عمـار سـاطع
ما حدث من اشتباك، قبل نهاية الشوط الأول من مباراة فريقي القاسم وضيفه الشرطة، ضمن الجولة 15 من مسابقة دوري الكرة الممتاز، أمرٌ مؤسِف حقّاً!
وأعني هنا بالضبط تلك الصورة الكرويّة الجميلة التي أصيبتْ بالخدش والضرر، فبينما كان الجميع يُتابع الحماسة والنديّة بين فريق ضيف يملك تاريخاً كرويّاً مؤطّراً بالنجاحات، هو الشرطة، حامل لقب الموسم الماضي، وفريق مكافح يحاول كتابة شيء لنفسه بين كبار المسابقة، هو القاسم، الذي يملك محافظة بابل الحضارة، فوجئوا بتحوّل الأديم الأخضر الى حلبة للملاكمة!
أقسى شعور أن يكون الشخص المُحايد حاضراً أمام الشاشة الصغيرة يترقّب الحدث، وإذا بالمباراة تصل الى حدّ الضرب بين الإداريين والمدرّبين واللاعبين، ويتحوّل المشهد الرياضي الى صورة يتأسّف عليها كلّ من كان يُمنّي نفسه بمشاهدة فواصل كرويّة جميلة بلون يجمع فريقين يحاولان خطف النقاط، قبل أن ينتقل الأمر الى قضيّة الفوز باللكمات التي توجّهت من هذا الى ذاك، وهكذا تحوّلت منافسة كرويّة الى تسديدات خاطفة!
القضيّة باختصار شديد.. هو أن ما يراه المُشاهد خارج حدود الوطن، أو ذلك الذي يتحايل على الوقت من أجل متابعة مباريات الدوري العراقي ومسابقاته، وهو يأمل أن يشاهد لمحات كرويّة ومستويات متقدّمة وأداء متطوّر، قبل أن يصطدم بما وصل اليه الحال من فقدان المُتعة وانعدام المسؤوليّة وقلّة في الوعي، وبدلاً من أن يصبح الإداري أو المدرب مثالاً للاعبين، يصبح إنموذجاً مقصوداً في الإساءة والمدرّب مشجّعاً لكلّ ما في الأمر من تحريض، بل وعاملاً مساعداً لتأجيج المواقف.
أما الآن فإن المطلوب هو تقدير للموقف الذي حدث في ملعب كربلاء الدولي، والكشف عن الملابسات التي حصلت والمتسبّب الفعلي بكلّ ما من شأنه إخراج المباراة من أطرها الرياضيّة لتلك الدقائق التي شوّهت وقعها وأثرت على أحداثها وأسهمت في توقّفها، وأتخاذ قرارات صارمة وحازمة الهدف الأساس منها ليست العقوبة، إنما تصحيح المسار وإعادة ضبط ما يفترض أن يكون أكثر انضباطاً في دكّة بُدلاء الفرق، مع أهميّة التوجيه بفرض غرامات ماليّة، وعقوبات تكون مناسبة لمثل هكذا أمور لإيقافها، وردعِها نهائيّاً!
أيها الإخوة.. إن العقوبات عندما وجدت وأُقِرّتْ إنما هي للتهذيب والإصلاح، وليست قرارات من أجل العقوبة فحسب، بل إن ما سيصدر من قرارات سيعتمد على تقارير المُشرف والمُراقب والحَكم وكذلك المُنسّق الإعلامي، لأن الواقع يفرض علينا اللجوء الى أكثر من خيار أو شاهد على ما حصل مع أهمية مطابقة التقارير بما يفضي الى تشخيص دقيق وقرار عادل.
إن ما حدث في ملعب كربلاء، ليست إساءة فحسب، بل تأسيس للاعتراض والتهجّم ومحاولة للتعبير بشكل خاطئ والتأثير على طبيعة قرارات القائمين على المباراة من سيّد الساحة والسعي من أجل تغطية الفشل الذي قد يصاحب الفرق في مباريات الدوري لإبعاد الضغوطات عنهم بشكلٍ أو بآخر.
نعم.. لأوّل مرّة يحدث اشتباك في ملاعبنا، أمده قصير وفعله كبير، وليس في المدرّجات، إنما في المُحيط القريب من ساحة اللعب بما يعني أن هذا الاشتباك قد يكون نواة لقادِم أدهى وأمَرّ ورُبّما يتكرّر لا سمح الله في مباريات أخرى في حالة وجود تساهُل أو غضّ النظر عمّا وقع أمام المشاهدين والجمهور، وهو ما لا يرضى به أي من الحاضرين المُحايدين.
ومثلي مثل غيري، أن أقبل على الإدلاء برأي (مع أو ضد)، غير أن ما حصل هو فعل فاضِح يُسيء للكرة العراقيّة داخليّاً بما يؤثّر على سُمعة اللعبة بشكل أو بآخر!