خاص/ المدى
في خطوة جديدة وبمحاولة لحل أزمة الكهرباء وقع العراق، قبل أيام، مذكرة تفاهم مع شركة سيمنز الألمانية، وذلك في إطار الزيارة الرسمية لرئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني إلى العاصمة الألمانية برلين.
ويرجح نواب أن تسهم خطوة السوداني في حسم ملف الكهرباء، بعد نجاح تعاقد شركة سيمنز الالمانية مع عدة دول، فيما يرى مختصون أن "الفساد المستشري" يعيق تنفيذ التعاقدات الدولية مع العراق. وعلى الرغم من إنفاق أكثر من 60 مليار دولار خلال العقدين الماضيين، إلا أن الطاقة الكهربائية في العراق لا تزال تعاني من أزمات عدة، إذ لم تثمر الوعود الحكومية المتعاقبة ما بعد 2003، في تشخيص مواضع الخلل وعبور الأزمة المستعصية. ويقول عضو مجلس النواب جاسم الموسوي في حديث لـ(المدى)، إن "توقيع العراق لمذكرة تفاهم مشتركة مع شركة سيمنز الألمانية خطوة ايجابية في مجال الطاقة". واضاف الموسوي، أن "الحكومات المتعاقبة جربت الكثير من الشركات العالمية الا انها لم تحسم أزمة الكهرباء منذ حوالي 20 عاماً". وشدد، على "ضرورة استقلالية الاقتصاد العراقي والذهاب الى ما هو بصالح المواطن، من خلال استخدام الطاقة النظيفة والطرق الحديثة في مجال توفير الكهرباء".
وتابع الموسوي، أن "خطوة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني باتجاه التعاقد مع شركة سيمنز الألمانية، في ظل التحديات القائمة بمجال الاقتصاد والأساسية، تعتبر جريئة ومغامرة".
ورأى، أن "شركة سيمنز الألمانية نجحت في عدة دول وحسمت ملف الكهرباء فيها، ومن الممكن أن تنقل تلك التجربة داخل العراق وتنهي أزمة ملف الطاقة".
ومضى الموسوي إلى، القول إن "مجلس النواب داعم لخطوة تطوير ملف الكهرباء، وأية خطوة تصب في مصلحة الاقتصاد العراقي والمواطن".
بدوره، يقول أستاذ الاقتصاد في الجامعة العراقية عبد الرحمن المشهداني، إن "مشكلة الكهرباء لا تتعلق بنوع الشركة المنفذة بقدر ما تتعلق بالتنفيذ من قبل الجانب العراقي".
وأضاف المشهداني، ان "الحكومات المتعاقبة وعلى مدار 20 عاما، لم ينفذوا عقودا كاملة فيما يخص ملف الكهرباء". وأشار، الى ان "العائق الذي يقف أمام تنفيذ عقود الكهرباء وغيرها من العقود الاقتصادية هو الفساد المستشري في مفاصل الدولة". ولا يستبعد المشهداني، "تدخل جهات لمنع تمرير العقد مع شركة سيمنز الألمانية"، مبينا أن "هناك الكثير من الجهات المستفيدة من بقاء العراق بدون كهرباء وذو اعتماد على الغاز المستورد". وبحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، الجمعة الماضية، تلقته (المدى)، إن" وزارة الكهرباء وقعت مذكرة تفاهم مشتركة مع شركة سيمنز". وأضاف البيان، أن "مذكرة التفاهم تنطوي على جملة من الفقرات الأساسية التي تشكل خارطة عمل لتطوير منظومة الكهرباء في العراق".
وأشار، إلى أن "شركة سيمنز تعمل في ضوء المذكرة، بالتنسيق مع وزارة الكهرباء، على وضع خطة متكاملة لمنظومة الكهرباء بشكل عام، تتضمن حلولاً للمشاكل، كما تقوم الشركة بإنشاء محطات توليد جديدة".
وواصل البيان، أن "مذكرة التفاهم تضمنت تقديم شركة سيمنز دراسة متكاملة للعراق، تتضمن الكيفية التي تتم بها الاستفادة من الغاز المصاحب، في دعم وزيادة إنتاج الطاقة الكهربائية".
وأكد، أن "المذكرة تضمنت ايضاً توقيع اتفاقية طويلة الأمد، لصيانة وتأهيل الوحدات العاملة في العراق التي أنشأتها شركة سيمنز".
ومضى البيان، إلى "تضمين المذكرة تنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة، وهي الطاقة الشمسية وحركة الرياح، وإنشاء محطات تحويل في عموم مناطق العراق، إلى جانب تطوير وتأهيل كوادر وزارة الكهرباء ونقل الخبرات".