 بغداد/ إياد الصالحي

طالب أمين سر نادي الحلة الرياضي، عزالدين العميدي، رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، بانصاف الأندية المُثابرة التي تعَدُّ مصانعَ وطنيّةَ ذات جودة عالية للأبطال الواعدين بُناة العراق في قطّاع الرياضة.

وأضاف العميدي في حديث لـ (المدى) " لم يبقَ أمامنا سوى مناشدة رئيس مجلس الوزراء، لعرض شكوانا أمامه، لعلّهُ يوجّه وزارتي الماليّة والشباب بإعداد دراسة تقييم شاملة لجميع الأندية الرياضيّة الحكوميّة والمُستقلَّة ليتبيّن له حقيقة الظُلم الذي صبرنا عليه طوال عشرين عاماً، بعدم حصولنا على المُنحة، برغم مساهمتنا في تطوير ألعاب كثيرة تبوّأنا معها المراكز الأولى في البطولات المحليّة ولم تنصفنا تلك الوزارتين، بينما هناك أندية حكوميّة تحصل على أكثر من مليار دينار في السنة للعبة واحدة وحصادها لا يساوي رُبع عملنا"!

وأوضح " هل يرضى رئيس مجلس الوزراء أن نادي الحلة الرياضي، أميز الأندية في كرة السلة وألعاب القوى إضافة الى رعايته 13 لعبة أخرى، لم يتقاضَ أي منحة من الدولة سوى 10 ملايين دينار تسلّمها عام 2015، بينما تستنزف مشاركاته سنويّاً ما يقارب (90 – 100) مليون دينار يؤمّنها من عائدات استثمار المسبح غير الثابتة"؟

وعود بلا تنفيذ

وأشار الى أنه " على مدى 5 سنوات متتالية، يحتلّ ناشئة نادي الحلة المركز الأوّل في ألعاب القوى على مستوى العراق، ونال شبابه لقب البطولة 15 مرّة متتالية في اللعبة ذاتها، و3 مرّات بطل دوري كرة السلّة الممتاز، و11 مرّة بطل سلّة الشباب، و10 مرّات بطل سلّة الناشئين، وشخصيّاً لم أترك أي من محافظي بابل الأربعة إلا ووضعتُ أمامهم واقع نادينا ولم نحصل منهم سوى الوعود".

وكشف " كان عدد الأندية في محافظة بابل 9 فقط حتى عام 2010، أما اليوم فأصبح العدد 21، أتخذت 4 منها البيوتات مقرّات لها، ومنحتها وزارة الشباب والرياضة إجازات التأسيس لمزاولة الانشطة فيها رسمياً، وأغلبها عبارة عن تجمّعات لفرق شعبيّة لكرة القدم وليست كيانات أندية تمتلك مواصفات النادي المعروفة"!

واستطرد قائلاً " قانون الوزارة يشترط تباعُد الأندية فيما بينهم بمسافة لا تقلّ عن 5 كيلومترات، وإذا ما مررنا بنادي الحلة اليوم سنجد هناك ناديين آخرين قبّالته من الناحية الأخرى! لذا نقترح منح الإجازة لناديين في مركز المحافظة ونادٍ واحدٍ في كلّ قضاء كي يستفيد الجميع من أي مُنح توزّع عليها، وقبل ذلك من الضروري إجراء تقييم وزاري يُحدّد فاعليّة الأندية ودورها في رعاية الشباب والرياضة".

دورة أوروبيّة

وبشأن مدى أهتمام نادي الحلة بالمدربين وتحديث معلوماتهم في دورات خارجيّة، أكد العميدي " لدينا المدرب أحمد عبدالخالق الذي أحرز بطولة الجمهورية للشباب، مشترك حالياً في دورة عالمية (أونلاين) تُقدّم له ثلاث محاضرات في الاسبوع بإشراف أفضل ستة مدربين في العالم مقابل 3500 دولار، وهو المدرب الوحيد من العراق يتواجد في الدورة بين عدد كبير من أوروبا وتركيا وإيران وتونس ومصر، ومن المؤمّل أن تنتهي الدورة في شهر تموز المقبل، وبعدها يحقُّ لعبدالخالق حسب امتيازاتها أن يختار المُعايشة في أي نادٍ أوروبي لمدة عشرة أيام".

وبيّن مدير فريق الحلة السلوي " أن منتخب بابل لكرة السلة الذي مثّله نادينا في بطولة الجمهورية للشباب (تولد 2006) قهر مُعاناة كثيرة، وربما لا يعلم كثيرون أنهُ هزمَ منتخب بغداد في نهائي البطولة بنتيجة ( 83-82 ) وعناصر الأخير هُم خليط سبعة فرق بغدادية تلعب في الدوري الممتاز (النفط والدفاع الجوي والكرخ ودجلة والشرطة والحشد الشعبي والكهرباء) واستحقّ منتخب بابل اللقب بعد أن فاز على جميع المنتخبات، ولم يخسر أي مباراة، وللأسف لم ينل التكريم سوى من شخصين مُحبّين للعبة وسط تجاهل المحافظة ومديرية الشباب وممثليّة الأولمبيّة لمُنجزه".

تصنيف الأندية

وبشأن تصنيف أندية بابل، قال " في آخر تقييم أجرته وزارة الشباب والرياضة لأندية بابل عام 2019، نال نادي الحلة التصنيف ( أ ) دون بقيّة أندية المحافظة البالغ عددها 20 حيث نالت التقييم ( ج ) بضمنها نادي القاسم الذي يلعب في الدوري الممتاز. ويقف نادي الحلة في الترتيب 12 بين أندية العراق البالغ عددها 430 نادياً"!

وعن أسباب عزوف نادي الحلة عن التواصل مع فريق كرة القدم، أفاد " منذ عام 1980 توجّه نادي الحلة نحو الاهتمام بفريق كرة السلة لتواجد قاعدة واسعة من الموهوبين، فيما حرص نادي بابل على تأكيد حضوره في دوري كرة القدم، وللأسف لم تُخطِّط الإدارات المُتعاقبة على إدارة نادي بابل بصورة صحيحة لمتابعة لاعبي كرة القدم، أما نادينا فصمَّم على الاحتفاظ بتوليفة من لاعبي السلة وعدم تشتيت الجهود الى لعبة أخرى، ونجحنا في ذلك مع رعاية متباينة الأهتمام حسب ما يتيسّر لنا من أموال لـ 14 لعبة".

وخلُص العميدي للقول " نتمنّى أن يلتفتَ رئيس الحكومة محمد شياع السوداني، الى واقع عديد الأندية الرياضيّة التي تعاني العوز، ويتّخذ قراراً بإحالتها الى الاستثمار وفقاً للقانون، وبشروط مُحكَمَة وضوابط صارِمة تمنع الهيئات الإدارية من التلاعب فيها، أي أن يكون الاستثمار رياضيّاً بحتاً، ولا يجوز أن يُستغلَّ مُحيط النادي أو جزء منه لتأجير دكاكين لبيع اللحوم أو إطارات السيارات أو أجهزة الموبايل وغيرها، كما نُطالب السوداني بالتحقّق من توزيع الأموال الحكوميّة على الأندية وأن تتم العدالة فيها، فجزء كبير من أموال القوة الجوية والكهرباء والنفط والزوراء والشرطة تُخصّص لإبرام صفقات مع لاعبي ومدربي كرة القدم والقليل منها يذهب الى ألعاب محدودة، ويقيناً لو حجبت الحكومة الدعم عنها ستغلق أبوابها لأنها ستواجه المصاعب في تنفيذ الغاية من إنشاء النادي وهو تنشِئة الأجيال عبر تأدية الفعّاليات المختلفة وليس كرة القدم وحدها.