متابعة/ المدى

لفت سامي عبدالإمام، أخصّائي الإعلام في مجلس دبي الرياضي، الانتباه، الى أنّ أساس تطوّر أي منتخب في العالم هو مدى قُدرته على خلق المنافسة بين اللاعب الأساس والبديل، لا أن تتمّ الاستعانة بالثاني عند الطوارىء بسبب الإصابة أو الحرمان.

ويأتي حديث سامي لبرنامج ملاعبنا الذي يقدّمه علي الجسمي في قناة الشارقة الرياضيّة يوم 23 آذار الحالي، بمثابة درس موضوعي وواقعي لجميع اتحادات الكرة العربية، مع أنه كان مخصّصاً عن المنتخب الإماراتي الشقيق، حيث يقول " معروف أن للمدرب قائمة تضمّ 23 لاعباً، ثلاثة حرّاس ولاعبين إثنين لكلّ مركز، يرسم خُطّته ويضع واجباته لكل لاعب، ويرى مَنْ هو الأكفأ بينهم للعب أوّلاً، لكن في الوقت نفسه يجب أن ينال اللاعب الاحتياط الفرصة مساواةً مع اللاعب الأساس أثناء المباريّات التجريبيّة أو المُعسكرات الخارجيّة أو الداخليّة طالما أن القائمة ليست نهائيّة تخصُّ مشاركة المنتخب الأول في بطولة رسميّة يمكن للمدرب أن يختار تشكيله المناسب حينها".

ويُضيف " وجود اللاعب الشاب المُجتهد في قائمة المنتخب الوطني أمر مهم، فهو يرتدي قميصه ويسكُن مع زملائه في الفندق المُخصّص له، ويُراقَب سلوكهُ وانضباطهُ من قبل إدارة المنتخب وعلاقته مع مجموعة اللاعبين بعد تقييم مستواه الفني مع ناديه في منافسات الدوري، كيف يتفاعل داخل المعسكر، وهل يلتزم بالحضور للفطور الجماعي، ومستوى تطبيقه تعليمات المدرب، هذه الأمور مُهمّة لإدارة المنتخب كما يفترض كي تعرف مدى جاهزيّة اللاعب لتمثيل البلد".

وأشار الى " وجوب وضع المدرب اللاعب الشاب كمصدر منافسة مع الأساسيين في الوحدات التدريبيّة، وإذا لم يُهدِّدَهُم بمستواه المُمتاز فهو سيتعلّم منهم في المُحصِّلة، وهذا مكسب للمنتخب والاتحاد، فربّما لم يأخذ موقعه بجدارة في أوّل معسكر أو لم يَظهَر مستواه الحقيقي في مركزه بالمباراة الأولى أو الثانية، لكنّه أكتسب خبرة مهمّة، عرف نمط اللاعبين المتواجدين معه من ناحية سلوكيّاتهم ومزاجيّاتهم، وعَقَدَ صداقات جيّدة معهم تخدم انسجام الفريق وتقوّي العلاقات فيما بينهم، وتكسر الحواجز النفسيّة غير المنظورة للإعلام والجمهور ورُبما للمدرّب نفسه وتكاد تعبث باستقرار التشكيل أو تؤثّر على الأداء أثناء المباراة لو تركت من دون معالجة".

وخلُص سامي الى أنه " في حالة حدوث حالة طرد أو إصابة لأي لاعب أثناء المباراة فبديله جاهز فنيّاً وبدنيّاً ونفسيّاً، ويُمكن أن يؤدّي دوره بشكل أفضل، وبالتالي فالفُرصة التي تُعطى للاعب شاب تُحقّق مصلحة الجميع، فالمنتخب ليس مُلكاً للاتحاد ولا للمدرب ولا لأي شخص، بل هو منتخب الوطن، وعلى من يعمل في الاتحاد أو المنتخب يعي جيّداً عبارة (أنا المسؤول عن الموضوع فلا تتدخّل) فكلمة المسؤول غير مفهومة لدى كثير من مُردّديها، لا تعني أنه صاحب القرار، بل الذي يُسْأل ويُستَجوَب في حالة الاخفاق! فلا تستكثروا ضمّ أربعة لاعبين شباب جُدد في مباراة وديّة دوليّة أو معسكر تدريبي، هؤلاء هُم العناصر المفاجأة للمنتخب، ومنهم من يعمل الفارق في أي دقيقة لأن الفريق المُنافس لا يعرف شيئاً عنه بعد أن حفظ كُلّ تحرّكات وواجبات اللاعبين الأساسيين".

نأمل أن يأخذ اتحادنا بنظر الاعتبار ما ورد في حديث سامي عبدالإمام، أحّد روّاد الصحافة الرياضيّة في العراق، لما فيه من مصلحة عُليا لأسود الرافدين وهُم يتنافسون لأثبات الجدارة في المهام المُقبلة.