ترجمة: حامد أحمد
دعا تقرير هولندي إلى جعل مواجهة التغيير المناخي في سهل نينوى جزءاً من عمليات إعمار أضرار تنظيم داعش الإرهابي، مشدداً على أن الكثير من أهالي تلك المناطق تصارع للحصول على مصدر للعيش بالتزامن مع قلة مصادر المياه. وذكر تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام السويدي، ترجمته (المدى)، أن "مرحلة التعافي وإعادة الاعمار قد بدأت في سهل نينوى".
وأضاف التقرير، أن "الطريق ما زال طويلاً ويتوجب قطعه في هذا المجال"، مشدداً على "الحاجة لوضع خطة شاملة لإعادة الاعمار تتناول الآثار المدمرة لاحتلال تنظيم داعش الإرهابي للمنطقة وفي الوقت نفسه تشييد ابنية تقاوم مخاطر التغير المناخي".
وأشار، إلى أن "تبعات التغير المناخي أثرت أصلا على الظروف المعيشية والحياتية لأهل سهل نينوى على نحو كبير".
ولفت التقرير، إلى ان "احداثا جوية متطرفة مثل موجات الحرارة العالية والجفاف والفيضانات أصبحت تتكرر أكثر وذات حدة أكبر".
ونوه في الوقت ذاته، إلى "تغيرات مناخية تحدث على نحو بطيء"، موضحاً أن "المنطقة ومنذ أوائل عام 2021 عانت من عدة ظروف جفاف شديدة"، متابعاً أن "قلة مناسيب هطول الامطار بسبب التغير المناخي عملت على نضوب موارد المياه".
ورأى التقرير، أن "مؤثرات مثل تلك تجعل من عملية إعادة الاعمار لمرحلة ما بعد الحرب، التي هي صعبة بحد ذاتها، أكثر تحديا".
وأضاف، أن "هذا الشيء، ينطبق على القطاع الزراعي بشكل خاص الذي كان على مدى طويل يشكل العصب الرئيسي لاقتصاد سهل نينوى وأمن العراق الغذائي".
وبين التقرير، أن "مزارعي سهل نينوى واجهوا مصاعب جمة في استعادة نشاطهم وتعزيز معيشتهم من الزراعة وتربية المواشي وذلك لعدة عوامل متداخلة".
وذكر، أن "كثيراً من مزارعي المنطقة أصبحوا غير قادرين مادياً على الاستثمار في استعادة المكننة الزراعية المتضررة ومنظومات الري".
وأورد التقرير، أن "ذلك بعد سنوات من تناقص الإنتاج الزراعي والمصاعب الاقتصادية المرافقة لاحتلال داعش ومع غياب الدعم الحكومي".
ويواصل، أن "هذا الامر ترك محاصيلهم وثروتهم الحيوانية أكثر عرضة لظروف الجو المتطرفة، مضافا ذلك الى المصاعب والحيرة التي يواجهها المزارعون ضمن وضع سياسي وأمني هو أصلا غير مستقر".
وأضاف التقرير، أن "كثيراً من العوائل القروية في سهل نينوى تصارع الان من اجل الحصول على مصدر عيش في الوقت الذي تركت اغلب تلك العوائل أراضيها متوجهة لمراكز المدن بحثا عن عمل في قطاعات أخرى".
وتحدث، عن "آثار التغير المناخي على القلق النفسي ومخاوف الأهالي من المستقبل والذي يجب عدم تجاهله".
واكد التقرير، أن "الوصول لمورد الماء يعد عاملاً مهماً يؤثر على ثقة الأهالي بالمستقبل في المنطقة، على سبيل المثال". واستطرد، أن "الوصول لمصدر مياه آمن كان هو من أهم العوامل المؤثرة على الثقة بالمستقبل عبر عنها غالبية أبناء الطائفة الكاكائية المتواجدة في سهل نينوى كونهم يعتمدون اعتمادا كليا على الزراعة وتربية المواشي، وكان الوصول لمصدر مياه آمن أيضا هو ثالث أهم مطلب لابناء التركمان في نينوى، بعد الأمن وتوفير فرص عمل، يؤثر على ثقتهم بالمستقبل".
وأشار التقرير، إلى أن "45% من الذين استطلعت آراؤهم في منطقة الحمدانية من سهل نينوى اعتبروا إمكانية حصولهم على مورد دائم للمياه يعتمد عليه هو عامل أساسي يؤثر على شعورهم بالأمان بالنسبة للمستقبل".
وأكد، "ردود أفعال متباينة لمجاميع مختلفة في سهل نينوى فيما يتعلق بآثار التغير المناخي عليهم وعلى وضعهم الاجتماعي والاقتصادي".
وأفاد، بأن "هذا الامر يسلط الضوء على أهمية ضمان ان تكون مشاريع إعادة الإعمار تتفاعل مع هذه الاهتمامات المختلفة للأهالي وان تكون عملية تنفيذها متماشية وفقا لها".
وذهب التقرير، إلى أن "سياسات إدارة موارد المياه في العراق غالبا ما كانت غير ملائمة وقصيرة النظر".
وأوضح، أن "البنى التحتية لموارد المياه، حتى قبل ان تتعرض للتدمير على يد داعش، كانت متهالكة على مر الزمن بسبب قلة نفقات الصيانة المخصصة لها". ويجد التقرير، أن "تشييد تركيا السدود على منابع نهر دجلة كان له الأثر الكبير في مضاعفة قلة مناسيب المياه الواصلة للعراق".
ودعا، إلى "شمول عمليات تحديث شامل لبنى موارد المياه التحتية ضمن حملة إعادة الاعمار مع تطوير تقنيات الري نحو الأفضل وتحسين إدارة ملف موارد المياه بشكل شامل، لأجل جعل العراق أكثر تلاؤما مع تأثيرات التغير المناخي".
ومضى التقرير، إلى أن "النتائج التي توصل اليها بحث معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام تظهر بان معالجة التحديات المتعلقة بظروف التغير المناخي يجب ان تكون جزءا لا يتجزأ من عملية إعادة الإعمار لما بعد الحرب وليس نشاطا منفصلا عنها".
عن: معهد ستوكهولم لأبحاث السلام