إياد الصالحي
تعاود كرة السلة العراقية خوض الاختبار الجديد في العاصمة القطريّة الدوحة عندما تواجه منتخبات الإمارات وقطر وعُمان أيام 20 و21 و23 شباط الحالي، في طريق تصفيات آسيا 2025، برفقة المدرب محمد النجّار " شيخ المدرّبين السلويين " الذي عاهد اتحاد اللعبة على إعادة هيبتها وتعاظُم ثِقة الشارع الرياضي بلاعبي المنتخب، برغم صعوبة المهمّة.
ظلَّ النجّار يواصل الطموح حتى وهو خارج التكليف الرسمي، يُتابع ويُقيّم أبرز اللاعبين في الدوري، ويُقدّم المقترحات الناجعة بالتنسيق مع لجنة المسابقات ويشارك ورشها بفاعليّة كأن المسؤولية مُلقاة على عاتقهِ.
حظي النجّار باهتمام رئيس الاتحاد د.حسين العميدي، الذي وفّرَ له ما يستطيع من دعمٍ فنّي وإداريّ وماليّ، ومعسكرات أعانتهُ على تأهيل 12 لاعباً يتواجدون معه منذ ثلاثة أيام في الدوحة، بغية إنجاز ما تبقّى من برنامجه التحضيري قُبيل دخوله التصفيات.
منذ 10 نيسان 2022 تحمَّسَ النجّار بقوّة خبرتهِ، وتفاؤل ملايين العراقيين المُحبّين لكرة السلة، ومُمارسيها كباراً وصغاراً، لتصحيح مكانة منتخبنا عربيّاً وقاريّاً، ونجح في مقاومة ظروف اللعبة واستحقاقها في محافظة جنين، شمال الضفّة المحتلّة في فلسطين، بمواجهة منتخبي صاحب الأرض والكويت، ويستكمل المهمّة بعد أسبوع في الدوحة بثقة كبيرة استمدّها من تنفيذ الاتحاد برنامجه التحضيري الذي أطلق فيه لأوّل مرّة في تاريخ اللعبة - المؤسَّس اتحادها عام 1948 - مُصاحبة المنتخب الوطني للدوري المُمتاز، وذلك بتخصيص مباريات تجريبيّة أسبوعيّاً مع أحّد الأندية على مدى ثلاثة أشهر الأمر الذي أفاد البرنامج لاعبي المنتخب والأندية على حدٍّ سواء.
أمرٌ مفرحٌ حقّاً أن يَجِدَ مدرّب المنتخب الوطني تعاوناً كبيراً من أندية الدوري الممتاز مثلما حفلت روزنامة الاتحاد بعديد اللقاءات الودّية، وتفريغ اللاعبين للمهمّة الوطنيّة، وتعضيد مبادرة توحيد الجهود في النادي لصالح المنتخب ، برغم أن تعثّر منتخبنا في تصفيات آسيا 2021 كشف عن وجوه المُعارضة الإعلامية والجماهيرية وحتى من بعض الأندية لاستمرار اللجنة التنفيذيّة للاتحاد، ولم تكن الأجواء صالحة لتسلّم أي مدرب قيادة الوطني حينها!
يُحسب للإدارة الفنيّة بقيادة النجّار التنوّع في تشكيل المنتخب الوطني بين خبرة الكبار وسرعة الشباب لإضفاء الانسجام والتفاهم والتعلّم والاحتكاك مع أسلوب اللعب وتثبيت العناصر الأساسيّة تأهّباً لأيّة مفاجآت تواجه الملاك التدريبي، فجاءت قناعته راسخة بمجموعة من اللاعبين الذين تسلّح بمهاراتهم وارتفاع معنوياتهم للمُغامرة القطرية الحذِرة وبشجاعة كبيرة، وهُم علي مؤيد إسماعيل، وحسّان علي عبدالله، ومحمد صلاح مهدي، وعبدالله حيدر، وإيهاب حسن، ومحمد أمين عبدالخالق، وفريد رعدي، وحسين هادي، وعباس هادي، وكرار جاسم، ومراد علي مراد وديماريو مايفيلد.
وفي الوقت الذي نتمنّى لرحلة أسود الرافدين السلويين النجاح في قطر، نتمنّى أيضاً أن تحظى مشاركتهم باهتمام إعلامي وطني يُساند مهمّة الزميل عهد فالح مدير إعلام اتحاد كرة السلة الذي يؤدّي واجبه بمثابرة كبيرة في وضع متابعي مواقع الاتحاد الرسميّة بالصورة والمعلومة المواكبة للحدث، فممثّل الوطن في الدوحة لا يقلّ شأناً عن أي سفير رياضي يُشرِّف العراق في تحدّيات رياضيّة غير متكافئة بمقوّمات التجهيز.
أملنا أن يعود أبناء النجّار بكسبٍ جديدٍ يديم زخم اهتمام الحكومة بكلّ الألعاب والأبطال.. لا أن تنعم كرة القدم وحدها بالدلال!