TOP

جريدة المدى > عام > أربع قصائد حُبّ

أربع قصائد حُبّ

نشر في: 31 يناير, 2023: 11:51 م

الشّاعرُ الذي يُولَدُ كلّ يوم

أحبُّ الحرفَ الذي ليسَ بحرف

ولا يشبهُ الحرف

بل يشبهُ طائراً حلّقَ بسرِّ السّعادة

مثلَ ومضةِ البرق

ثُمَّ اختفى في بحرِ الظلام.

ذلك هو حرفكِ،

أنتِ الضائعةُ منذُ الأزل.

وأحبُّ الحرفَ الذي لا يشبهُ الحرف

بل يشبهُ المُنادي

على أبوابِ الأعيادِ المسروقة

والأسواقِ المسروقة

والمدنِ المسروقة،

ينادي ليلَ نهار

وسطَ المهمومين والمُرتبكين

والمُسرعين إلى حتفِهم

ببضاعةٍ اسمها المحبّة.

فلا يعبأُ بهِ أحد،

ولا يلتفتُ إليهِ أحد.

لا يهم،

فهذا هو حرفي

أنا الشّاعرُ الذي يُولَدُ كلّ يوم.

أسطورة

مثل يتيمٍ يُعطى ثياب العيدِ ليلاً

ثُمَّ تُسرقُ منهُ في مطلعِ الفجر.

هكذا كانَ حُبُّكِ!

فما الذي ستفعلهُ القصيدةُ هنا؟

ستشكو وتبكي وتصيح

وتهذي وتصرخُ، تصرخُ، تصرخ

إلى أن تتساقطَ حروفُها

حرفاً إثْرَ حرف

ونقطةً إثْرَ نقطة،

ثُمَّ تتشكّلُ من جديد

حرفاً إثْرَ حرف

ونقطةً إثْرَ نقطة

على هيأةِ أسطورة.

هكذا كانَ حُبُّكِ أسطورة الشيء

الذي يمسكهُ القلبُ مَرّةً

ثُمَّ تفقدهُ الأصابعُ ألفَ مَرّة.

أقسى من الحجر

على غيرِ عادةِ الحُبّ،

وعلى غيرِ عادةِ المُحبّين،

بدأتِ قصّةَ حُبِّنا بكلماتِ الوداع،

وكانتْ- وا أسفاه- كلمات من الحجر.

حتّى إذا مرَّ ثلاثون عاماً

من النفي على شاعرِ الحرفِ والنّقطة،

وتصدّعتِ الذاكرة

وتاهتْ طيورُها وأحلامُها وقُبُلاتُها ونجماتُها

نجمةً إثْرَ نجمة

دونما رحمةٍ أو أَثَر.

جئتِ تقولين:

«أنتَ حبيبي،

«أهلاً وسهلاً حبيبي».

ياه...

يا لهذي المحبّة الأقسى من النفي!

يا لهذي المحبّة الأقسى من الحجر!

أكذوبة تمشي على قدمين

مَن قال:

الحُبُّ أكذوبةٌ تمشي على قدمين؟

أظنّهُ أنا!

 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

موسيقى الاحد: موتسارت الاعجوبة

من منسيات النقد الأدبي في العراق

طقوس فارسية .. علامة فارقة في الأدب الإيراني

ثرثرات الاحتجاج .. خيانات عصريّة

بين إرث ما بعد الدراما وعودة السرد "مسرح أوروبا معقلا ونموذجا"

مقالات ذات صلة

صلاح عباس: على مدى تاريخ الحقب الصدامية لم يشكل فن الحرب ظاهرة مميزة مثلما موجود في العالم
عام

صلاح عباس: على مدى تاريخ الحقب الصدامية لم يشكل فن الحرب ظاهرة مميزة مثلما موجود في العالم

حاوره: علاء المفرجي الناقد صلاح عباس، تخرج في معهد الفنون الجميلة بغداد سنة 1979 اقام لفنه اربعة معارض شخصية وشارك في عدد من المعارض العراقية، انشغل بالكتابة في مجال النقد الفني التشكيلي منذ سنة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram