ترجمة:عدوية الهلالي
بأسلوبها الكثيف ومن خلال رواية مثيرة للاضطراب،تأخذنا الكاتبة الزيمبابوية إلى علاقة خبيثة من البنوة القسرية في بلد لم يعرف سوى العنف كوسيلة للحكم.وتتساءل الكاتبة في روايتها قائلة:
"ماذا حدث لاستقلالنا؟ هل حُكم على أبطال الأمس أن يصبحوا جلادي اليوم؟ هل اللامبالاة تعني التواطؤ؟ "وتنظرالكاتبة الزيمبابوية نوفويو روزا تشوما من خلال رواية (البيت الحجري) إلى بلدها بحب ووضوح، فروايتها الصادرة عن دار آكت سود هي أكثر من مجرد لائحة اتهام، انها تسوية حسابات مع الجيل الأكبر سنًا من الذين ضلوا طريقهم وتحولوا نحو الاستبداد. وتتساءل رواية نوفويو روزا تشوما المثيرة للاضطراب أيضًا عن العلاقة الحميمة والبنوة وهذه الحاجة إلى أن يجد المرء من يبادله الحب.
وفي روايتها الأولى، تنتقد نوفويو روزا تشوما أيضًا السلبية واللامبالاة لدى جزء من السكان ممن اختاروا العمى عن الحقيقة. فيجب ألا ننسى أن روبرت موغابي، وقبل أن يصبح هذا الدكتاتور المصاب بجنون العظمة والذي حكم بالإرهاب لمدة أربعين عامًا تقريبًا على زيمبابوي، كان هو البطل الذي حرر روديسيا. لذلك عندما يختفي بوخوسي البالغ من العمر 17 عاما أثناء الاحتجاجات التي هزت زيمبابوي،يجد والداه ابيدناغو واغنيس نفسيهما عاجزين. إنهما يخضعان لزاماني، المستأجر الغامض والمتطفل.
زاماني إذن هو من سيحدد تلك العلاقة الخبيثة نظرًا لافتقاره إلى الأب والأم، فقد ضاعف جهوده ليصبح لا غنى عنه لوالدي باخوسي ولكي يحل محله في قلوبهم! ومن خلال أسلوبها الرشيق والكثيف في الكتابة، تقودنا نوفويو روزا تشوما إلى علاقات عصابية يفقد فيها الأبرياء والطوباويون حقوقهم وحياتهم لأن زاماني الماكر والحاقد على استعداد لحرق الغابة بأكملها لإيجاد جذور له وليحظى بالحب الذي حُرم منه.
(البيت الحجري) هو كتاب سياسي وشخصي للكاتبة الشابة نوفويو روزا تشوما البالغة من العمر 35 عامًا، وهي موهبة أدبية ستترك اثرا في الأدب الأفريقي كما يرى النقاد.ففي عام 2017، كانت زميلة مقيمة في مركز بيلاجيو المرموق التابع لمؤسسة روكفلر. وتخرجت من ورشة عمل كتاب آيوا، وحصلت على جائزة ريدسون للخيال المتميز. ثم تم نشر مجموعة قصصها القصيرة (ظلال) والتي نالت استحسان النقاد في جنوب إفريقيا، وحصلت على جائزة هيرمان تشارلز بوسمان لعام 2014. كما ظهرت كتابات نوفويو في العديد من المختارات، وكان آخرها كتاب (مكسويني والمشردون) الذي يتناول حياة اللاجئين. وتعمل نوفويوالفائزة بجائزة إدوارد ستانفورد للكتابة عن السفر لعام 2019 للخيال وجائزة بولاوايو للفنون لعام 2019 للخيال المتميز، والتي تم ترشيحها في القائمة المختصرة لجائزة أورويل لعام 2019 للخيال السياسي و جائزة ديلان توماس لعام 2019، والمدرجة في القائمة الطويلة لجائزة راثبونز فوليو لعام 2019، في هيئة التحرير الاستشارية لمجلة الحياة المجردة، وهي مجلة لأدب اللاجئين والمهاجرين ومقرها في نيويورك. وقد وصفت صحيفة الغارديان عملها على أنه "سرد ليس فقط لتاريخ زيمبابوي، ولكن أيضًا للتاريخ الاستعماري الأفريقي بالكامل"، كما وصفته صحيفة نيويورك تايمز بأنه "إعادة سرد جذرية للماضي" وهو أداء رائع لإمكانيات السرد.. والكاتبة نوفويو من مواطني زيمبابوي وعاشت في جنوب إفريقيا والولايات المتحدة الأمريكية وهي من مواليد عام 1988، وتمارس عملها ككاتبة وأستاذة في الكتابة الإبداعية من زيمبابوي.لقد نشأت نوفويو في بولاوايو، وهي مدينة رئيسية في زيمبابوي،وأكملت تعليمها في المدرسة الثانوية في كلية البنات وتخرجت من جامعة ويتواترسراند، حيث درست الاقتصاد والمالية. وفي عام 2009، فازت قصتها القصيرة "أنت في الجنة" بمسابقة (انتواسا) للقصة القصيرة ثم جائزة (ايفون فيرا) عن الرواية القصيرة. وفي عام 2014، تم إدراجها كجزء من مشروع(افريقيا 39) الذي تم فيه تكريم 39 كاتبا من أكثر الكتاب الواعدين من إفريقيا من الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا.