اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > فاضل ثامر: أسعى الى تأسيس حداثة نقدية من التلاحم الجدلي بين الاجتماعي والأيديولوجي والمعرفي والواقعي

فاضل ثامر: أسعى الى تأسيس حداثة نقدية من التلاحم الجدلي بين الاجتماعي والأيديولوجي والمعرفي والواقعي

نشر في: 20 فبراير, 2023: 11:45 م

في كتاباتي النقدية الجديدة ان أسعى للكشف عن"أدبية"النص أو شعريته، و عوامله التكوينية ومرجعيته

حاوره: علاء المفرجي

كتب الناقد د. مالك المطلبي عن فاضل ثامر: فاضل ثامر أحد ابرز النقاد العراقيين الذي ظل امينا على رسالته النقدية، وساهرا في مختبره النقدي طوال خمسة عقود، لم يكن، ولم يتراجع، وكان ابرز صفاته الاصغاء الى الآخر،

وإقامة الحوار مع القرين. لقد حاور عشرات المؤلفات لمعاصريه، في جميع الاصقاع، كما اسهم في إدارة سجالات لا تتوقف من اجل إبقاء الحياة النقدية العراقية حية وفعالة وقد مكنته لغته الانكليزية من رؤية المشهد المعرفي العالمي بوضوح ومباشرة.

كما ان قراءته التراث العراقي، والعربي، والعالمي، كانت جزءاً من صميم متطلبات تقتضيها مهمة من ينتدب نفسه للعمل في هذا الحقل الشامل. ان مؤلفاته النقدية السبعة تضج بالمعرفة النقدية، وجهازها الاصطلاحي والمفاهيمي، وقد زود هذا جيل الشباب بمعرفة اغنتهم عن قراءة الكتب المتخصصة في بواكير حياتهم. قد يكون الخلاف مع الفكر النقدي الذي تبناه فاضل ثامر، هو أحد مزاياه التي عرف بها، فالعمل الحقيقي هو مثير خلافات اكثر منه مثير توافقات.

تقتضي الكتابة عن ناقد قضى في مشغل النقد ما يقرب من خمسين عاما، تتبع اثره، وهو اثر يقع في مسالك ملتوية في معارج الزمان والمكان، بين الايديولوجيا الصماء والحرية المنفلتة، بين خطاب القدامة المغلق، وخطاب الحداثة المفتوح، بين هيمنة الاخر وهيمنة الانا، بين الشرح والتأويل، بين الموضوعية المقتضاة، والذاتية المناورة... هذه البينية هي حبكة المحتوى النقدي لفاضل ثامر، وفي مسيرة نقده، من اوله الى يومنا هذا. وقد تشخصت بينيته عبر مصطلحين، اعدهما مفتاح فهم منطلقاته واهدافه، وهما (الاحالة) و(المواءمة).

الاحالة موسومة بالمرجع، والمرجع هو القوة المتعالية التي تكتب الكاتب قبل ان تسمى الملكية المادية والمعنوية باسمه. الكتاب والنقاد الاحالايون، غير الرسميين ينظرون الى ان شرعيتهم لا تنبع من فرض سلطة المرجع عليهم، بل تنبع من اختيارهم لتلك السلطة، كنوع من الاركان الميتافيزيقي. سنسمي المرجع باسم العقيدة. والعقيدة ليست طفرة عقلية، بل هي الاول الذي يجذر وجوده في تربة العقل، يزرع فينا قيمه ببصيرة واناة، مستخدما جميع الوسائل الارغامية، التي ستبدو، في ما بعد، اختيارية، تنبت العقيدة كالاعشاب البرية في تربة العقل، ومع مرور الوقت يأخذ العقل صورة العشب البري الذي لا ترعى فيه سوى التعليمات المقدسة تصبح العقيدة مرآة الوعي الوحيدة.

هل لنا معرفة مصادرك ومرجعياتك الحياتية التي جعلتك تختار النقد؟

- وعندما عرض فيلم « سعيد أفندي « كتبت عموداً صحفياً بأسم مستعار هو « ابو عباس « في صفحة « القارئ « التي كان يحررها الصحفي المعروف صالح سلمان (أو سليمان) في جريدة « الحرية « البغدادية، « تحت عنوان « فيلم سعيد أفندي وقصة شجار لادمون صبري « وهي زاوية لم ينتبه لها النقاد آنذاك، قارنت فيها بين النص الاصلي الذي كتبه أدمون صبري والعرض السينمائي، وتدلل على ميولي واهتماماتي النقدية المبكرة. كما كتبت عن ديوان « أغان بلا دموع « للشاعر رشدي العامل في جريدة « البلاد «، ومقالة عن فكرة اللامنتمي عند كولن ولسن التي فتنت الاوساط الادبية والفنية آنذاك، كما كتبت عموداً آخر عن الوجودية. واهداني مرة ٌالصديق الناقد الراحل د. جليل كمال الدين عددا من مجلة» الجامعة « التي كانت تصدرها كلية الاداب بجامعة بغداد، ويشرف عليها الدكتور «يوسف عز الدين» وكان العدد يضم احدى دراساتي الادبية المبكرة التي نشرتها خلال العهد الملكي وتحديداً عام ١٩٥٧. ومن المؤسف ان الكثير من هذه الكتابات قد ضاعت مني، وغير متوفرة تحت يدي حالياً، وبحاجة إلى بحث واستقصاء للوصول إليها.

واصبحت من الرواد المزمنين للمكتبة المركزية في جامعة بغداد ومكتبة المعهد الثقافي البريطاني في الوزيرية. ولا شك ان الجو الثقافي والادبي في كلية الآداب آنذاك كان عاملاً محفزاً لي لتطوير ثقافتي وتجربتي وممارستي الثقافية والسياسية. فقد ضمت كلية الاداب منذ العام 1957 والاعوام التي تلت ثورة الرابع عشر من تموز 1958 مجموعة كبيرة من الاسماء الادبية من طلبة الكلية آنذاك أمثال طراد الكبيسي، وعبد الإله احمد وعلي عباس علوان وفاضل ثامر ونزار عباس وسامي مهدي، وخالد علي مصطفى، وامال الزهاوي، وسعد قاسم حمودي، وخلدون النقيب، ومحمود الريفي وعبد الجبار محسن وخلدون النقيب وفؤاد يوسف قزانجي وسليم عبد الامير حمدان وحاتم الضامن ورشدي العامل والكاتب المسرحي معاذ يوسف والفنان التشكيلي ضياء العزاوي وغيرهم، فضلاً عن اساتذة كبار امثال د. عبد العزيز الدوري، ود. علي جواد الطاهر، ود. مهدي المخزومي، ود. ابراهيم السامرائي، ود. علي الوردي , د. شاكر مصطفي سليم ,د. كمال نادر و د. عبد الوهاب الوكيل و د. شاكر خصباك، ود. احمد صالح العلي ود. محمود أحمد الداوود والفنان التشكيلي حافظ الدروبي، وغيرهم.

وكنت معجباً منذ دراستي في الثانوية بكتابات الكاتب المصري سلامة موسى التنويرية، وقد قادني كتابه « هؤلاء علموني « إلى عدد كبير من المفكرين والادباء الذين رحت الاحق حياتهم وتجاربهم لاحقاً. وقد وجدت ضالتي في البداية في توسيع مداركي في الموسوعات والمعاجم والانسكلوبيديات العالمية المطببوعة باللغة الانكليزية المتوفرة آنذاك في المكتبة المركزية لجامعة بغداد و مكتبة المعهد الثقافي البريطاني ومنها الموسوعة البريطانية والموسوعة الامريكية والموسوعة السوفياتية وموسوعة المسرح وموسوعة الفنون التشكيلية التي كانت تختصر لي الكثير من الجهد للوصول إلى أصول المصطلحات والمفاهيم والمدارس والاتجاهات الفكرية والثقافية والفنية، كما كنت ابحث في المكتبات المنتشرة في سوق السراي وشارع المتنبي والباب الشرقي عن الجديد من الكتب، ووجدت عندي ميلاً خاصاً للبحث عن الكتب الاجنبية المطبوعة في اللغة الانكليزية في عدد من المكتبات منها مكتبة (كورونيت) في الباب الشرقي و (مكنزي) في شارع الرشيد.

