اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عذوبة كلمات أحلام

العمود الثامن: عذوبة كلمات أحلام

نشر في: 21 يناير, 2023: 09:54 م

 علي حسين

انعقدت قمة كرة القدم لبلدان الخليج العربي، وعلى جدولها بند واحد هو محبة العراق. كانت هناك قضية واحدة شغلت جميع ضيوف هذه القمة الكروية اسمها اهالي البصرة وكيف استطاعوا ان يقدموا صورة العراق المعافى.

بالأمس كنت أتابع ردود الأفعال على مشهد المطربة الاماراتية احلام وهي تضع العلم العراقي على راسها ، وأقرأ ما كتبه مدونون عن هذا المشهد. المطربة التي قررت ان تشارك العراقيين سعادتهم قالت بصوت دافئ : أنا ابنة الإمارات، ابنة زايد، جئت إلى أهلي أهل العراق، بعدها ينطلق صوتها مغرداً: حبي إلك بالفطرة.. تقريباً إنت في دمي.. يابو الحضارة الكبرى.. حبي إلك ما ينتهي.. يشبه وجه بغداد وقت القمرة.. كتب لي قارئ عزيز من البصرة يقول: لقد شعرت بهوة عميقة في نفسي، ورأيت في كلماتها تعويضاً عن سنوات ضاعت من مدينتي بسبب سياسات سعت إلى تمزيق روح الأخوة بيننا وبين أهالي الخليج.

ما قالته الفنانة أحلام وما شاهدناه على شاشة أبو ظبي أو في قناة الكاس القطرية او على شاشة الفضائيات السعودية والكويتية والبحرينية والعمانية واليمنية ، وما قرأناه في تغريدة حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد التي قال فيها: "فرح العراق اليوم بعد طول صبر وانتظار وفرحت معه الشعوب والقلوب، كلنا اليوم عراقيين في الفرحة، كلنا اليوم عراقيين في الانتصار"، هو صوت المحبين الحقيقيين، صوت أكثر رقياً من الأصوات التي لا تريد لهذه البلاد الاستقرار والتنمية. إنها أحاديث تقول للجميع أتحدى أن يكون هناك من لا يحب العراق الذي هو في "القلوب دائماً"، على نحو تصبح أمامه كل ادعاءات أن هناك من يطمح لخطف دور العراق معها مجرد نكتة ساذجة، تلوكها ألسنة لا تقدر حجم وقيمة بلاد الرافدين.

ما قاله الإماراتي والسعودي والبحريني والكويتي والعماني واليمني والقطري وهم يتحدثون عن طيبة أهل البصرة وكرمهم الذي فاق الوصف هو نوبة حنين إلى العراق كما ينبغى له أن يكون، كبيراً، فتياً، شامخاً، مرفوع الرأس، متدفقاً بالحيوية والعطاء، لا يتحسس رأسه طوال الوقت، ولا ينشغل بالنظر في المرآة طويلاً ذعراً من التجاعيد وعلامات الترهل.

إن صورة العراق الذي يصافح الجميع، هي الصورة التى يحتاجها العراقيون الآن، وينبغى أن نبحث عنها ونثبتها ونجذرها فى أعماق الجميع، العراق بلد التسامح، وبلاد الالتقاء الحميم بين كل الأديان والثقافات والحضارات، ومن ثم فنحن الآن أمام استحقاق وطني وحضاري واجتماعي، في لحظة تبدو مواتية للغاية لكي يتصالح العراق مع نفسه، ويسترد شخصيته التي ضاعت وانمحت بفعل سلسلة من الجرائم السياسية والطائفية.

شكرا لاحلام التي اثبتت ان الفنان الحقيقي هو الذي يحول فنه الى رسالة محبة وسلام .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

تعديل قانون الأحوال الشخصية دعوة لمغادرة الهوية الوطنية

ضجة التّماثيل.. كَوديا بعد المنصور!

العمودالثامن: نائب ونائم !!

العمودالثامن: إضحك مع الدولة العميقة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

 علي حسين ليس من حق المواطن العراقي أن يعترض على تعديل قانون الأحوال الشخصية ، ولا يملك أن يشكو من تحول مجلس النواب إلى قاعة للمناكفات السياسية ، ولا يملك أن ينتقد أوجه...
علي حسين

باليت المدى: عندَ اكتمال القمر

 ستار كاووش قيمة السفر تُكمِنُ في مشاهدة أشياء وتفاصيل وأماكن مختلفة، جديدة، نادرة أو ممتعة. أما إذا إجتمعت كل هذه التفاصيل في مكان واحد مثلَ بارك (ديلا ديساتيل) في مدينة ليل، فهنا عليَّ...
ستار كاووش

قناطر: أين نحن من نخيلنا الذي سرقه العالم

طالب عبد العزيز ملء الشاشة تظهر صورة رجل أنيق، بثياب أهل الخليج الصيفية متحدثاً بمعلومات قيمة عن أحوال مزرعته المزدحمة بالنخل والفاكهة، وتظهر في الصورة نخلة من أحد الاصناف المعروفة لدينا، وقد ثقلت بعذوقها...
طالب عبد العزيز

العراقيون يفقدون الثقة في الديمقراطية

د. سامان شالي إن مسألة ما إذا كان العراقيون قد فقدوا الثقة في الديمقراطية أمر معقد ومتعدد الأوجه. لقد كانت رحلة العراق نحو الديمقراطية مضطربة، وتميزت بتحديات وانتكاسات كبيرة. يستكشف هذا المقال الوضع الحالي...
د. سامان شالي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram