بغداد / المدى

نظّم مركز رواق بغداد للسياسات العامّة، ندوة حواريّة بعنوان "خليجي 25 وأثره على العلاقات العراقيّة الخليجيّة سياسيّاً واجتماعيّاً وثقافيّاً" في قاعة كلكامش بفندق بابل بحضور وزير الشباب والرياضة أحمد المبرقع، ود.هشام العلوي وكيل وزير الخارجية لشؤون التخطيط السياسي، وعبد العزيز الشمري السفير السعودي في العراق، وظافر مهدي عبد الله رئيس هيئة السياحة.

وشهد الجلسة حضور عدد كبير من المهتمّين بالشأن السياسي والرياضي منهم عضو مجلس النواب أرشد الصالحي، واللاعبين الدوليين كريم صدام وحبيب جعفر وليث حسين وحيدر عبيد، وعدد من الإعلاميين والمهتمّين بقضايا الشباب والرياضة.

ألقى مدير مركز رواق بغداد د.عباس العنبوري، كلمة أكد فيها على أن " فترة بطولة كأس الخليج العربي 25 التي عاشها العراقيون في البصرة تمثل أيام عرس حقيقي لم نشهد لها مثيل منذ زمن بعيد، لأنها فتحت الأبواب للأشقاء لنحتفي بوجودهم في البصرة الفيحاء، وأسيلت الدموع لمشاهد وثقتها الكاميرات تذكّرنا بانهيار جدار برلين، وإننا نتدارس كيفيّة استثمار الحدث والبناء عليه".

المبرقع : الإعلام غيّر الصورة النمطيّة

وبعدها بدأت الجلسة الحواريّة التي أدارها الإعلامي أحمد الحلو، وأكد فيها وزير الشباب المبرقع على أهميّة موضوعة الجلسة الحواريُّة وما تناولتهُ بالعرض والتفصيل، مشيراً إلى أن ثمار البطولة في البصرة شملت جوانب عدّة لعلّ من أهمّها تغيير الصورة النمطيّة التي كانت معروفة عن الأجواء العامّة في العراق، والتي تم تفنيدها بالكامل من قبل الإعلام الخليجي وضيوف البطولة. مضيفاً أن " نجاح التنظيم جعل البطولة هي الأكبر بين النسخ السابقة من حيث الحضور الجماهيري، ناهيك عن التغطية الإعلاميّة غير المسبوقة، والاهتمام الشعبي الكبير، والتي ستمهّد الطريق لإمكانيّة إستضافة بطولات أخرى بمختلف مُدن العراق، فضلاً عن المكاسب الأخرى منها الإعلاميّة والتجاريّة وغيرها، التي تتشارك في نجاحها جميع المؤسّسات الداعمة، التي عملت واجتهدت بهدف نجاح العراق.

العلوي : الأشقاء لعبوا دوراً كبيراً

بعدها تحدّث وكيل وزارة الخارجيّة د.هشام العلوي عن خليجي 25 بالبصرة وقدّم شكره لأهل المحافظة وللأشقاء في الخليج الذين كان لهم الدور الأكبر في نجاح البطولة، ووصفها بالحدث الكبير من كلّ الجوانب السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة والاقصاديّة والرياضيّة المهمّة. مبيناً أن " هناك أوجه شبه بين العراق وجنوب أفريقيا التي نظّمت كأس العالم 2010 ، وكنتُ سفيراً هناك، وأذكر مقولة الزعيم الراحل نيلسون مانديلا الذي قال بعد نجاح بلاده في تنظيم المونديال (إن كرة القدم وحّدَتْ البلاد، وقامت بما لم يقُمْ به الآخرون، وقدّمتْ صورة إيجابيّة عن وطننا) ونستطيع أن نقارن بين ما حدث هناك بجنوب أفريقيا وهنا في البصرة من خلال استضافة خليجي 25". مشيراً إلى إننا " نريد أن ننفتح على كلّ دول الجوار، وأشقاؤنا في الخليج يدركون ذلك، وندرس كيفيّة إدامة زخم توافدهم الى البصرة وبقية المُدن العراقيّة من خلال تسهيل دخولهم عبر التعاون مع وزارتي الداخليّة والثقافة وهيئة السياحة والجهات الحكوميّة الأخرى".

الشمري: شهادتنا بكم مجروحة

وتحدّث بعده عبد العزيز الشمري، السفير السعودي في العراق، وقال " تشرّفتُ مرّتين بزيارة البصرة، الأولى كانت عام 2017 عندما لعب منتخب السعودية أمام فريقكم في المباراة التأريخيّة لكسر الحظر الكروي، والثانية في خليجي 25"، وأشار مازحاً الى أن "السعودية تطلبُ العراق (فصل) لأننا خسرنا مباراتين أمامكم، ولو تحقّق التعادل في مباراة واحدة سنرضى". مضيفاً " أعتبر خليجي 25 قمّة عربيّة، ولكن بنكهة رياضيّة، وشهادتنا بكم مجروحة، لأننا ما شاهدناه في البصرة كان كبيراً ومهمّا قُلنا فإننا سنظلُم أهل البصرة الذين تكلّموا باسم العراق كلّه، لأن العراق بعد خليجي 25 لن يكون مثل العراق قبلها، الصورة تغيّرت إيجابيّاً بشكل كبير، وينبغي أن تُستثمر بالشكل الصحيح.

وتابع " إن جميع الأشقّاء في الخليج حضروا الى البصرة من أجل إعادة اللحمة وفتح صفحة جديدة، وإن شاء الله العراق يُنظّم بطولات مُقبلة، وينجح بها، وليس في المجال الرياضي فقط، وإنما في كثير من مجالات الحياة". كاشفاً عن " أرسال أحّد شيوخ البصرة دعوة لي ولبّيتها، وذهبتُ بالسيارة الخاصّة بالضيف، وعند الوصول عرّفتُ بنفسي والشيخ قال لي توقّعتْ حضوركَ بموكب وحماية، فقلتُ له أنا عند أهلي بالعراق ولا احتاج الى حماية لأن العراق بيت الجميع".

عبدالله: الأمن أنجَحَ البطولة

أما ظافر مهدي عبد الله رئيس هيئة السياحة قال " الاستقرار الأمني انعكس إيجابيّاً على خليجي (25)، من تبسيط الإجراءات الى توافد الجمهور الخليجي، كلّها اسهمت في إنجاح البطولة، ووقتها طلبنا من رئيس مجلس الوزراء تمديد العمل بتسهيل دخول الخليجيين لفترة أطول أو بشكل دائم، وهناك بعض المستثمرين أصبح لديهم مشاريع استثمار في قطّاع الفنادق بالبصرة".