TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: من يُحاسب الحيتان ؟

العمود الثامن: من يُحاسب الحيتان ؟

نشر في: 30 يناير, 2023: 11:38 م

 علي حسين

طلب مني زميل عزيز أن أشرح له كيف تحول سامي العسكري إلى "كسينجر العراق" بعد أن صدر قرار تعيينه بمنصب المستشار السياسي لرئيس الوزراء. ياعزيزي؛ إن الدولة مصرة بجميع فروعها على مواصلة مسلسل "التسالي مع المواطنين" على أساس أن مجلس النواب لم يصادر حق أحد من المواطنين في أن "يتسلى"،

بدليل أن النواب تركوا أزمة ارتفاع سعر الدولار وانشغلوا بصورة ناهدة الدايني الجديدة والتي تسعى من خلالها منافسة عالية نصيف، ولأن موجة جديدة من الكوميديا السياسية لا تزال تضرب العراق صباح كل يوم، فقد قرر النواب الأفاضل تكريم النائبة الدايني بتعيينها رئيساً للجنة منظمات المجتمع المدني. يمكنك عزيزي القارئ أن تضع معظم قرارات مجلس النواب في خانة التسالي، طبعاً هذا الكلام لا يعد انتقاصاً من جهد السادة النواب في إطلاق التصريحات التي تعيد عجلة التطور في العراق سنوات وسنوات إلى الوراء.

إسمحول لي بأن أترك سامي العسكري وتقلبات النواب، وأتحدث عن كاتب أميركا اللاتينية الشهير ماريو فارغاس يوسا والذي تم اختياره عضواً في الأكاديمية الفرنسية، ربما يقول البعض؛ يارجل تترك شخصية بوزن وحجم عزت الشابندر وتكتب عن الأكاديمية الفرنسية؟، ياسادة المثير في الخبر أن الكاتب الكولومبي وجه الدعوة لملك أسبانيا السابق خوان كارلوس، ليشاركه الاحتفال، والمثير الذي علينا أن نعرفه أن الملك الأسباني السابق كان قد تعرض لمشاكل مع الصحافة اتهمته فيها بتهربه من الضرائب، فقرر أن يغادر أسبانيا بعد أن صفّى حساباته مع هيئة الضرائب والعدالة الأسبانية، يتذكر يوسا أنه عندما حصل على الجنسية الأسبانية عام 1993، اتصل به الملك خوان كارلوس في الثامنة صباحاً ليعرب له عن سعادته "لأني صرت من رعاياه"، وأنه عندما فاز بجائزة نوبل للآداب عام 2010، اتصل به العاهل الأسباني في اليوم التالي ليقول له: "يجب أن أمنحك شيئاً ما... يجب أن أمنحك لقباً".

إياك عزيزي القارئ أن تظنّ أنّ "جنابي" يهدف إلى السخرية من جنابك، لأنك حتماً ستقول: ما لنا ومال يوسا وملك أسباني "والدولار" الإمبريالي يحاصرنا من جميع الجهات؟.. تعرف "جنابك" أن الديمقراطية العراقية تقضي بأن يبقى المواطن العراقي متفرجاً، فيما جميع الساسة شركاء، يضمن كلّ منهم مصالح الآخر، حامياً لفساده، مترفّقاً بزميله الذي يتقاسم معه الكعكة في السرّاء والضرّاء..

يلعنُ ساستُنا الفساد على شاشات الفضائيات صباحاً، لكنهم يجلسون معه مساءً في الغرف المغلقة، ولا أعتقد أن القارئ العزيز بحاجة إلى أن أعيد لملك أسبانيا الذي سحبت منه الامتيازات الملكية.

ولأنّ التغريدات والتصريحات هي المتحكم الرئيس في كل حياتنا فيصعب أن نعثر على قرار واحد يدين احد حيتان الفساد ، فالديمقراطية العراقية تتساهل مع الزعماء ، وتلاحق شباب الاحتجاجات .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الغرابي ومجزرة جسر الزيتون

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

العمود الثامن: نون النسوة تعانق الكتاب

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

التلوث البيئي في العراق على المحك: "المخاطر والتداعيات"

العمود الثامن: نصف قرن من التفوق

 علي حسين في مثل هذه الأيام، وبالتحديد في الثاني من كانون الاول عام 1971، أعلن الشيخ زايد عن انبثاق اتحاد الامارات العربية، وعندما جلس الرجل البالغ آنذاك خمسين عاماً على كرسي رئاسة الدولة،...
علي حسين

كلاكيت: في مديح مهند حيال في مديح شارع حيفا

 علاء المفرجي ليست موهبة العمل في السينما وتحديدا الإخراج، عبئا يحمله مهند حيال، علّه يجد طريقه للشهرة أو على الأقل للبروز في هذا العالم، بل هي صنيعة شغف، تسندها تجربة حياتية ومعرفية تتصاعد...
علاء المفرجي

البَصْرة.. لو التَّظاهرُ للماء والنَّخيل!

رشيد الخيّون تظاهر رجال دين بصريون، عمائم سود وبيض، ضد إقامة حفلات غنائيَّة بالبصرة، على أنها مدينة شبه مقدسة، شأنها شأن مدينتي النَّجف وكربلاء، فهي بالنسبة لهم تُعد مكاناً علوياً، لِما حدث فيها من...
رشيد الخيون

الانتخابات.. بين صراع النفوذ، وعودة السياسة القديمة

عصام الياسري الانتخابات البرلمانية في العراق (11 نوفمبر 2025) جرت في ظل بيئة أمنية نسبيا هادئة لكنها مشحونة سياسيا: قوائم السلطة التقليدية حافظت على نفوذها، وبرزت ادعاءات واسعة النطاق عن شراء أصوات وتلاعبات إدارية،...
عصام الياسري
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram