ذي قار/ حسين العامل
شهدت ازمة الوقود في محافظة ذي قار، أمس السبت، بوادر انفراج بعد الاعلان عن تجهيز 80 % من المحطات بالكميات المطلوبة، وعزا مسؤولون اسبابها الى اغلاق المستودع النفطي من قبل خريجين يطالبون بالتعيين في المؤسسات. واخذت طوابير المركبات تخف بصورة ملحوظة امام محطات الوقود بعد ان كانت تغلق ابوابها لعدت ساعات وتكتظ بالمركبات بسبب شحة الوقود او عدم توفره.
وقال مدير شركة توزيع المنتجات النفطية في ذي قار قاسم صابر يسر في تصريح لـ(المدى)، إن "شركة توزيع المنتجات النفطية كانت جاهزة لتجهيز المحطات بالكميات المقررة من الوقود ولديها خزين كبير".
وأضاف يسر، أن "العائق الوحيد كان يتمثل باحتشاد الخريجين المعتصمين امام مستودع التجهيز ما حال ذلك دون وصول المنتوج من المستودع الى محطات الوقود".
وأشار، إلى أن "اغلاق المستودع وشركة المنتجات النفطية من قبل المعتصمين ابتدأ من الاول من الشهر الحالي وانهم أصدروا بيانا في ليلة الخميس بالسماح بدخول وخروج الصهاريج الى المستودع وانسحبوا على إثر ذلك.
وأكد يسر، أن "الشركة تعمل حاليا بطاقتها القصوى لتجهيز المحطات بالوقود"، وتحدث عن "تجهيز 80% من المحطات البالغ عددها 64 محطة"، متوقعا "انفراج الازمة بصورة تامة خلال الساعات القليلة القادمة". ولفت، إلى أن "التعاطي مع المعتصمين ومطالبهم امر يتعلق بالحكومة المحلية ولا علاقة للشركة بذلك، وحتى الوقت الحاضر لا نعرف ان كانوا سيواصلون الاعتصام ام لا". وكان الخريجون المعتصمون امام شركة توزيع المنتجات النفطية في ذي قار قد فتحوا بوابة تجهيز الصهاريج في المستودع النفطي والسماح بدخولها وخروجها، وذلك بعد ان أمهلوا الحكومتين المحلية والمركزية بضعة ايام لتلبية مطالبهم المتمثلة بتوفير فرص تعيين للخريجين العاطلين عن العمل.
يشار الى ان المئات من الخريجين اقدمو (مطلع شهر شباط الجاري) على اغلاق عدد من المنشآت النفطية في محافظة ذي قار للمطالبة بالتعيين ما ادى ذلك الى توقف عمليات تجهيز المنتجات النفطية من مستودع الضخ، فيما احتشد خريجون آخرون يحملون ذات المطالب امام ديوان المحافظة، وجاء ذلك إثر فشل المفاوضات بين ممثلي الحكومة المحلية وروابط الخريجين الذين يطالبون بالتعيين في الدوائر النفطية بالمحافظة.
وشهدت مدن محافظة ذي قار خلال الايام القليلة المنصرمة ازمة وقود خانقة ناجمة عن شحة مادة البنزين في اغلب محطات تعبئة الوقود الاهلية والحكومية.
وقالت مصادر محلية، إن "محطات الوقود باتت تكتظ بطوابير طويلة من المركبات ينتظر اصحابها لعدة ساعات ليبلغوا دورهم بالتجهيز". وأكدت المصادر، لـ(المدى)، "اغلاق بعض المحطات بسبب تعذر تجهيزها من المستودع النفطي".
وتشهد محافظة ذي قار، ازمة وقود بين آونة وآخرى اذ شهدت اواخر حزيران من العام الماضي ازمة خانقة انفرجت بعد اعلان القوات الامنية عن ضبط عدد من الصهاريج والقاء القبض على المتاجرين والمحتكرين، فيما عزا مراقبون اسباب تلك الازمة التي تواصلت على مدى اسبوع الى تقليص حصة المحافظة من الوقود والى هلع اصحاب المركبات من تفاقمها.
وشهدت محافظة ذي قار ومنذ عدة اعوام سلسلة من التظاهرات والاعتصامات التي يقودها الخريجون العاطلون عن العمل والكسبة للمطالبة بفرص عمل وتوظيفهم بالدوائر الحكومية أو شمولهم بمنحة شبكة الحماية الاجتماعية، تخللها قطع للجسور واغلاق عدد من الدوائر الحكومية واعمال عنف واحتكاك مع القوات الامنية.
وتواجه محافظة ذي قار التي يبلغ عدد نفوسها أكثر من مليونين و300 ألف نسمة وتضم 22 وحدة إدارية مشكلة متنامية في ارتفاع معدلات البطالة ولاسيما بين الخريجين اذ تقدر نسب البطالة بأكثر من 50 بالمئة بين أوساط تلك الشريحة بحسب تقديرات غير رسمية.
وكان المئات من عمال العقود والاجور العاملين بشركة أور العامة للصناعات الهندسية في ذي قار اغلقوا في منتصف الشهر الماضي ابواب الشركة للمطالبة بالتثبيت والعقود الوزارية ضمن الملاك الدائم، فيما تظاهر العشرات من عمال الاجور والخريجين امام دوائر البلدية والمنتجات النفطية للمطالبة بالتعيين.