ما الذي تسعى اليه الرؤيا النقدية التي عمل بها الناقد فاضل ثامر؟

- أنا أسعى الى تأسيس حداثتها النقدية من هذا التلاحم الجدلي بين الأجتماعي والأيديولوجي والمعرفي والواقعي من جهة،والرمزي والجمالي والتخييلي والشعري او الادبي من جهة اخرى. ونفيت في تلك الورقة ان يمثل اتجاهي النقدي الجديد قطيعة مع اتجاهي النقدي المبكر، بل يمكن القول ان رؤياي النقدية الجديدة تشكل تطويراً و أغناءً لرؤيتي السابقة.اذ لا يمكن للناقد ان يتجمد رؤيوياً ومنهجياً عند صيغ وقناعات وقوالب ثابتة ونهائية. ولذا فقد شعرت بالحاجة الى إعادة تشكيل رؤيتي النقدية في ضوء كشوفات العصر ومتغيراته،ودون ان افارق بالضرورة مواقعي النقدية السابقة أو اقطع الجذور التي تصلني بالارض التي كنت اقف عليها، وتشربت بنسغ الحياة من أديمها.

لقد حاولت في كتاباتي النقدية الجديدة ان اسعى للكشف عن»أدبية»النص أو شعريته،وفي الوقت ذاته عن عوامله التكوينية ومرجعيته وحمولاته المعرفية ورؤيته للعالم.ولذا فقد دعوت الى ضرورة الدمج الفعال،وغير الاصطناعي،بين الأدوات الإجرائية والمنهجية للمناهج والمقاربات الحداثية، بما فيها من وصف وتحليل وتفسير وتأويل وفك لشفرات النص وأنساقه المغيبة من جهة،وبين منظومة القيم الإنسانية والاجتماعية التي تزخر بها التجربة الإنسانية وتلتقطها فنياً التجربة الإبداعية،وصولاً للكشف عن «رؤيا العالم « في النص الأدبي على حد تعبير الناقد الفرنسي البنيوي التكويني لوسيان غولدمان.

وعلي أن أعترف بالدين الكبير الذي أسدته لي المنهجيات والمقاربات الحداثية وبشكل خاص في مجال السردية الحديثة Narratology التي قدمت منهجاً متكاملاً لتحليل وفحص النصوص القصصية والحكايات والمرويات التراثية والفولكلورية والميثولوجية.ومازلت حتى هذه اللحظة،أُعدل في رؤيتي النقدية على وفق الضرورات المنهجية و الإبداعية،وبشكل خاص في أعادة تشكلات الأجناس الأدبية المختلفة،ومنها مثلاً ظهور روايات البنية الميتا سردية،في سبعينات القرن الماضي في الولايات المتحدة واوربا والتي وجدت لها صدىً كبيراً في السرد العربي خلال العقدين الأخيرين،فضلاً عن إعادة فحص العلاقة بين التأريخي والسردي التي بشر بها الناقد والمؤرخ الأمريكي هايدن وايت والفيلسوف الفرنسي بول ريكور وغيرهما.

وأنا أذ استقبل كل هذه الإشارات الخلاقة،لا يمكن لي طبعاً ، كما أكدت مراراً،التخلي عن ثوابتي النقدية،الأجتماعية والأنسانية أساساً،والتي تؤمن بالأنسان والمستقبل،وبالعقل الذي يحاول البعض تحطيمه أو شله لأطلاق سلسلة من النظريات اللاأدرية التي تشكك بجدوى الفعل الإنساني لأشاعة نظرية الفوضى الخلاقة والعماء تمهيداً لأستلاب الوعي الإنساني وترويضه وتحويله الى بيدق بيد الجوانب الأستلابية في المنظور العولمي،المظلة الأيديولوجية للرأسمالية المتوحشة في ابشع صورها وتجلياتها.

ماذا عن بداياتك النقدية الأولى؟

- منذ بداية تجربتي النقدية في الستينات , عنيت بالنقد الروائي والشعري, ونشرت عدداً من الدراسات النقدية المبكرة منها في كتابي النقدي الأول « معالم جديدة في أدبنا المعاصر « الصادر عام ١٩٧٥. ومن الدراسات التي ضمنها الكتاب دراسة عن رواية « النخلة والجيران « للروائي غائب طعمة فرمان من خلال قراءة مقارنة مع رواية « زقاق المدق « لنجيب محفوظ , كما انطوي كتابي هذا على دراسة عن رواية فاضل العزاوي الاولى « مخلوقات فاضل العزاوي الجميلة « ودراسة عن رواية « رجل الأسوار الستة « للروائي عبد الاله عبد الرزاق فضلاً عن دراسات عن السرد القصصي ودراسة خاصة عن رواية « الشحاذ» لنجيب محفوظ ورواية « زوربا « للروائي اليوناني كازانتزاكي، كما ضم كتابي النقدي الاول هذا دراسات تأسيسة عن قصيدة القناع وحسب الشيخ جعفر وصلاح عبد الصبور وغيرهم. كما ضم كتابي النقدي الثاني « مدارات نقدية: في إشكالية النقد والحداثة والابداع» الصادر عام ١٩٨٧ دراسات عن فؤاد التكرلي ونجيب محفوظ وصلاح عبد الصبور د. علي جواد الطاهر ودراسة مهمة عن القناع الدرامي والشعر وأخرى عن النقد الادبي في مواجهة شعرنا الحديث وأخرى عن القاصين حميد المختار وشوقي كريم وغير ذلك.

ماهي كتبك النقدية التي تعتز بها أكثر من غيرها؟

- كل كاتب يعتز عادةً بجميع مؤلفاته ولا يميز بينها،تماماً مثل الابناء. ولكن اذا وجدت ضوررة للتخصيص فيمكن القول أن كتبي النقدية التي صدرت بعد التسعينات من القرن الماضي تحتل مكانة خاصة في نضج تجربتي النقدية، وفي مقدمتها كتابي النقدي» الصوت الآخر: الجوهر الحواري للخطاب الادبي « الصادر عام 1992 حيث يجد فيه القارئ تركيزاً على استجلاء ظاهرة تشكل الرواية البوليفونية في العراق من خلال أطروحات الناقد الشكلاني الروسي ميخائيل باختين في كتابه عن شعرية السرد عند دستوفيسكي،حللت فيه بعض النصوص الروائية لمحمود أحمد السيد وذو النون أيوب , ورواية « اللعبة « يوسف الصائغ ورواية « خمسة أصوات « لغائب طعمة فرمان ورواية « الرجع البعيد « للروائي فؤاد التكرلي، كما تناولت جوانب من تجارب القاص نزار عباس والقاصة لطفية الدليمي ودرست في هذا الكتاب تجربة الروائية الفلسطينية سحر خليفة في روايتيها « الصبار « 1978 و» عباد الشمس 1982 «. وانطوى كتابي هذا على دراسات في نقد الشعر،منها دراسات عن شعر رشدي العامل ويوسف الصائغ وعدنان الصائغ وأحمد عبدالحسين ووسام هاشم وكاظم الفياض، فضلاً عن دراسة مهمة عن القصيدة والنقد:سلطة النص أم سلطة القراءة وأخرى عن استنطاق المستويات الدلالية للتص الشعري.

واحتوى كتابي النقدي « المقموع والمسكوت عنه في السرد العربي « الصادر عام 2004 دراسات عن السرد العربي تركز على تأشير النصوص المقموعة بفعل تابوات أو سياسات قمعية ضاغطة يضطر فيها الروائي الى ترك فجوات سردية تحاشياً من الاصطدام بالرقابة البوليسية للنظام القمعي , درست فيها جوانب من تجربة الروائي غائب طعمة فرمان في عدد من رواياته حول جدل الشخصية الروائية وسلطة الواقع , والتعالق بين أزمة البطل وأزمة الواقع.

كما تناولت قراءة للرواية الأولى للروائي العراقي محمود سعيد « زنقة بن بركة « فضلاً عن قراءتي لعدد من التجارب الروائية العربية للروائي الليبي ابراهيم الكوني والروائي الاردني مؤنس الرزاز وروايات للروائيين الياس فركوح وابراهيم نصر الله وغيرهما. ويمكن أن أشير هنا الى أن هذا الكتاب يؤشر مرحلة جديدة في التأليف لدي تتمثل في تركيز كتبي النقدية بعد هذا التاريخ على تناول جنس ادبي واحد كالسرد أو الشعر.

