ترجمة: حامد أحمد
تحدث تقرير دولي عن أضرار اقتصادية كبيرة لحقت بأهالي قضائي سنجار وتلعفر التابعين لمحافظة نينوى جراء التغيرات المناخية، مؤكداً أن المزارعين يعتمدون على الآبار في الري، مشدداً على ان عددا من القرى تركت الزراعة بسبب شح المياه.
وأعدت كل من منظمة (سوليداريت انترناشنال)، الدولية للتضامن ومنظمة (حماة نهر دجلة) احدى منظمات المجتمع المدني المحلية تقريراً عن تبعات التغير المناخي المهمة والاحتياجات الإنسانية المستقبلية لأهالي منطقتي سنجار وتلعفر في محافظة نينوى والنزوح المترتب على التغير المناخي.
وتابع التقرير، أن "الكثير من المزارعين والرعاة في هاتين المنطقتين اضطروا خلال السنوات الثلاث الأخيرة لبيع مواشيهم وتقليص مساحة الأرض المخصصة للزراعة او تحويل نشاطهم الى عمال بناء بأجر يومي من اجل توفير لقمة العيش".
وأشار، إلى "تخمينات وزارة البيئة العراقية بان ازمة المياه قد تتسبب بنزوح 4 ملايين شخص بحلول العام 2030 والتي قد تكون مساوية لحجم النزوح الناجم عن تبعات الحرب مع تنظيم داعش الارهابي عام 2014".
وأكد التقرير، أن "قسماً من مدراء بلدية محافظة نينوى قد أعربوا أصلا عن حدوث موجات نزوح من مناطق ريفية تصل الى نسبة 15% من تعداد سكانهم".
وشدد، على أن "المزارعين ورغم أنهم يتمسكون بالحفاظ على نشاطهم وارثهم، فانهم يعبرون في الوقت نفسه عن احتمالية المغادرة وترك أراضيهم في حال عدم وجود حلول لحالة الجفاف".
وتحدث التقرير، عن "عدة عقبات يواجهها أهالي سنجار وتلعفر من بينها عدم حصولهم على الماء من ناحية الكمية الكافية والنوعية في احياء مدنية وريفية في المنطقتين على حد سواء".
ويسترسل، أن "الأهالي اضطروا إلى اللجوء الى المياه الجوفية المالحة، فضلا عن بنى تحتية متهالكة تساهم في عرقلة تجهيز المياه، ولجوء الأهالي الى شراء مياه الشرب من الحاويات، وتلقي هذه الأمور بظلالها على الجانب الزراعي والأنشطة الاقتصادية الأخرى".
ولفت التقرير، إلى أن "70% من أهالي سنجار ما زالوا يعيشون حالة نزوح لغاية الوقت الحاضر".
ونوه، إلى أن "هجمات الطائرات التركية المتكررة على مقرات حزب العمال الكردستاني تعيق عودتهم أيضاً، وتسبب قسم من هذه الهجمات في أيار من عام 2022 بموجة نزوح اخرى لأكثر من ألف و700 عائلة متوجهين الى محافظة دهوك في إقليم كردستان".
وأفاد التقرير، بأن "بلدات وقرى منطقة تلعفر تتميز تاريخيا بتنوعها العرقي والديني وتوجد غالبية تركمانية فيها فضلا عن سكان محليين من مسيحيين ومسلمين".
وأكد، "اضطرار أكثر من 500 ألف شخص الى مغادرة تلعفر اثناء استهداف المدينة من قبل تنظيم داعش الارهابي في عام 2014".
ونبه التقرير، إلى أن "المدينة وبعد تحريرها في عام 2017 كانت عملية رجوع النازحين بطيئة ويعود السبب الرئيسي لكثرة الألغام والعبوات الناسفة التي تركها داعش في المنطقة وكذلك لأسباب متعلقة بتدمير البنى التحتية في المدينة".
وأشار، إلى "عودة ما يقارب من 80% من أهالي تلعفر الأصليين بحلول شهر حزيران من العام الماضي، ولكن أراضيهم وممتلكاتهم الزراعية قد طالها الدمار".
وذهب التقرير، إلى أن "المزارعين في كل من مناطق سنجار وتلعفر يعتمدون على حفر الآبار بشكل مفرط لأغراض الري، ولكن في منطقة واحدة فقط عند حافة جبل سنجار فهناك إمكانية من الحصول على الماء من قنوات الري الجوفية المرفوعة الى السطح".
وينقل التقرير، عن "المجلس النرويجي للاجئين انه منذ العام 2004 كان الأهالي في هذه المناطق يعتمدون على حفر الآبار مما أدى ذلك الى التأثير السلبي على كميات المياه الجوفية ونوعيتها".
وتابع المجلس، بحسب التقرير، ان "معدل حفر الابار كان قبل العام 2004 ما بين 5 الى 25 بئراً جديدا كل عاماً، وأن 500 بئر قد تم حفرها منذ ذلك الحين".
ولفت التقرير، إلى أن "مصادر في وزارة الموارد المائية ذكرت في جرد أجرته انه خلال العام 2014 كان هناك 5 آلاف 698 بئراً في منطقة سنجار وغالبيتها تبلغ اعماقها أكثر من 45 متراً".
ويجد، أن "نضوب المياه وجفافها من هذه الآبار خلال فترة الجفاف الأخيرة كان له الضرر الكبير على الإنتاج الزراعي في وقت لم يكن هناك أي خيار آخر للمزارعين".
كما ينقل التقرير، عن "وزارة الموارد المائية ان هناك فرصة للوصول الى الماء من خلال حفر آبار بعمق 100 متر وذلك في مناطق معينة من سنجار وتلعفر والبعاج".
ويسترسل، أن "الحل الوحيد لتلافي ازمة المياه هي حفر آبار بعمق أكبر وهي تعتبر حلولا قصيرة الاجل وستكون لها عواقب سلبية مستقبلية على مناسيب المياه الجوفية وكثرة ملوحتها".
ويرى مزارعو قرية صولاغ في سنجار، بحسب التقرير، أن "إعادة تأهيل قنوات ري الجداول النابعة من الجبال هو حل لمشاكلهم المستقبلية في الوصول الى الماء".
وتابع التقرير، أن "أهالي قرية صولاغ وجدوا ان هذه الجداول قد توفر كمية كافية من المياه للقرية كلها، وقد تم تأهيل هذه القنوات في قرية ربيعة في منطقة تلعفر أيضا ولكنها لا تكفي جميع المنطقة".
وزاد، أن "الاحصائيات تظهر أن 60% من أهالي سنجار و65% من أهالي تلعفر هم مزارعون ويعتمدون على الزراعة وتربية المواشي كمورد رئيسي لمعيشتهم".
استطرد التقرير، أن "تأثير الجفاف كان كبيراً جداً على العراق وذلك منذ العام 2020 ملقيا بتبعاته على الأنشطة الزراعية في مناطق مختلفة".
ويسترسل، أن "قريتين من بين كل ثمان قرى في سنجار وتلعفر ترك اهاليها النشاط الزراعي بسبب الافتقار الى مياه الري".
ومضى التقرير، إلى أن "الذين لم يغادرا فقد قلصوا منتوجهم الزراعي على نحو كبير. وذكر ان غالبية المزارعين باعوا نصف مواشيهم لهذا السبب".
عن: موقع (ريليف ويب) الدولي