اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: سبير

العمود الثامن: سبير

نشر في: 16 يناير, 2023: 11:40 م

 علي حسين

منذ صدور مذكرات الأمير البريطاني هاري والتي أطلق عليها عنوان "SPARE" – سبير أو الاحتياطي – انشغل العالم بحكايات الأمير الصغير حتى وصلت مبيعات كتابه لأكثر من مليون ونصف المليون نسخة خلال أيام، بالتاكيد لم يستطع تجاوز مبيعات مذكرات ابراهيم الجعفري ، ومن المقرر أن يقبض هاري مبلغاً لا يقل عن عشرة ملايين دولار عن سرد حكايته وخلافاته مع عائلته.

حتماً سيضحك قارئ عزيز من سذاجتي وأنا أحسد الأمير البريطاني على ملايينه وأنسى أن "شاطراً" لم يكتب مذكرات ولم يذرف الدموع على الفضائيات، لكنه حصل على أكثر من مليارين من الدولارات مكافأة له على شطارته ومهارته في سرقة المال العام.

من يقرأ أخبار الضجة التي أثارها كتاب "سبير" وتعليقات كبريات الصحف العالمية، سيتذكر أن هذه البلاد صدّرت للشعب أكثر من "سبير" يجلسون على مقاعد البرلمان شعارهم "لا أرى.. لا أسمع.. لا أتكلم"، فهم أناس مسيرون وليسوا مخيرين، الأمر أولاً وأخيراً بيد اللاعبين الأساسيين وهم قادة الكتل ورؤساء الأحزاب. نوابنا الـ"سبير" نجدهم يختلفون في درجة قربهم من المنافع وليس في درجة قربهم من الناس. وقد عشنا منذ سنوات مع "سبيرات" جلست على كرسي السلطة ثم عادت إلى بلدانها الأصلية محملة بكل ما غلا ثمنه، تاركة وراءها شعباً وصلت نسبة الفقر فيه إلى أكثر من 40 بالمئة، وخطب وشعارات زائفة وعبارات مضحكة، فمن ينسى "قمقم" الجعفري؟ و"دايح" محمود المشهداني؟ و"فقاعات" رئيس دولة القانون؟.

منذ أن نشر الأمير هاري مذكراته خرجت الصحافة البريطانية لتسخر من الفتى المدلل، الغريب الأطوار، وقبل أن يذهب بكم الظن وتعتقدون أن الأمير حاول أن يقلد إبراهيم الجعفري ويطلق على نفسه لقب "النجاشي"، أو أنه شريك في صفقة أمانات الضرائب مثل الحاج الدكتور هيثم الجبوري!، الصحافة اعتبرت الكثير من صفحات الكتاب قصص مختلقة وخيالية، وكنا في هذه البلاد قد قرأنا مذكرات إبراهيم الجعفري وأياد علاوي وباقر جبر الزبيدي والأهم استمتعنا بما قدمه رئيس البرلمان السابق سليم الجبوري في مذكراته "سليم حكاية السيرة والمسيرة" ، الجميع اراد أراد أن يؤرخ لعصر زاهر بالمنجزات الوهمية !!.

كتب ساستنا مذكراتهم التي حاولوا من خلالها نشر رائحة الكذب ، وممارسة غسيل لادمغة البسطاء؟! عن الذين يصرون على أن يحققوا لهم ولأهلهم كل شيء، ولم يحققوا أي شيء آخر للمواطن؟ عن الدولة التي تخطف فيها المليارات في مشاريع فاشلة؟ .

كان السنغافوري لي كوان يقول إن الصراحة وكشف الحقائق امام الناس هي التي تبني بلاد قوية.تُكتب المذكرات عادة من أجل البوح بالحقيقة، وقد وضع كبير فلاسفة فرنسا جان جاك روسو مذكراته تحت عنوان "اعترافات" فيما أصر الجعفري ان يضع عنوان "تجربتي" لمذكراته.. تاركاً لنا أن نتذكر؛ ماذا كانت هذه التجربة ؟ .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. Khalid muften

    لقد ابتلى العراق بأشخاص سياسيين فارغي العقول وممتلى البطون بأموال السحت الحرام وتضليل الرأي العام.

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram