TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > رأيك وأنت حر: أُمنيات ما بعد خليجي25

رأيك وأنت حر: أُمنيات ما بعد خليجي25

نشر في: 24 يناير, 2023: 10:58 م

 جاسب عبدالمجيد*

في كتابه " لماذا كرة القدم مهمّة " يروي أسطورة كرة القدم البرازيليّة كيف وحَّدَتْ هذه اللعبة الشعب البرازيلي، وكيف عرّفتْ العالم بالبرازيل الذي كان بلداً مغموراً إلى حدٍّ ما، وفي الفيلم الوثائقي " بيليه.. ولادة أسطورة"

يروي الأسطورة وعدد من اللاعبين والإعلاميين من أبناء جيله كيف يستغلّ السياسيون الفاسدون النجاحات والأحداث الرياضيّة لتحسين سُمعتهم أمام عدسات الإعلام، ويظهرون بأقنعة النزاهة والإخلاص والوطنية، وهُم غير ذلك. يقول بيليه: " لقد صنعتُ لأجل البرازيل بممارستي كرة القدم أكثر بكثير ممّا صنع السياسيّون."

حقّق الشعب العراقي إنجازاً رائعاً في خليجي 25 وأظهر معدنه الأصيل وعبَّر عن وحدته وأبلى بلاءً حسناً في البيوت والملاعب والأسواق والشوارع، وغنّى وابتهج، وكانت البصرة مكاناً مناسباً لهذا الإبداع. كان على مجلس الوزراء أن يعقد جلسته في هذه المدينة لمعالجة إحدى المشكلات الجوهريّة التي يعانيها البصريون، وهي المشكلة الصحيّة. فالمستشفيات العامّة في البصرة تعيش في العصر الحجري القديم، وكان على مجلس الوزراء أن يتّخذ خطوة ولو خجولة ونقلها من " الحجري القديم إلى العصر الحجري المتوسّط".

في هذه المستشفيات، يجلبُ المريض معهُ قنينة المغذّي وحبّة الدواء والأبرة وأنبوب القسطرة وكلّ المواد المطلوبة، والأطباء المقيمون يخجلون من مواجهة المرضى بسبب سوء الخدمات. لا أقصد النظر إلى مشاكل البصرة وحدها، بل اختيار الفيحاء قاعدة للانطلاق وتصحيح الوضع الصحي الضبابي في جميع أنحاء العراق.

كان قرار مجلس الوزراء الخاص بتخصيص قطع أراض للاعبي المنتخب الوطني في العاصمة بغداد مناسباً جداً، وهو قرار محفّز، لكن قرار منح اللاعبين جوازات سفر دبلوماسيّة عليه أكثر من علامة استفهام، لأن العالم ينظر إلى بعض حاملي الجواز الدبلوماسي العراقي على أنهم جزء من منظومة الفساد، لذلك فإن هذه السُمعة السيّئة ربّما تلتصق بلاعبي المنتخب بصورة أو بأخرى. قد تكون هناك وجهة نظر مغايرة، بالتأكيد سأحترمها حتى وأن أختلف معها.

أما في المجال الرياضي، فعلى اتحاد كرة القدم أن يتّخذ خطوات حاسمة بعد خليجي 25، منها عدم السماح للاعبي فرق الفئات العمريّة في الأندية العراقية ممارسة كرة القدم في حال تركهم الدراسة، فمن المؤسف، شاهدنا خلال العقدين الماضيين أن كرة القدم تخرّج لنا نجوماً غير متعلّمين، وكما هو معروف، فإن عمر اللاعب قصير في الملاعب. إن ربط ممارسة الكرة بالتعليم أمر ضروري لمستقبل العراق واللاعب نفسه، خاصّة بعد الاعتزال. لا نريد نجوماً أميين في بلد ترتفع فيه نسبة الأميّة بشكل مخيف.

ستبقى كرة القدم أحّد أهم أساليب مقاومة الشعب ضد الفساد والتقسيم، وستبقى أهم عوامل الوحدة، لأنها تنتصر للعراق.

دعونا نمارس كرة القدم ونشجّعها من أجل بلاد الرافدين، فكرة القدم اليوم أهم وسيلة لفحص وطنيّة الأفراد والشعوب على مختلف ثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم.

*كاتب عراقي مقيم في ميامي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

"قوانين جديدة".. طالبان تعتبر وجه وصوت المرأة "عورة"

تشكيلة ريال مدريد المتوقعة لمباراة لاس بالماس اليوم في الليغا

اسقاط مسيرة تركية وسط كركوك

الضفة الغربية.. الاجتياح يتواصل لليوم الثاني وارتفاع حصيلة الشهداء

الصحة: لا توجد مبررات كافية لإدخال لقاح جدري القردة إلى البلاد

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

العمودالثامن: متى يعتذر العراقيون لنور زهير؟

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

العمودالثامن: أين اختفوا؟

 علي حسين ظل السادة خضير الخزاعي وأسامة النجيفي وصالح المطلك وإبراهيم الجعفري وفؤاد معصوم وعباس البياتي وعتاب الدوري وحسن السنيد وغيرهم يهلّون علينا كلَّ يوم قبل الغداء وبعد العشاء من خلال الصحف والفضائيات،...
علي حسين

كلاكيت: البحر الأحمر في فينيسيا

 علاء المفرجي بعد مشاركتها في الدورة السابعة والسبعين من مهرجان كان السينمائي لعام 2024م، من خلال أربعة أفلام سينمائية وعدد من المبادرات والفعاليات. وتتضمّنت قائمة الأفلام التي حصلت على دعم المؤسسة: "نورة" للمخرج...
علاء المفرجي

تدهور الرعاية الصحية الراهن لا تُعالجُه الوعود المعسولة!

د. كاظم المقدادي أنتجت المنظومة السلطوية القائمة على المحاصصة الطائفية والإثنية، وتقاسم النفوذ والمليارات، والمناصب والإمتيازات، ظواهر بغيضة، كالتسلط والهيمنة على مقدرات البلد، بدأتها بإفراغ الوزارات ومؤسسات الدولة الأخرى من الموظفين الكفوئين إدارياً وذوي...
د. كاظم المقدادي

عن المرجعية الدينية

حيدر نزار السيد سلمان كتب ويكتب الكثيرون عن خليفة المرجع الديني اية الله العظمى السيد علي السيستاني بالإضافة إلى جهود بعض مراكز البحوث المهتمة بالشأن العراقي، وهذا دلالة على أهمية المرجعية الدينية من النواحي...
حيدر نزار السيد سلمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram