سعد المشعل
كانت خطوة مانشستر يونايتد مثالاً يُحتذى به من جانب الرياضة بإطارها الإنساني حيث لبّى النادي نداء اليونيسف (منظمة الأمم المتحدة للطفولة) بتبرّع مالي مُهمّ لمساعدتها في جهودها بتقديم الخدمات والاحتياجات العاجلة للأطفال والأسر المتضرّرة من الزلازل التي ضربت تركيا وسوريا.
وهناك تبرُّع آخر للجهود الإنسانيّة بشكل جماعي من قبل الدوري الإنكليزي الممتاز(البريمرليغ) عبر لجنة الطوارئ التي تُعنى بحالات وقوع الزلازل المُدمّرة والكوارث الطبيعيّة التي يتم اعتبارها من المصائب الفجائيّة التي تُخلِّف أضراراً هائِلة بالنسبة للطبيعة والبشريّة مثل الأعاصير والفيضانات أيضاً.
الظواهر الطبيعيّة تُدمّر مساكن الناس وحياتهم، وتجعلهم بحاجة الى مساعدات عاجلة، ويتأثّر من جرّائها نمط الحياة اليوميّة فجأة، ونتيجة لذلك يصبح الناس بحاجة ماسّة إلى الحماية والملابس والملجأ والطعام والعناية الطبية واحتياجات الحياة الضرورية الأخرى، والجميع تابع وشاهد بأمَّ عينه تضرّر الملايين من الناس بشدّة وفقَدَ الآلاف للأسف أرواحهم إضافة إلى الخسائر المأساويّة في الأرواح وترك العديد بلا مأوى ومن دون طعام حيث أنهارت المباني والبُنى التحتية كاملة!
رابطتا المحترفين في الإمارات وقطر نسقّتا مع الأندية المحترفة هي الأخرى، وخصّصت عائدات تذاكر جولة الأسبوع من دوري المحترفين لدعم المتضرّرين جرّاء الزلازل التي للأسف مستمرّة حتى كتابة رأينا تاركة خسائر بالغة في النفوس والمساكن والمباني الخاصة بالخدمات.
ولا ننسى الدور الكبير للدول العربيّة والأجنبيّة التي قدّمت الجهود العالميّة لإغاثة المتضرّرين من الزلازل التي حطّمت كل شيء في بعض المُدن وأودت بحياة الآلاف الذين أظهرتهم شاشات التلفزة العالميّة، ومنهم من خرج بإعجوبة من رُكام الجدران وأعمدة العمارات المُحطّمة برغم صموده لعشرات الساعات مثلما أخْرِجَ الرضيع ياغيز أولش البالغ من العمر 10 أيام فقط بعد بقائهِ أربعة أيّام تحت الأنقاض ، وأنقذته عناصر الإغاثة بأعجوبة!
بدورنا، كإعلام نحثُّ الدول ومنها العراق على أن تهرع لدعم تركيا وسوريا في أعقاب الزلزال المُميتْ الذي ضربها منذ أيّام بتنظيم مباريات رسميّة دوليّة أو بطولة لكرة القدم تشارك فيها دول من كافة أنحاء العالم بدعم من الفيفا ويُخصّص ريعها للمتضرّرين أو مساعدة تركيا وسوريا بتلك الأموال وتخفيف المعاناة الشديدة وشد عزمهم في مواجهة المحن الكبيرة!
ستكون هذه المبادرة بدافع الحرص من المؤسّسة الرياضيّة لكرة القدم للقيام بدورها ضمن نطاق المسؤوليّة الاجتماعية، للمساهمة في تقديم يد العون لضحايا ومنكوبي الزلزال، وندعو كافّة الجماهير من خلال شراء التذاكر وحضور المباريات لدعم هذه المبادرة الرياضيّة التضامنيّة.
يندرج هذا الموقف ضمن مسؤوليات مجتمعيّة تجاه القضايا الإنسانيّة والارتقاء بدور الرياضة وخصوصاً كرة القدم لما لها من عشق جماهيري كبير، وكلّ اللاعبين والكوادر الفنية ومسؤولي الاتحادات هُم شُركاء في صناعة التغيير الإيجابي بإسعاد المجتمع المتضرّر أنسجاماً مع نهج الأخلاق الإنسانيّة بشكل عام ورؤية المنتخبات داخل ملاعب الدول المتضرّرة بشكل خاص مما يحقّق التكامل في الأدوار بين الرياضة والمنظّمات الراعية لحقوق الناس في جميع الدول.
ترى هل يخطو الاتحاد العراقي لكرة القدم بهذا الاتجاه من خلال إجراء مباريات دوليّة وديّة يُخصّص ريعها لمنكوبي الزلزال القاتل، والتاريخ يُسجّل له ذلك بكل فخر.