عمـار سـاطع
اللقاء الذي جمع رئيس اتحاد كرة القدم، عدنان درجال، مع روابط مشجّعي الأندية العراقية، يعتبر من علامات منح الثقة أكثر لأولئك الذين صدحتْ حناجرهم وتغنّوا بحبّ العراق ورياضة الوطن طيلة الفترة السابقة.
نعم.. المؤازرين وأنصار ومحبي كرة القدم العراقية قالوا كلمة الفصل في ما تحقّق من نجاح في تضييف خليجي 25 بمدينة البصرة، وسجّل الحضور الجماهيري أرقاماً قياسية تجاوزت كلّ الاحصائيات السابقة التي سُجِلَت في النسخ الماضية لبطولات كأس الخليج، قبل نسخة البصرة الاستثنائيّة والمميّزة.
لا أريد التطرّق الى بطولة تتحدّث عن نفسها بأفعال الحضور الكبير الذي غصّت بهم مقاعد ملعب المدينة الرياضيّة، وكذلك الميناء الأولمبي، كونها كانت مثالاً حيّاً لما اعتبر على أنها بطولة جماهيريّة أكثر من كونها بطولة للشيوخ الذين دائماً ما يحاولون أن يحصلوا على الأضواء ينالوها عبر التصريحات الناريّة، قبل أن تقضي بطولة خليجي البصرة، على النمطيّة والروتينيّة التي أعتدنا عليها في كلّ بطولة خليجيّة.
وفي اعتقادي أن لقاء رئيس اتحاد الكرة بقادة المشجّعين من كلّ انحاء الوطن وخاصّة مشجعي الأندية الجماهيريّة الذين وقفوا وقفة وطنيّة أكّدوا فيها على حرصهم ووعيهم وثقافتهم التي عكست إيجابيّات بقي الحديث عنها متواصلاً حتى الآن، بعد أن كان لصوت الجمهور موقفاً مؤثّراً ورائعاً عبر تشجيعهم الحيّ وتواجدهم واندفاعهم أبهروا به العراقيين أنفسهم قبل غيرهم، وغصّت مواقع التواصل الاجتماعي بما حملوه من حُب لضيوفهم وتشجيعهم حتى للمنتخبات الخليجيّة التي حضرت الى الوطن.
وهنا يفترض أن نتحدّث عن القادم فهو أهم ممّا مضى، فما مطلوب من المشجّعين هو الإبقاء على ما تحقّق وتعظيمه عن طريق إقامة ملتقيات وورش تضمُّ كبار المشجّعين كوننا في طور التحضير لبطولة كأس غرب آسيا للمنتخبات والتصفيات المُرتقبة لكأس العالم 2026، إذ أن منتخبنا الوطني سيلعب على أرضه وأمام أنصاره، وهو ما يعني أننا سنكون على المحكّ في طريقة التشجيع التي ستنقل الى أنحاء العالم، وعليه فإن التفكير يجب أن يختلف وأن تكون طريقة التشجيع مليئة بالاحترام ومرضية لمن يحضر الملعب، بعيداً عن ثقافة التعب السلبيّة ومغادرة للهتافات التي تُسيء قبل أن تشجّع.
ومن وجهة نظري الشخصية، فإن للمشجّع العتيد مهدي الكرخي، الذي يحمل لواء المشجّعين العراقيين في ملاعب كرة القدم، دور مهم في جمع كلّ أقطاب التشجيع في الملاعب وإيجاد الوسيلة الأفضل لدعم المنتخب والشدّ من أزره من خلال اختيارات صائبة ولم شمل كل الوجوه، بعيداً عن تشتّتها شريطة أن تكون رابطة المشجّعين سنداً معنويّاً خالِصاً للمنتخب بعيداً عن الناديويّة أو أي شكل من اشكال التشخيص أو الإنفراديّة لهذا أو ذاك من الشخوص.
أقول.. دائماً ما كان المشجعون الأفذاذ رجالاً وقت المهمّات الوطنية، فالمنتخب الوطني وانتصاره في المحافل يهمّنا جميعاً، وفوز المنتخب يعني أن الفرح توزّع على العراقيين جميعاً، لذلك فإن المطلوب أن تتوحّد الكلمة وتكون الأصوات مبنيّة على حُب الوطن في المدرّجات وحتى خارجها، بل حتى في مناطق التشجيع التي ستسهم في دعم المنتخب عبر التفاعل والتصويب بإتجاه هدف تحقيق طموحات كلّ العراقيين وإسعاد شعبه الأبي.
إن المشجّعين هُم اللاعب 12 أو العامل المساهم أو تسجيل النجاحات، وأنا أعتبر موقف الجمهور هو المساعد الأوّل في كسب الرهان، لأن أصوات المشجّعين دائما ما تكون حاضرة في المواقف المهمّة وحماستهم تُصعِّد من حماسة اللاعبين إذا ما علمنا أن لاعبينا هُم بالأصل كتلة من المشاعر الوطنيّة ومضاعفة درجة حماستهم تأتي بنتائج إيجابية بكلّ تأكيد.
لقاء درجال مع روابط المشجّعين، أعتبرهُ حالة صحيّة في وقتنا الراهن، وتقرّب ما يعتقده الجمهور من مصدر القرار ويصبُّ اللقاء في كلّ الأحوال في صالح الكرة العراقيّة.