متابعة المدى
أفتتح مساء الجمعة الماضي المعرض الشخصي الأول في بغداد (بوليفارد بغداد) للفنان الكبير محمود فهمي، والذي تحتضنه ذا_كاليري (the gallery)، حيث يضم المعرض أعمال جديدة تعرض لأول مرة، وسكيتشات تحضيرية لبعض أعمال الفنان.
وفي حدث ناجح وحضور جماهيري لم يسبق له مثيل عرض الفنان العراقي المغترب محمود فهمي لوحاته الفنية التي تتغنى ببغداد وماضيها الجميل.
لوحات فهمي ترتكز على النستالولجيا (الحنين الى الماضي) وتراعي الدقة في ابسط التفاصيل. يصيغ محمود فهمي لوحاته كما يصيغ الأديب روايته حين يعطي كل شخصية وكل تفصيلة بعدها.
فقد زينت جدران قاعة ذا كاليري الكائنة في منطقة الكرادة 21 لوحة زيتية، فضلا عن ستة أعمال تخطيط بالفحم، والبوليفارد كلمة فرنسية تستخدم في اغلب لغات العالم باللفظ نفسه، وتعني الشارع أو الممشى المشجر، وقد إستعان محمود فهمي بالتسمية ليشير الى تناولة الى أزقة بغداد وشوارعها المشجرة.
وتتناول لوحات فهمي سيرته الذاتية، فضلا عن موضوعات تجسد أحداثا تاريخية مرت على بغداد، من بينها رحلة البريطانية (أجاثا كريستي) التي عاشت في بغداد خلال ثلاثينيات القرن الماضي، وحتى الخمسينيات.
والمعرض يحكي قصص مشوقة شهدتها بغداد، ففضلا عن (أجاثا كريستي) تناول أيضا شخصية الرحالة والآثاري الإيطالي بيوترو ديلا فاليه) وزواجه من المرأة البغدادية (ستي معاني جويريدا) سنة 1916.
والأعمال بشكل عام تتناول الطبقة الوسطى، حياتهم، مفرداتهم، بيوتهم، بناتهم، بمسحة واقعية رومانسية، وواقعية غنائية، فضلا عن عدد من أعمال الواقعية السحرية التي عرف بها الفنان
الحضور كان من نخبة الفنانين ومن عامة الناس ايضآ. الفنان استطاع أن يسحب الناس الى معرضه من كل مكان لأن لوحاته مفهومة من قبل الجميع (السهل الممتنع). هذا المعرض حلم طال انتظاره وها هو يتحقق فالف الف مبروك للفنان بين احضان بغداد التي احبها وجعلها محورآ رئيسيآ لمواضيعه وهي احبته واعطته جمهورآ رائعآ.
وتضمن المعرض لوحات لبعض المطربين العراقيين، منهم لمطربة الراحلة الخالدة مائدة نزهت (1937-2018) التي ولدت في بغداد بجانب الكرخ، اشتهرت باغانيها البغدادية الجميلة وادت المقام العراقي في بعض أعمالها الغنائية، إضافة الى أعمال أخرى لفنانين عراقين كبار مثل ناظم الغزالي بنفس الحالة العاطفية الانفعالية الغنائية أثناء عادية الأغاني لكي لاتكون مجرد بورترية.
والفنان محمود فهمي عبود عراقي الأصل من مواليد بابل في العراق 1962 حصل على ماجستير فنون جميلة من أكاديمية خاركوف للفنون في أوكرانيا. عضو جمعية الفنون الجميلة الروسية وعضو جمعية الإمارات للفنون التشكيلية. بين عامي 1999 و 2002 عمل في تدريس الرسم في كلية الفنون في النرويج.
بين عامي 2002 و 2014 أعطى دروساً للرسم في معهد الفن الخاص في الشارقة وعمل مصمماً بصرياً ورساماً لقصص الأطفال في مراكز الطفولة في الشارقة. له حوالي 50 كتاب منشور للأطفال. نال الجائزة الأولى من جمعية الإمارات للفنون الجميلة في 2013 عن ثلاث لوحات له وهُن: (خاتون دجلة، الجمعة صباحاً، استراحة فوق السطح)، لوحته خاتون دجلة حصدت الجائزة الأولى في معرض الإمارات للفنون التشكيلية عام 2013 وأيضاُ نال تكريماً من دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة.
منذ 2015 يعيش متنقلاً بين الإمارات وكندا حيث يشارك في الكثير من المعارض الفنية حول العالم وينظم العديد من المعارض لأعماله كفنان متفرغ.