ماهي أهم كتبك النقدية التي أشرت مثل هذا التخصص؟

- أعتز بشكل خاص بكتابين نقديين مهمين هما « المبنى الميتاسردي في الرواية « الصادر عام 2013 و « التاريخي والسردي في الرواية العربية « الصادر عام 2018. ففي « المبنى الميتاسردي في الرواية « قدمت دراسة مفصلة حول المفهوم والمصطلح وتجلياته في الرواية العربية عموماً والرواية العراقية بشكل أخص , وأفدت بشكل خاص من المفاهيم النقدية لمصطلح الميتاسرد Metafiction كما طرحته الناقدة ليندا هتشيون Linda Hutcheon في كتابها النقدي" سياسة ما بعد الحداثية " The politics of postmodern وكتابها " السرد النرجسي " Narcissistic Narrative , فضلاً عن أعمال نقاد أخرين أمثال روبرت شولز Robert scholos وانغر كرستن Inger christensen وشلوميت كينان Schlomit Remmon-kenan وبول ريكور،وغيرهم. وتناولت في كتابي هذا عدداً من الروايات العراقية الحداثية التي كشفت عن بنيات ميتاسردية منها روايات للروائيين علي بدر وسعدي المالح وسليم مطر وشاكر الانباري وحنون مجيد وأحمد خلف وزهير الجزائري ومحمد خضير ومهدي عيسى الصقر وعبد الخالق الركابي وانعام كجه جي وأحمد السعداوي وعبد الستار ناصر وحميد المختار وجهاد مجيد وفاضل العزاوي وجمعة اللامي ولطفية الدليمي وغيرهم. وقد ركزت في هذا الكتاب على طبيعة مفهوم الميتاسردي الذي ينطوي على قصديه الروائي أو ذاته الثانية بكتابة نص روائي وأحياناً من خلال توظيف الوثيقة التاريخية , وهي في الأغلب وثيقة افتراضية , لا تمتلك بالضرورة صفتها الرسمية التسجيلية. وقد أكد الروائي العراقي على نجاحه في توظيف هذا اللون من الكتابة الروائية الذي ظهر لأول مرة في الولايات المتحدة في كتابات عدد من الروائيين الامريكيين الذي اشرت لهم في كتابي هذا. وأكد لي عدد من الروائيين العراقيين افادتهم الكبيرة من هذا الكتاب في كتابة اعمالهم الروائية.

وتناولت في كتابي النقدي الآخر " التاريخي والسردي في الرواية العربية " التعالق الملحوظ بين التاريخ والسرد , من خلال منظور حداثي جديد ينظر الى التاريخ بوصفه سرداً كما يذهب الى ذلك الناقد الامريكي هيدن وايت Hayden White بمقولته المشهورة التاريخ بوصفه سرداً Thstory as Narrative . وقد أشرت الى أن الروائي العربي بشكل عام والروائي العراقي بشكل خاص حاول أن يتجنب التعامل مع الوثيقة التاريخية والسجل الرسمي لوقائع التاريخي , وخلق تأريخه التخييلي الافتراضي لعوالم ممكنة من خلال التركيز على القوى والطبقات الاجتماعية المسحوقة، الصانعة الحقيقية للتاريخ , وتجاهل تقديم سير الحكام والطغاة والمستبدين في التاريخ , خالقين بذلك تاريخاً بديلاً ينتصر للمقهورين , وأوضحت أن هذا المنحى – فضلاً عن المنحى الميتاسردي والنزعة البوليفونية قد عززت الى حدٍ كبير الاتجاه الحداثي وما بعد الحداثي في السرد الروائي. وعلى المستوى النقدي أفدت لاضاءة منظوري النقدي الجديد هذا من كتابات بول ريكور , وهيدن وايت ولندا هتشيون وبراندا مارشال ومونيكا فلودنك وسيمون مالباس وروبرت شولز،فضلاً عن منظري ما بعد الكولونيالية امثال ادوار سعيد وغايتاري سبيفاك، وهومي بابا وغيرهم. كما لا يمكن تجاهل مساهمة عدد من النقاد العرب الحداثيين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالصور| تظاهرات حاشدة أمام وزارة التخطيط للمطالبة بتعديل سلم الرواتب

805 قتلى وجرحى بأعمال شغب مستمرة في بنغلاديش

مجلس النواب يعقد جلسته برئاسة المندلاوي

خبراء يحذرون: أغطية الوسائد "أقذر من المرحاض" في الصيف

القبض على 7 تجار مخدرات في بغداد وبابل  

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram