TOP

جريدة المدى > سينما > الممثل الجزائري -الفرنسي كريم لكلو.. ممثل بارع لاتحده حدود الهوية

الممثل الجزائري -الفرنسي كريم لكلو.. ممثل بارع لاتحده حدود الهوية

نشر في: 15 مارس, 2023: 11:27 م

ترجمة:عدوية الهلالي

هذا الممثل متحفظ في الحياة، لكنه متألق على الشاشة. وقد ظهر في عدة أفلام حققت نجاحا في فرنسا منها:(من أجل فرنسا) لرشيد حامي وآخر افلامه هو "قطرة ذهبية" لكليمان كوجيتور.

لم يتوقف كريم لكلو أبدا عن التمثيل،ومنذ حوالي خمس سنوات، يتنافس المخرجون على اجتذابه اذ يخفي تحت نظراته العميقة وخلف ابتسامته الجميلة أحد أكثر الممثلين قبولًا في الوقت الحالي.ويقول لكلو "أنا محظوظ وهذه فرصة جيدة أن أحظى بامتياز في المجتمع الفرنسي وأن أفعل ما يسعدني. "

نراه تارة طبيبا شرعيا فرنسي- ألباني في مسلسل (أبقراط)، أو جنديا في دورية الحراسة في فيلم (الحرب الثالثة)للمخرج (جيوفاني ألوي)،او رئيس ودود لأحدى الضواحي الباريسية من المؤمل أن يتسلم مسؤولية عمل لا معنى له في (العالم لك)للمخرج(رومان جافراس)، وشرطي من مارسيليا في فيلم (العبّارة الشمالية) للمخرج (سيدريك خيمينيز).. ويجيد لوكلو الذي كان يعمل سابقا في التسويق تجسيد كل الأدوار لكنه يقول ضاحكا: " لم يعد يمكنني أن ألعب دور شاب أو مراهق".

في الأربعين من عمره، يبدو كريم لكلو في أوج مسيرته الفنية. كان قد بدأ حياته المهنية بالظهور في فيلم "نبي" للمخرج جاك أوديار.ومنذ ذلك الحين،شارك في التمثيل مع إيزابيل أدجاني،وجيل ليلوش،وأديل وإكسارشوبولوس، أو حتى لويز بورجوين. ويقول هذا المولع بالسينما والذي قضى طفولته وهو يشاهد أفلام الحركة الأمريكية:"عندما نلاحظ الاتجاهات في السينما العالمية، ندرك أن هناك تنوعًا في الادوار وهذا التنوع موجود بكل بساطة في السينما الفرنسية. وهناك العديد من الممثلين العظماء لدرجة أنه يمكن ممارسة هذه المهنة بشكل جيد ".

والممثل كريم ليكلو، مولود من أم فرنسية وأب جزائري، ولايكترث لقضية الهوية والانتماء بعد أن نشأ في إحدى ضواحي فرساي. يقول: "الأصل الجغرافي لايمثل الإنسان، وهذا ينطبق أيضًا على الشخصيات السينمائية"فما يهمه هو السينما فقط وهذا هو السبب في أن الممثل يتجنب الأدوار السياسية. يقول "عندما أرى الممثل الفرنسي من أصل مغربي رشدي زيم يحرص على تنوع الأدوار التي يقوم بها، حتى لو جسد دور رئيس الجمهورية، أرى ان جودة العمل فقط هي المهمة. وكممثلين، لدينا فرصة للتلون وأن نجسد مانريد ببساطة. وهذا كل ما يهمني.أما ماينتمي إلى السياسيين، الذين أحيانًا ما يستغلون أدوارنا، فلا يثير اهتمامي".

مع ذلك، اضطر لكلو الى مجافاة قناعاته عندما انضم إلى فريق فيلم(من أجل فرنسا) للمخرج رشيد حامي الذي يناقش قضية سياسية بأسلوب اجتماعي رائع فقد كان يشبه رحلة عائلية، يلعب فيها لوكلو دور شقيق عيسى السعدي، الضابط الطلابي اللامع في المدرسة العسكرية الفرنسية في سان سير الذي توفي غرقًا خلال حادثة صاخبة. ويجسد الفيلم قصة جلال حامي الشقيق الأصغر للمخرج. فقد ولد رشيد وجلال في الجزائر وغادرا وطنهما مع والدتهما وقت حرب الاستقلال للانضمام إلى فرنسا. وبمعزل عن الدراما والقضية، يرسم الفيلم صورة عائلة فرنسية، بعيدًا عن أي جانب من جوانب الهوية وهو الأمر الذي يستوي كريم لكلو.

ويعقب الممثل على الفيلم قائلا:"إنها رؤية رجعية لإعادة الناس إلى أصولهم". فالجميل في الفيلم هو كل تلك الفروق الدقيقة التي يضيفها رشيد حامي إلى شخصياته وقصته. وتدور أحداث الفيلم في ثلاث قارات حيث نرى طفلاً من الضواحي يتحدث لغة الماندرين في تايبيه،ويعترف لكلو بأن هناك شكلًا من أشكال الحداثة في الفيلم يثير اعجابه "فلم نعد في سينما الثمانينيات والتسعينيات وأسئلة الهوية هذه لا تنتمي إلى الجيل الجديد" كما يقول، ويؤكد:"بصفتي ممثلاً، يجب أن أنقل الأشياء إلى الشباب الذين يفكرون في القيام بهذه المهمة وأن أخبرهم أن كل هذا لم يعد يمثل مشكلة ".

وتبدأ الهوية، بالنسبة لكريم لكلو بالتعلم الجسدي فقد جعل من جسده أداة عمل يعتمد عليها لتجسيد شخصياته. يقول:"من خلال تجسيد حياة الآخرين، أعرف نفسي بشكل أفضل، وأقبل نفسي أكثر قليلاً. قد أتعلم كيفية عمل عجينة إذا كانت شخصيتي خبازًا"

وقد خسرلوكلو 15 كيلوغرامًا لتجسيد نفس الشخصية في عصور مختلفة اذ كان يمارس ركوب الدراجة لمدة ثمان ساعات يوميًا في تايبيه، بينما كانت المدينة تحت الحظر أثناء التصوير، بسبب وباء كوفيد 19،فهذه هي الطريقة التي يجسد بها كريم لكلو أدواره كما انه لايمكن التكهن به فلن يكون أبدا في المكان الذي تتوقعه وقد تقوده حساسيته وحسن تقديره إلى مناطق غير مستكشفة وأكثر طموحًا من أي وقت مضى.

ويلعب حاليا دور عراف يتحدث الى الموتى في فيلمه الجديد (قطرة ذهبية)، وهو فيلم إثارة غامض من تأليف واخراج كليمنت كوجيتور يواجه فيه عصابة من أطفال طنجة، الذين يطلق عليهم "القاصرين الأجانب". ويوضح الفيلم كيف يجري توارث مصطلح يميل إلى تجريم هؤلاء الأطفال بينما يعيشون في محنة قبل كل شيء. وكثير منهم صغارفي السن ويعانون من هشاشة شديدة لذا يمكن أن يكونوا عنيفين، لأنهم عاشوا في مدينة تعاملهم بعدوانية.

ويرى المخرج ان فيلمه الجديد(قطرة ذهبية) يقول الكثير فهو يتحدث عن الارث الحضاري والإيمان، اما عن الممثل الفرنسي كريم لكلو الذي يعجبه كثيرا فيقول: "أحب أصحاب المواهب الغريبة، وبالتأكيد فإن كريم لكلو واحد منهم".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

القضاء ينقذ البرلمان من "الحرج": تمديد مجلس المفوضين يجنّب العراق الدخول بأزمة سياسية

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

ترشيح كورالي فارجيت لجائزة الغولدن غلوب عن فيلمها (المادة ): -النساء معتادات على الابتسام، وفي دواخلهن قصص مختلفة !

تجربة في المشاهدة .. يحيى عياش.. المهندس

مقالات ذات صلة

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر
سينما

فيلم (أنورا).. ذروةُ مُهَمَّشي سينما بيكر

علي الياسريمنذ بداياته لَفَتَ المخرج الامريكي المستقل شون بيكر الانظار لوقائع افلامه بتلك اللمسة الزمنية المُتعلقة بالراهن الحياتي. اعتماده المضارع المستمر لاستعراض شخصياته التي تعيش لحظتها الانية ومن دون استرجاعات او تنبؤات جعله يقدم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram