متابعة المدى
صدرت للروائية اللبنانية ضحى عبدالرؤوف المل رواية جديدة بعنوان نوريس (الفشكول) ، اثارت اهتمام الكثير من القراء والنقاد، فيها غرابة شخصية نوريس أو نورس الفشكول. . عن وضعها في مواجهة القارئ تقول المل:
الإنخراط في كينونة شخصية نوريس وتصرفاته السلوكية جعلته في مواجهة القارىء للتمكين من استيعابه، ليدخل ذوقيات القارىء من خلال التغيرات الحياتية التي يتعرض لها في الحياة، وهو الذي نشأ وترعرع مع الجدة مكارم الجبلية التي خسرت ابنتها عندما تزوجت من رجل دون موافقة أمها وأنجبت نورس أو نوريس وماتت تاركة ابنها عند أمها. والسؤال الأهم أثر التنشئة الإجتماعية على الإنسان من الطفولة حتى الكهولة وتأثيراتها السلبية قبل الإيجابية في القرى تحديداً، وشخصية نوريس غير قابلة للفهم النفسي، لأنها لم تشعر بالانتماء الحقيقي للمكان الذي تواجدت فيه إلا على سرير المرض.
وسألناها إن كانت تشعر أن روايتها مجازفة لوضع القارىء عقليا في كون خيالي خاص بنوريس قالت:
عندما أقرأ استثمر عقليا ما هو موجود في عالم الخيال مثل ما ذكرت في الرواية مسلسل ديث نوت أو مذكرة الموت الذي يتابعه نوريس بطل الرواية عبر شاشة تلفونه، وهو أن يكتب اسم من يريد موته في مذكرة فيموت وهو مسلسل اشتهر منذ فترة وتعلق به الكثير من الشباب حول العالم، وهذا نوع من الإزالة المادية غير المجدية بين القارىء والشخصية، وبالتالي ترك نوريس في واقع من نوع آخر بين التعاطف معه ونبذه عقلانيا. إلا أن مسيرته الحياتيه فرضت عليه الناتج الذي وصل اليه، وبالتالي فيروس الكورونا أتى وقلب موازين العالم فجأة , وليس فقط نوريس.
- العامل المحوري في رواية نوريس هو استخدام الروائية الفلاش باك أو أدب الإسترجاع الذهني لتحطيم الزمن هل هذا انفتاح على أزمنة مختلفة عاشها نوريس ليعيش معه القارىء ذلك أيضاً؟
الإسترجاع الفني ليس بالجديد وهو فن أدبي دخل من السينما إلى الأدب واصطبغ روائيا. فتقنية السرد الإستذكاري هو لحظة نستذكر فيها حيواتنا التي عشناها ضمن لحظات حاسمة لا عودة إليها، بتشويق تتبين فاعليته بالنهاية عند المتلقي. فالمفارقات الزمنية في رواية نوريس تزيد من حيوية ذهن المتلقي. فهي استرجاعات داخلية وخارجية في حياة نوريس وجدته مكارم، وهي تهدف الى التنوير عبر إزاحة الستار عن ماضيه الذي بدأ منذ نشأته الأولى في جبال عكار حيث قرية السن القابعة في كف جبل ومرحه في معبد نمسيس الأثري القائم وسط الطبيعة العكارية في شمال لبنان حتى الآن حيث نمت علاقة نورس أو نوريس فيما بعد بعفوية آدم وحواء. ليسرق الحجر الأثري من معبد نمسيس ويهرب إلى إيطاليا، ويعيش قصص حب مع نساء مختلفات.