات في سوريا يظل الأكثر حساسية وتعقيدا. فبينما يمثل لبنان نموذجا مؤسسيا للطائفية...
سعد سلّوم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram