ترجمة:عدوية الهلالي

أعلنت أكاديمية غونكور رسميا عن انتخاب الروائية الفرنسية كريستين أنجوت لتحل محل باتريك رامبو، فقد تم انتخاب الكاتبة كريستين أنجوت في أواخر شباط، كعضو في أكاديمية غونكور التي تمنح أرقى جائزة للأدب الفرنسي كل عام.

وكانت انجوت قد نالت جائزة ميديشي في عام 2021 عن روايتها (رحلة الى الشرق) التي تتناول الألم المرتبط بسفاح القربى وهو الموضوع الذي تتناوله في العديد من رواياتها، وستخلف باتريك رامبو وتجلس في الاجتماع المقبل لأكاديمية جونكور في الرابع من نيسان المقبل.

وفي عام 2021، فازت روايتها بالعديد من الجوائز، ووصلت في النهاية الى أكاديمية غونكور. تقول انجوت:"عندما تكتب، تكون وحيدًا تمامًا وهذا أمر جيد جدًا، وهذا أيضًا ما يثير اهتمامي في حقيقة الكتابة، ولكن هناك أشخاص يقولون لي: نحن هنا، نسمع، نقرأ، نرى، اعترف بذلك: لقد تم دعمي لفترة طويلة جدًا، في الواقع".

وتتناول انجوت في روايتها (رحلة في الشرق) الصادرة عن دار فلاماريون للنشر قضية سفاح القربى الذي كانت ضحيته من جانب والدها.ومن الجوائز التي اختطفتها هذه الرواية جائزة فيمينا وجائزة ميديشي. ولدى استلامها الجائزة، قالت انجوت: " انه أمر مهم للغاية، لقد تأثرت كثيرا، وانا سعيدة فهذا يعني ان هنالك أشخاص موجودين حولك ليساعدونك ويدعمونك ويؤكدون انهم معك ".

كانت انجوت قد روت صدمة طفولتها وشبابها بسبب والدها لأول مرة في رواية (سفاح القربى) عام (1999)، ثم في رواية (أسبوع إجازة) في عام 2012. كما وصفت ذلك أيضا في رواية (حب مستحيل) في عام 2015. وتعود الروائية مرة أخرى إلى الأهوال التي ارتكبها والدها في روايتها (رحلة الى الشرق) المرشحة لجائزة غونكور. وتقول انجوت في مقابلة معها: "لم يعد هنالك أمل. لم تعد هناك فكرة أن الحياة موجودة وأن لدينا شيئًا ما نخبئه للمستقبل".

وكانت هيئة الحكام قد رشحت السويدي جوناس حسن خميري عن رواية (الشرط الأبوي) الصادرة عن دار آكت سود للنشر ضمن فئة الروايات الأجنبية و جاكوتا أليكافازوفيتش عن كتاب (مثل السماء في داخلنا) الصادر عن دار ستوك للنشر ضمن فئة الدراسات.

وتعمل كريستين انجوت على تكرار الموضوع ذاته في رواياتها لأنها كانت تبلغ من العمر 13 عامًا عندما عانت من ذلك لأول مرة وظلت تعاني من عواقبه طوال حياتها ويرافقها القلق حتى في كتبها. تقول انجوت: "لديّ قلق بشأن مستقبلي ومستقبل حياتي العاطفية، فلا يمكنني التخلي عن فكرة أن يكون لدي أب".

لم تلتق كريستين أنجوت بوالدها لمدة 10 سنوات، وهي السنوات التي ستدرس فيها وتلتقي بشخص ما وتتزوج. لكنها في الوقت نفسه، لاتنسى أبدا الجحيم الذي عانت منه فهي تقول عن فترة بقائها مع والدها: "لم أكن أستطيع النوم، لم أكن أستطيع الأكل، لم أكن أستطيع العيش، كدت أتوقف عن دراستي لأنني لم أكن قادرة على أن أفعل ذلك مجددا"

ولعدم رغبتها في التخلي عن فكرة أن يكون لها أب، أرسلت له أخيرًا رسالة على أمل الحصول على علاقة طبيعية معه. لكنها وجدت نفسها مرة أخرى تحت تأثيره لعدة أشهر ستتعرض خلالها للاغتصاب مرة أخرى.

بعد البكالوريا، اختارت انجوت دراسة اللغة الإنجليزية والقانون، ثم التحقت بكلية القانون الدولي في بروج. ولكن في الوقت نفسه، كان فيروس الكتابة يلاحقها بالفعل لذا تركت كل شيء لتتفرغ للكتابة وكانت تبلغ من العمر 23 عامًا عندما بدأت الكتابة بتشجيع قوي من زوجها. وبعد أن أرسلت مخطوطة إلى ثلاث دور نشر، غادرت لتعيش في نيس حيث شغلت وظائف مختلفة. وأخيرًا نشرت لها دار نشر "آربنتور" روايتها الأولى (من السماء)، في عام1990تلاها نشر عدد من الروايات والمسرحيات. وفي عام 2008عادت بشكل أفضل في عام 2008 مع روايتها (سوق العشاق)، حيث اثارت كريستين أنجوت، مرة أخرى، ردود فعل قوية، وأحيانًا ساخطة. وفي عام 2011، عادت كريستين أنجوت إلى دار نشر فلاماريون، فنشرت لها رواية (الصغار) وتبعها في 2012 نشر رواية (اسبوع اجازة)ثم رواية (حب مستحيل) التي نالت عنها جائزة ديسمبر. وبعد سلسلة رواياتها عن سفاح القربى، كانت قد أصدرت مؤخرا روايتها الأخيرة "نقطة تحول في الحياة" والتي تتناول قصة حب ثلاثي يقوم على الأكاذيب والأوهام.