د.باسل عبد المهدي
يبدو جليّاً، وكما توقّعنا بأن افرازات الانتخابات التكميليّة للمكتب التنفيذي للأولمبيّة العراقيّة قد بدأت تعطي تأثيراتها السلبيّة وتُعمّق من خراب مسيرتها في بلدنا.
ففي قراءة موضوعيّة لبيان تشكيل اللجنة العُليا لمؤتمر رياضة العراق، يُلاحظ بأن ما تمَّ وصفه بـ (عرس الواوية) إبان الانتخابات قد تحوّل الى ما يُسمح وضعه تحت عنوان " تمخّض الجبل فولد فأرا ".
ليس في ذلك أي مقصد يروم التجنّي على الأفراد كبشر بقدر ما هو تحذير نطلقهُ بصوتٍ مسموعٍ نحو النهايات المُظلِمة لمثل هذه الاختيارات المقصودة لأكثر من سبب:
أوّلاً - واضح من المضمون الانفعالات التي سبّبتها النتائج، حين يتولّى الخاسر فيها رئاسة اللجنة العُليا بتخريج رسمي، في حين يُركن جانباً أي ذكر، للفائز فيها!
ثانياً - الطرفان المُتنازعان ، كُلّاً على حدة ، إلتقيا خلال أسبوع واحد مع الاتحادات الرياضيّة لذات الغاية ، الأوّل بصفتهِ الوظيفيّة كمستشار لدولة رئيس مجلس الوزراء ، أما الثاني فقد استعانَ وكتلته بأحّد السياسيين من أعضاء مجلس النواب تحت غطاء مناقشة الأمور المالية ، وهي المَهمَّة البعيدة عن المسؤوليّات التشريعيّة والرقابيّة للسادة النواب ومجلسهم الموقّر، كما يؤكّد ذلك الدستور!
ثانياً - في اللجنة المُعلنة سُمي ممثّل عن كلّ من محافظتي أربيل والسليمانيّة في حين لم يرد اسم أي ممثّل لأي من المحافظات العراقيّة الأخرى في البلاد! أنه أمر يثير الاستغراب فعلاً إذا ما علم أيضاً بأن هناك محافظة ثالثة في الإقليم لم تحظ بنصيب!
ثالثاً - لا اعتراض على شخص ممثّل الاتحادات الرياضيّة في التشكيلة، لكن نسأل، إن كان قد تم انتخابه من قبلها لهذا الغرض؟ ثم أليس وجوباً أن يكون رئيس الأولمبيّة عضواً فيها ، إن لم يكن رئيساً لها ولهذا المؤتمر بالرغم من يقيننا بوهنِ قدراتهِ دون سند أو دعم حكومي أو سياسي على الأقل وبتدبير يُحسب لهذه الاغراض، وهو السلوك الذي يمثّل علّة العِلل في منهج الأولمبيّة وتحرّكاتها والحليم تكفيه الإشارة!
رابعاً - ذات الاستفسار يتكرّر مع تسميّة ممثّل الأندية الرياضيّة في اللجنة، وهل تم الاتفاق بذلك انتخاباً مع مُمثّلي أكثر من ٤٠٠ نادي رياضي في العراق؟
خامساً - مع كلّ الاحترام لم نجد أي ضرورة لوجود ممثّل نقابة الصحفيين وبشخص رئيسها في لجنة من هذا النوع. إذا كان التفكير ينصرف الى أهميّة الإعلام في الرياضة فيُمكن لصحفي رياضي أو أكاديمي إعلامي أن يكون أكثر ملائمة من النقيب.
سادساً - ذات الانتقاد أيضاً يمكن أن يوجّه الى مُمثّل وزارة الشباب في اللجنة. ففي الوزارة دائرة عامّة معنيّة بشؤون الرياضة يعمل فيها عدد من المتخصّصين والأكاديميين، إضافة الى مستشار للشؤون الرياضيّة بأعلى درجات التخصّص الأكاديمي رفض ويرفض أسلوب المُداهنة والتواطُئات الانتخابيّة .
أخيراً نتساءل ، إن كان هناك ضرورة ( قصوى ) لجلب خبير رياضي دولي لتعزيز أعمال الموتمر أو أي من لجانهِ ، خصوصاً وأن الدكتور خريبط بعيد عن رياضة البلد مُنذ سنين طويلة ومُنشغل ( بأعمال ) أخرى. نتمنّى أن تكون التسمية هذه قد تمّتْ لأسباب بعيدة عن المحسوبيّة.
خلاصته فإن الانشقاقات والتنازع نحو المواقع والاجتهادات الشخصيّة الضيّقة والتفكير المناطقي هو العنوان الذي يُمكن وصفه لأسلوب وضع هذه التشكيلة. إنها خيارات مُنفعلة وساذجة بأغلبيّتها، وستُرتِّب ، لا سمح الله، ما يشبه القنابل الموقوتة التي ستفجّر الوضع الرياضي الى اوضاع أكثر سوءاً ممّا هي عليه. سترك يارب!
