محمد حمدي
خطوة مهمّة أقدم عليها رئيس مجلس الوزراء باستشارة فاعلة من مستشاره لشؤون الشباب والرياضة خالد كبيان، أخذت سياقها الصحيح وتشكّلت بعد بطولة خليجي 25 في البصرة ونجاحها الى حدود بعيدة.
وتأتي الفكرة من عقد المؤتمر، وإن كانت ليست بجديدة بشعار إصلاح واقعي الشباب والرياضة في العراق، أو انتشالهما من الواقع الصعب، والتردّي الواضح في الشكل والمضمون والتطبيق، ويقيناً إن مشاركة مجلس الوزراء في المؤتمر ستكون إضافة كبيرة جداً لوضع النقاط على الحروف والخروج بتوصيات قابلة للتطبيق.
ولكن ثمّة أمور يجب أن تؤخذ بالحسبان حتى لا يكون المؤتمر الجديد نسخة لمؤتمرات سابقة طويت وحفظت في أدراج النسيان مع كم هائل من البحوث والدراسات الرصينة التي قُدّمت حينها وهي بالمُجمل تصبُّ في الاتجاه الصحيح، وتشخّص مكامن الخلل، وتضع اللمسات الأولى للحلول الناجعة، وأشكُّ حالياً في إمكانية إخراجها الى النور مرّة أخرى لأسباب كثيرة، ربّما يقف في مقدّمتها القائمون على المؤتمر الجديد، وما يمكن أن يُجيّر باسمهم على أنها خطوات جديدة لا تريد العودة الى الوراء!
لو سلّمنا الى ما يريدون، مع أن المؤتمر قد تم تأجيله الى فترة ثلاثة أشهر مقبلة، لكنها بجميع الأحوال فترة غير كافية إطلاقاً لإعداد دراسات وبحوث جديدة تخصُّ جانبين على قدر كبير من الأهميّة، وهما الشباب والرياضة والقاعدة الكبيرة التي تُغطّي الاسمين تماماً وتعدّد جوانبها وتنوّع مشاربها.
للشباب هوايات واتجاهات كثيرة من غير الرياضة وتستلزم إعادتها الى العمل الكثير من الجهد الاحتوائي لعلّ أبرزها إعادة منتديات الشباب الى العمل، وهذا أمر صعب جداً تطبيقه بسبب قانون بيع وتأجير أموال الدولة الذي صادر المنتديات على إمتداد خارطة الوطن وحولها الى مشاريع ربحيّة لا تمتُّ الى الشباب بصِلة!
أما ما يخصّ ميدان الرياضة وهنا حجر الزاوية، فإن الرياضة وحدها بحاجة الى مؤتمرات قد تتعلّق أوّلاً بالرياضة المدرسيّة والجامعيّة وإعادتها الى العمل، وملفّ الفئات العمريّة وملفّات أخرى تتعلّق بالأندية والاتحادات الرياضيّة ووزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبيّة واللجنة البارلمبيّة، ولكلّ منها همومه ومشاكله التي لا أوّل لها ولا آخر وليس من المُمكن وضعها بسلّة واحدة والخروج بعدها بحلول، والأجدر تناولها بإنفراد وحلحلة ما هو مُمكن والوقوف عليه على أقلّ تقدير، ولكن أن تتم مراجعة كلّ تلك الظروف والأحوال المتشعّبة في مؤتمر واحد والخروج بتوصيات تنفض غبار السنوات الطويلة، أعتقد أنه أشبه بالمستحيل أو ما يدعونا الى القول بأن المؤتمر ولِدَ ميّتاً.
آخر ما أودُّ الإشارة اليه هو أن يتّسع صدر القائمون على المؤتمر ويتحلّوا بالروح الرياضيّة الهادفة في استيعاب الطروحات، وألا تكون لديهم روح المُكابرة الحاضرة بأن من يُقدّم النصح هو بالضرورة يريد وضع العصي في عجلة دوران الرياضة والشباب، وإن دعم ووجود رئيس الوزراء ليس كافياً للوصول الى حالة نموذجيّة نترقّبها بفارغ الصبر وتضع حدّاً لمشاكلنا المُتراكمة والكثيرة!