ذي قار/ حسين العامل
شهدت محافظة ذي قار خلال الاسبوعين الماضيين تصاعداً في استهداف المؤسسات التربوية والتربويين العاملين فيها، بعد الإعلان عن 5 جرائم شملت الحرق والسرقة والقتل والتهديد في مناطق متفرقة من المحافظة.
ورصدت (المدى) خلال الايام الـ14 الماضية عددا من الحوادث من بينها حرق إدارة متوسطة الكرمة من قبل مجهولين وتعرض مدرسة اخرى في قضاء قلعة سكر للسرقة واقدام معلم مسلح على تهديد مدير عام تربية ذي قار، فيما كشفت المصادر الامنية عن اغتيال استاذ جامعي امام منزله في الناصرية ومقتل طالب امام جامعة سومر في قضاء الرفاعي.
وكان نائب نقيب المعلمين في محافظة ذي قار حسن علي السعيدي قد كشف عن ارتفاع معدلات التجاوز والاعتداء على المؤسسات التربوية والعاملين فيها الى خمسة اضعاف خلال السنوات الأخيرة.
وقال السعيدي، في حديث إلى (المدى) ان "السنوات السابقة كانت تشهد تسجيل ما بين 10 الى 12 اعتداء سنويا اما الان فقد ارتفعت معدلاتها الى خمسة اضعاف خلال النصف الاول من العام الدراسي".
وأشار، إلى أن "حالات الاعتداء باتت تشترك فيها مجاميع ومناطق او افراد متهورين من ابناء العشائر".
وازاء ذلك، اعربت اوساط شعبية واكاديمية عن قلقها من عودة مخاطر استهداف الكفاءات العلمية داعين القوات الامنية الى تعزيز حماية المدارس والمؤسسات التربوية والعاملين فيها.
وقال الدكتور شهيد الغالبي في حديث مع (المدى)، "منذ عدة سنوات نشهد اعتداء على الهيئات التدريسية والمؤسسات التربوية وقد تفاقمت هذه الظاهرة بصورة كبيرة"، عازياً اسباب كثرة التجاوزات والاعتداءات على المعلمين الى "ضعف قبضة القانون وهيبة الدولة".
ورأى الغالبي، ان "التهديدات والتجاوزات التي تتعرض لها المؤسسات التربوية وهيئاتها التدريسية والتعليمية باتت تهدد حياة المعلمين وتنعكس سلبا على العملية التربوية".
ولفت، إلى أن "ارتفاع معدلات العنف تجاه المعلمين بات يعيق تطور العملية التربوية ويضيف عبئاً اضافياً على العملية التربوية التي هي مترهلة بسبب رداءة البنى التحتية وتراجع دور المعلم".
وبدوره قال التدريسي في جامعة ذي قار خالد حوير عقب الاعلان عن اغتيال أحد الاساتذة الجامعيين: "من يحمي الأستاذ الجامعي من الرصاص؟"، وكتب في مدونته الشخصية" يوميا تطرق مسامعنا جريمة قتل، وربما حادثة خطف، ومحاولة، بل تسقيط لا مثيل له!! وقد يهمل القانون هذه الجرائم، ويسوُف التحقيق وقوعها، حتى تنسى تلك البشاعات، ويأكلها الزمن".
وتابع حوير، "ننتظر من السلطات المحلية، والمركزية أن تقف موقفا حازما تجاه الاعتداءات السافرة، والسافلة بحق الكفاءات الوطنية في العراق".
وكانت مصادر امنية وتربوية قد اعلنت يوم الجمعة الماضي عن احتراق إدارة متوسطة الكرمة للبنين في قضاء كرمة بني سعيد (35 كم) جنوب الناصرية وتضرر جميع محتوياتها، مشيرا الى ان التقرير الاولي يفيد بان الحادث بفعل فاعل وان الأجهزة الأمنية باشرت بالتحقيق للوقوف على اسباب ودوافع الحادث. فيما كشفت احداث يوم (29 آذار 2023) عن مقتل طالب يبلغ من العمر 22 عاما برصاص مسلحين مجهولين قرب جامعة سومر في قضاء الرفاعي (80 كم شمال الناصرية). وكذلك تعرض إحدى المدارس في قضاء قلعة سكر (100 كم شمال الناصرية) إلى السرقة عبر كسر شباك إدارة المدرسة.
وفي غضون، ذلك اعلنت قيادة شرطة ذي قار عن القبض على معلم هاجم منزل مدير عام تربية ذي قار.
وذكرت القيادة في بيان تلقته (المدى)، أن "قائد شرطة محافظة ذي قار اللواء مكي شناع الخيكاني وجه بإجراءات سريعة على خلفية تعرض مسؤول تربوي إلى تهديد من قبل شخص إثر إجراء اداري اتخذ بحقه".
وتابع البيان، "وعلى الفور وخلال نصف ساعة تمكن قسم شرطة قضاء سوق الشيوخ بإشراف مدير القسم ومدير الخفر من إلقاء القبض على المتهم وضبط بحوزته مسدس 8 ملم".
وأشار، إلى "عرض الاوراق التحقيقية على القاضي المختص وقرر توقيفه استنادا إلى احكام المادة 430 من قانون العقوبات العراقي لإكمال التحقيق أصوليا".
وكانت قيادة شرطة ذي قار قد اعلنت في يوم الجمعة (17 آذار 2023) عن مقتل استاذ جامعي برصاص مسلحين مجهولين وسط الناصرية.
ومن جانبه، يجد مدير قسم علاقات واعلام شرطة ذي قار العميد فؤاد كريم عبد الله ان "الاجهزة الامنية تواصل عملها وتتخذ الاجراءات المطلوبة سواء لحماية الأكاديميين وغيرهم من سكان المحافظة".
وذكر عبد الله في حديث مع (المدى)، أن "ما حصل للأستاذ الجامعي يصنف ضمن الجرائم الجنائية".
وأشار، إلى أن "القوات الامنية تمكنت من القاء القبض على متهم يشتبه بتورطه بارتكاب الجريمة وان التحقيق جار معه لدى الجهات التحقيقية المعنية". مضى عبد الله، "نطمئن الجميع بان الاجهزة الامنية تمتلك كفاءات متقدمة وقادرة على كشف ملابسات الجريمة".
وكشفت نقابة المعلمين في ذي قار في العام الماضي عن تسجيل 60 حالة اعتداء على المعلمين والمؤسسات التعليمية خلال الفصل الاول من العام الدراسي للعام، فيما اشارت الى تسجيل رقم قياسي في هذا المجال مقارنة بالأعوام السابقة.