TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > عــراقـنـا

عــراقـنـا

نشر في: 21 يناير, 2023: 09:04 م

د. حسن مدن

انتهى دوري خليجي 25 بفوز العراق ونيله الكأس، بعد مباراة جميلة وحافلة بالتشويق مع المنتخب العماني، أبلى فيها الفريقان بلاء حسناً، وكان كل منهما جديراً بالفوز، ولكن القدر شاء أن يكمل فرحة العراقيين المستحقة باستضافة أشقائهم من بلدان الخليج بعد عقود طويلة من الغياب،

فكُتب لهم الفوز، لنشهد تتويجاً رائعاً لتلك الفرحة بالحشود الهائلة التي خرجت إلى شوارع البصرة محتفية، رغم الأحداث المؤسفة التي جرت نهار المباراة، بسبب تدافع الجمهور على الملعب الذي أقيمت فيه بغية ضمان أماكن لهم في مدرجاته لمتابعة المباراة.

حتى في هذا التدافع من الجمهور علينا أن نرى تعبيراً عن شوق العراقيين، وتوقهم لفسحات فرح، أمّنتها لهم استضافة البصرة لهذه النسخة من الدوري الخليجي، ومِن أبلغ ما شاهدته في التعبير عن هذا الشعور حديث مصوّر لسيدة عراقية بسيطة، قالت فيه ما معناه: «هذه أول مرة نفرح فيها، حياتنا كلها كانت حزناً وسواداً»، وفي كلماتها البسيطة، العفوية، والمؤثرة كانت هذه المرأة لسان حال كل العراقيين الذين تكالبت على وطنهم الغالي الحروب والمحن والفتن، أقصي، في نتيجتها، العراق عن حضنه العربي، وعن محيطه الخليجي الذي هو جزء منه.

هي المفارقة في أن الرياضة حققت خلال أيام معدودات ما عجزت السياسة وحساباتها المغرضة أن تحققه خلال عقود، فعشنا جميعاً، نحن أهل الخليج وأهل العراق، أجواء أعادت، ولو من الناحية الوجدانية والعاطفية والإنسانية، عراقنا الغائب عنا إلينا، وأعادتنا إليه، فلمسنا في بهجة العراقيين عامة، وأهل البصرة خاصة، وهي النافذة العراقية الأقرب إلى الخليج، توقهم إلى القرب الأخوي الذي افتقدوه مع أشقائهم.

العراق، كدولة وكمجتمع وكثقافة وحضارة، لا يعني شعوب الخليج وحدها، وإنما يعني كل الشعوب العربية من دون استثناء، فهو ركن قوي، لو قيّض له التحرر من القيود التي كبّل بها، من أركان منظومة الأمن العربي في مواجهة التحديّات المصيرية التي نعلم، ولا يمكن النظر إلى المشهد الثقافي والفكري والإبداعي العربي من دون الوقوف عند مكانة العراق ومبدعيه ومفكريه في صنع وتطوير هذه الثقافة والارتقاء بها إلى أعلى المدارج، كيف لا وهو صاحب الريادة في أكثر من حقل ثقافي وجنس أدبي وأفق فني، في الموسيقى والتشكيل والمسرح وسواها.

نبارك للعراق فوزه، ونشاطر أشقاءنا العراقيين بهجتهم، وغبطتنا بأجواء السعادة والأخوّة التي عشناها معكم، فعراقكم هو عراقنا أيضاً.

عن صحيفة الخليج

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

"قوانين جديدة".. طالبان تعتبر وجه وصوت المرأة "عورة"

تشكيلة ريال مدريد المتوقعة لمباراة لاس بالماس اليوم في الليغا

اسقاط مسيرة تركية وسط كركوك

الضفة الغربية.. الاجتياح يتواصل لليوم الثاني وارتفاع حصيلة الشهداء

الصحة: لا توجد مبررات كافية لإدخال لقاح جدري القردة إلى البلاد

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

 علي حسين ظل السادة خضير الخزاعي وأسامة النجيفي وصالح المطلك وإبراهيم الجعفري وفؤاد معصوم وعباس البياتي وعتاب الدوري وحسن السنيد وغيرهم يهلّون علينا كلَّ يوم قبل الغداء وبعد العشاء من خلال الصحف والفضائيات،...
علي حسين

كلاكيت: البحر الأحمر في فينيسيا

 علاء المفرجي بعد مشاركتها في الدورة السابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي لعام 2024م، من خلال أربعة أفلام سينمائية وعدد من المبادرات والفعاليات. وتتضمّنت قائمة الأفلام التي حصلت على دعم المؤسسة: "نورة" للمخرج...
علاء المفرجي

تدهور الرعاية الصحية الراهن لا تُعالجُه الوعود المعسولة!

د. كاظم المقدادي أنتجت المنظومة السلطوية القائمة على المحاصصة الطائفية والإثنية، وتقاسم النفوذ والمليارات، والمناصب والإمتيازات، ظواهر بغيضة، كالتسلط والهيمنة على مقدرات البلد، بدأتها بإفراغ الوزارات ومؤسسات الدولة الأخرى من الموظفين الكفوئين إدارياً وذوي...
د. كاظم المقدادي

عن المرجعية الدينية

حيدر نزار السيد سلمان كتب ويكتب الكثيرون عن خليفة المرجع الديني اية الله العظمى السيد علي السيستاني بالإضافة إلى جهود بعض مراكز البحوث المهتمة بالشأن العراقي، وهذا دلالة على أهمية المرجعية الدينية من النواحي...
حيدر نزار السيد سلمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram