TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > كلمة صدق: دوري العشرين

كلمة صدق: دوري العشرين

نشر في: 11 فبراير, 2023: 11:02 م

 محمد حمدي

بين فترة وأخرى، يعود الحديث والشرح المُملّ عن ضرورة تقليص فرق الدوري العراقي الممتاز بكرة القدم لحدود ستة عشر فريقاً ضمن المسابقة الأكبر والأهم في العراق، وترك فرضيّة تواجد عشرين نادياً فيه بذريعة فسح المجال أمام أكبر عدد من الأندية خارج بغداد للمشاركة في الدوري، في إشارة واضحة على تغليب الكم مقابل النوع.

ولو عُدنا للتاريخ قليلاً لوجدنا جميع رؤساء الاتحادات السابقين الذين تواتروا على رئاسة الاتحاد الأهم والأشهر يُشخِّصون هذا الخلل مع هيئاتهم الإداريّة وينحون باللائمة على العدد الكبير ويجعلونه شمّاعة لضُعف الدوري الكروي والمنتخبات الوطنيّة، ويسهِبون في الشرح والتعليل على أن الأمور غير متاحة لاستقبال هذا العدد الكبير في الدوري الكروي الممتاز بسبب عدم وفرة البُنى التحتيّة من ملاعب وغيرها لتغطية المباريات، وعدم امتلاك معظم الأندية لملاعب قانونيّة أو عدم امتلاكها الملاعب إطلاقاً، وبالتالي يعمدون الى استئجار ملاعب بديلة وتسيير الأمور بما هو متوفّر.

ومن مبدأ الإيمان بالفرضيّة وعدم مخالفتها تجد أن اصحاب النفوذ في جسم الاتحاد هُم أوّل المعرقلين لتوجّهات تقليص العدد والاصرار على الخطأ الفادح مهما كانت النتائج، وقد تابعنا جميعا ما الذي حصل في العامين المنصرمين ونخصّ منها، دخول الاتحاد العراقي لكرة القدم في أزمة معقّدة مع الأندية بعد قراره الذي اتخذه، بإقامة الدوري الممتاز للموسم 2023-2022، بـ 19 نادياً.

ولو أردنا الحديث بمداخلات التراخيص الآسيويّة واعتمادها سيكون الحديث مُملّاً وذو شجون كثيرة والأهم من كلّ ذلك هو تراجع الاتحاد بعد أن أدرك أن زوبعته كانت لقدور فارغة ليس إلا، وإن نظريّة الاصلاح التي صدّعت الرؤوس لن يكتب لها أن تمرّ مرور الكرام فعاد أدراجه ليعتمد دوري العشرين صاغراً.

يقينا أن هذا العدد سيكون ثابتاً وإن كانت الملاعب بائسة وحافلة بمشاكل هائلة، تؤطّرها أندية كل همّها أن تكون في الدوري الممتاز بأي شكل من الاشكال، وإن كان لا دخل لها مطلقاً بالتقدّم والنتائج واحراز المكاسب والتطّوّر ويبقى دورينا حبيس المنافسة بين الأربعة الكبار أو الثلاثة وتبقى فرق الوسط جاثمة تراوح على حالها مكتفية بما هي فيه، وليذهب دوري المحترفين الى الجحيم! المهم هو سريان عجلة اسمها دوري الكرة والأهم هو انهاء الموسم ببطل للدوري وهبوط المتذيّلين له وكأننا نعيش بنسخة متبادلة غير قابلة للتغيير حتى في المشاكل التي تخصّ الحُكّام والمسابقات والتجديد، فكلّ هذه الفرضيّات هي من قبيل الممنوعات، وليس المهم أن تكون أنديتنا موفّقة في القدرة على التنافس عربيّاً وآسيويّا.

لذلك كلّه يجب أن تغلق أبواب الحوار أبداً ونقتنع صاغرين أن التجديد وبثّ الدماء الجديدة في نظام الدوري وشكله هي من الأمور المحرّمة جداً ولا ينبغي مجرّد النقاش فيها!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

الأكثر قراءة

العمود الثامن: سياسيو الغرف المغلقة

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

السردية النيوليبرالية للحكم في العراق

العمود الثامن: عاد نجم الجبوري .. استبعد نجم الجبوري !!

العراق إلى أين ؟؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

 علي حسين كان العراقي عصمت كتاني وهو يقف وسط قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشعرك بأنك ترى شيئا من تاريخ وخصائص العراق.. كان رجل الآفاق في الدبلوماسية وفي السياسة، حارساً لمصالح البلاد، وحين...
علي حسين

قناطر: بغداد؛ اشراقةُ كلِّ دجلةٍ وشمس

طالب عبد العزيز ما الذي نريده في بغداد؟ وما الذي نكرهه فيها؟ نحن القادمين اليها من الجنوب، لا نشبه أهلها إنما نشبه العرب المغرمين بها، لأنَّ بغداد لا تُكره، إذْ كلُّ ما فيها جميل...
طالب عبد العزيز

صوت العراق الخافت… أزمة دبلوماسية أم أزمة دولة؟

حسن الجنابي حصل انحسار وضعف في مؤسسات الدولة العراقية منذ التسعينات. وانكمشت مكانة العراق الدولية وتراجعت قدراته الاقتصادية والسياسية والعسكرية، وانتهى الأمر بالاحتلال العسكري. اندفعت دول الإقليم لملء الفراغ في كواليس السياسة الدولية في...
حسن الجنابي

إدارة الاقتصاد العراقي: الحاجة الملحة لحكومة اقتصادية متخصصة

د. سهام يوسف بعد مصادقة المحكمة الأتحادية على نتائج الانتخابات الأخيرة، يقف العراق على أعتاب تشكيل حكومة جديدة. هذه الحكومة ستكون اختبارًا حقيقيًا لإصلاح الاقتصاد العراقي المتعثر، حيث تتوقف عليه قدرة البلاد على مواجهة...
سهام يوسف علي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram