 متابعة / إياد الصالحي

يدخل العراق الاختبار الثالث على مستوى تنظيم بطولات التجمّع في عهد اتحاد كرة القدم الذي يرأسه الكابتن عدنان درجال ، أملاً بالاستفادة من الأخطاء الإداريّة والفنيّة ، وتكامل الصورة الواقعيّة في أذهان مسؤولي الاتحادات ( العربي والآسيوي والدولي ) من أجل أتخاذ القرار الرسمي من مجلس الفيفا بصلاح إقامة المباريات الرسميّة الدوليّة للأندية والمنتخبات في العاصمة بغداد بالدرجة الأولى ، وبقية مُدن العراق من شماله الى جنوبه.

وتشهد بغداد والنجف للفترة من 12 الى 20 حزيران المقبل ، إجراء مباريات بطولة غرب آسيا لكرة القدم تحت 23 عاماً ، بمشاركة ثمانية منتخبات هي فلسطين واليمن والأردن وسوريا ولبنان والإمارات وعُمان إضافة الى العراق (المنظِّم) وسيكون الاختبار أصعب هذه المرّة ، سيما أن الانتقادات الحادّة طالت ولم تزل رئيس الاتحاد مباشرة واللجان العامة في اتحاد الكرة على خلفيّة بروز مؤشّرات الخلل في إنجاز الواجبات لأكثر من مفصل عُهِدَ اليه تسيير الأمور التنظيمية في بطولة كأس الخليج العربي 25 برغم أن النجاح الباهر لم يستطع تغطية سلبيّات الحدث الخليجي المُهم في أجندة العراق الذي تأخّر عن احتضان البطولة 44 عاماً.

التسوية الماليّة

عَهِدَ اتحاد غرب آسيا تنظيم البطولة الثالثة تحت 19 عاماً بالاتحاد العراقي للفترة من 20 تشرين الثاني الى 1 كانون الأول عام 2021 في ثلاثة ملاعب هي البصرة الدولي وفرانسو حريري في أربيل والمدينة الدولي ، والأخير ضيّف المباراة النهائيّة بين العراق ولبنان ، ولعلّ أبرز حدث شهدهُ التنظيم هو تباين قوائم نفقات تضييف منتخبات مجموعة أربيل بعد تقديم التسوية الماليّة ، وتم إجراء تحقيق في الموضوع من قبل رئيس الاتحاد للوقوف على مدى صحّة الاتهامات من عدمها التي وجّهت ضد عضو في الاتحاد كُلّف بشؤون التنظيم في المجموعة.

اتهامات .. ونقص الخبرة

وكان المحكّ التالي، بطولة كأس الخليج العربي 25 في محافظة البصرة للفترة من 6 الى 19 كانون الثاني 2023 بمشاركة منتخبات عُمان والسعودية واليمن والبحرين قطر والكويت والإمارات والعراق ( المُضيّف ) واضطرّ رئيس الاتحاد الى جمع عدد من الصحفيين في اجتماع تصارحي لتأكيد أو تفنيد أو تبرير ما طُرح خلاله بمنتهى الوضوح ، واعداً بتذليل جميع المعوّقات التي أحْزَنَتْ الجماهير ، وخاصة إصابة كثير من المشجّعين أثناء محاولة الدخول الى ملعب البصرة الدولي ، وصدمة أعداد كبيرة تيّقنوا وجود فساد في طبع تذاكر مُشتراة للدخول ، وتنقّل الإعلاميين سواء العاملين في الاتحاد أم المُكلّفين من مؤسّساتهم المحليّة والدوليّة من فندق الى آخر بعد انقضاء يومين من بدء البطولة بسبب عدم كفاية الفنادق في استقبال ضيوفهم ، وسوء التخطيط الذي سبق الافتتاح ، علاوة على عدم تحمّل الجهات المُتشاركة مع الاتحاد في تنظيم خليجي 25 مسؤوليّات تضامنيّة مثل الأمن والنقل والسياحة والإعلام والتسويق ، وإلا لما تُرِك رئيس الاتحاد يتصدّى لحُزمَة اتهامات بعضها وصل الى التشكيك في النزاهة ( لسنا هنا بوارد الدفاع عن شخص أو تبرئة ذمّة أحّد ) فـ وقائع تنظيم خليجي البصرة على الورق غير ما سبّبه نقص الخبرة والأنانية من فوضى الصلاحيّات لصغار الموظفين المُكلّفين بإدارة أعمال محدودة ، استُغلِّت إعلامياً لضرب نجاح البطولة مثل تعذّر دخول ممثل أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح الى حفل الافتتاح بسبب التدافع والتضارب بالأيدي قُرب البوّابة ، وكذلك احتلال الجماهير العراقيّة المقاعد المُخصّصة للجمهور العُماني في ختام البطولة!

ملف الدراسة!

البطولة الثالثة تنظيم غرب آسيا تحت 23 عاماً ، ولا يبدو أن الاتحاد مستعدٌّ قبل 55 يوماً من انطلاقها ، إذ لم يفتح ملف التنظيم إلا يوم الجمعة 14 نيسان الحالي ، على هامش اجتماعه حول كيفيّة تعديل نظامه الأساس ولم يكن محور التنظيم ضمن الأولوية ، وجرت الإشارة اليه بعبارة مقتضبة في بيانه ( تمّ الاتفاق على وضع دراسة لتنظيم بطولة غرب آسيا تحت 23 عاماً ، والعمل على تشكيل اللجان الإداريّة والتنظيميّة واللوجستيّة ) فيما يُراقب اتحاد غرب آسيا الحدث بصورة مستمرّة ، وأعلن في اليوم التالي من اجتماع اتحادنا عن ( عقد اجتماعات قريبة مع الاتحاد العراقي لمناقشة التفاصيل الإداريّة واللوجستيّة والتسويقيّة والإعلاميّة الخاصّة بالبطولة التي ستقام خلال أيام فيفا المُعتمدة في شهر حزيران ، وكذلك القيام بزيارة تفقديّة لمدينتي بغداد والنجف للاطمئنان على جاهزيتهما واقعيّاً ).

أول تجربة

نتمنّى أن تكون الثالثة ثابتة في تحدّيات العراق بتنظيم بطولات كرة القدم الخليجيّة والاقليميّة، مع أن البطولة القادمة لا تؤشّر الى الجاهزيّة حتى الآن حسب المُتابعة - سيما أن المنتخب الأولمبي لم يبدأ مرحلة الاستعداد للبطولة لأسباب خارجة عن إرادة مدربه راضي شنيشل - فلا يُعرَف مدى إمكانيّة محافظة النجف في إثبات نجاحها بأوّل تجربة تنظيميّة إقليميّة عطفاً على الأخطاء التي شهدها تنظيم البصرة للحدث الخليجي وهي التي ضيّفتْ مناسبات عدّة مُنذ الأوّل من حزيران عام 2017 الذي شهد أوّل مباراة دوليّة وديّة لرفع الحظر بين منتخبنا ونظيره الأردني.

يمكن التأكيد على تعزيز قوّة حماية الملاعب المُتمركزة في بغداد لخبرتها الطويلة كي تتواجد مع قوّة النجف تحسّباً لأية مُشكلات فوق المدرّجات ربما تدفع المُحافظة الثمن رياضيّاً ، مع أنها تمتلك كوادر إدارية ناجحة نأمل الاستعانة بها حتى لو لم تشغل مهمّة رسميّة حالياً في اتحاد الكرة الفرعي.