TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > معالي الكلمة: (شغب) داخل الملاعب!

معالي الكلمة: (شغب) داخل الملاعب!

نشر في: 8 فبراير, 2023: 11:57 م

 عمـار سـاطع

ما حدث من اشتباك، قبل نهاية الشوط الأول من مباراة فريقي القاسم وضيفه الشرطة، ضمن الجولة 15 من مسابقة دوري الكرة الممتاز، أمرٌ مؤسِف حقّاً!

وأعني هنا بالضبط تلك الصورة الكرويّة الجميلة التي أصيبتْ بالخدش والضرر، فبينما كان الجميع يُتابع الحماسة والنديّة بين فريق ضيف يملك تاريخاً كرويّاً مؤطّراً بالنجاحات، هو الشرطة، حامل لقب الموسم الماضي، وفريق مكافح يحاول كتابة شيء لنفسه بين كبار المسابقة، هو القاسم، الذي يملك محافظة بابل الحضارة، فوجئوا بتحوّل الأديم الأخضر الى حلبة للملاكمة!

أقسى شعور أن يكون الشخص المُحايد حاضراً أمام الشاشة الصغيرة يترقّب الحدث، وإذا بالمباراة تصل الى حدّ الضرب بين الإداريين والمدرّبين واللاعبين، ويتحوّل المشهد الرياضي الى صورة يتأسّف عليها كلّ من كان يُمنّي نفسه بمشاهدة فواصل كرويّة جميلة بلون يجمع فريقين يحاولان خطف النقاط، قبل أن ينتقل الأمر الى قضيّة الفوز باللكمات التي توجّهت من هذا الى ذاك، وهكذا تحوّلت منافسة كرويّة الى تسديدات خاطفة!

القضيّة باختصار شديد.. هو أن ما يراه المُشاهد خارج حدود الوطن، أو ذلك الذي يتحايل على الوقت من أجل متابعة مباريات الدوري العراقي ومسابقاته، وهو يأمل أن يشاهد لمحات كرويّة ومستويات متقدّمة وأداء متطوّر، قبل أن يصطدم بما وصل اليه الحال من فقدان المُتعة وانعدام المسؤوليّة وقلّة في الوعي، وبدلاً من أن يصبح الإداري أو المدرب مثالاً للاعبين، يصبح إنموذجاً مقصوداً في الإساءة والمدرّب مشجّعاً لكلّ ما في الأمر من تحريض، بل وعاملاً مساعداً لتأجيج المواقف.

أما الآن فإن المطلوب هو تقدير للموقف الذي حدث في ملعب كربلاء الدولي، والكشف عن الملابسات التي حصلت والمتسبّب الفعلي بكلّ ما من شأنه إخراج المباراة من أطرها الرياضيّة لتلك الدقائق التي شوّهت وقعها وأثرت على أحداثها وأسهمت في توقّفها، وأتخاذ قرارات صارمة وحازمة الهدف الأساس منها ليست العقوبة، إنما تصحيح المسار وإعادة ضبط ما يفترض أن يكون أكثر انضباطاً في دكّة بُدلاء الفرق، مع أهميّة التوجيه بفرض غرامات ماليّة، وعقوبات تكون مناسبة لمثل هكذا أمور لإيقافها، وردعِها نهائيّاً!

أيها الإخوة.. إن العقوبات عندما وجدت وأُقِرّتْ إنما هي للتهذيب والإصلاح، وليست قرارات من أجل العقوبة فحسب، بل إن ما سيصدر من قرارات سيعتمد على تقارير المُشرف والمُراقب والحَكم وكذلك المُنسّق الإعلامي، لأن الواقع يفرض علينا اللجوء الى أكثر من خيار أو شاهد على ما حصل مع أهمية مطابقة التقارير بما يفضي الى تشخيص دقيق وقرار عادل.

إن ما حدث في ملعب كربلاء، ليست إساءة فحسب، بل تأسيس للاعتراض والتهجّم ومحاولة للتعبير بشكل خاطئ والتأثير على طبيعة قرارات القائمين على المباراة من سيّد الساحة والسعي من أجل تغطية الفشل الذي قد يصاحب الفرق في مباريات الدوري لإبعاد الضغوطات عنهم بشكلٍ أو بآخر.

نعم.. لأوّل مرّة يحدث اشتباك في ملاعبنا، أمده قصير وفعله كبير، وليس في المدرّجات، إنما في المُحيط القريب من ساحة اللعب بما يعني أن هذا الاشتباك قد يكون نواة لقادِم أدهى وأمَرّ ورُبّما يتكرّر لا سمح الله في مباريات أخرى في حالة وجود تساهُل أو غضّ النظر عمّا وقع أمام المشاهدين والجمهور، وهو ما لا يرضى به أي من الحاضرين المُحايدين.

ومثلي مثل غيري، أن أقبل على الإدلاء برأي (مع أو ضد)، غير أن ما حصل هو فعل فاضِح يُسيء للكرة العراقيّة داخليّاً بما يؤثّر على سُمعة اللعبة بشكل أو بآخر!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram