ترجمة: حامد أحمد
تحدثت وكالة تابعة للأمم المتحدة عن مشروع لإحياء الموصل والبصرة، مؤكدة السعي لتطوير مهارات الشباب لاستعادة الإرث الحضاري، مؤكدة أن المشروع يركز على تمكين العنصر النسوي والشباب على حد سواء في المحافظتين العراقيتين، مشددة على أهمية تعزيز مشاعر الناس والمجتمع باستمرارية التواصل مع ماضيهم.
وذكر تقرير لمنظمة (اليونسكو) ترجمته (المدى)، أنه "بعد سنوات من حرب ومعارك ودمار لحق بالعراق أطلقت اليونسكو بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي مشروعا لإحياء مدينتي الموصل والبصرة".
وتابع التقرير، أن "هذا المشروع الذي يموله الاتحاد الأوروبي يعتبر حيويا لأنه يسمح لأبناء البلد من الشباب بتطوير امكانياتهم ومهاراتهم الفنية على نحو شامل بما يخدم في استعادة الإرث الحضاري وتنمية قدراتهم في ميدان العمل". وأوضح، أن "جُنيد سورش ولي، مدير القسم الثقافي في منظمة اليونسكو، أشار الى ان (المشروع الخاص بإحياء المدن القديمة في الموصل والبصرة، انما هو شهادة أخرى على الشراكة الثابتة بين منظمة اليونسكو والاتحاد الأوروبي في مجال الحفاظ على الإرث الحضاري)".
وتابع ولي، بحسب التقرير، أن "تعهدنا المشترك في الحفاظ على التراث الثقافي للمدينتين كوسيلة لبناء مجتمعات مرنة مستدامة هو القوة الدافعة وراء تحركنا هذا."
وزاد التقرير، "وضمن إطار عمل المشروع، تعمل اليونسكو برفقة وزارة الثقافة والسلطات المحلية وابناء المجتمع على تعزيز جانب النمو الاقتصادي بالتركيز على إعادة اعمار البيوت التراثية والمدارس وإعادة احياء الحياة الثقافية المحلية". وأكد، أن "إحدى مكونات المشروع في الموصل تمثلت بإعادة اعمار، مدرسة الإخلاص، التي تم تدميرها اثناء الحرب".
ويواصل التقرير، "بدعم من المجتمع المحلي، تقوم اليونسكو بإعادة بناء مدرسة فريدة من نوعها صديقة للطفل والتي ستوفر للطلبة بيئة آمنة ومستقرة للتعليم والتي ستقوم، ما وراء ذلك، بفتح طريق للأمل والتجدد لأجيال قادمة في مدينة كانت مشهورة بالتعليم والكفاءات العلمية". ونوه التقرير، إلى أن "منظمة اليونسكو تقول ان المشروع شهد تقدما كبيرا في تطوير وتحديث البنى التحتية العامة واسترجاع وترميم أكثر من 124 بيتاً تراثياً في المدينة القديمة للموصل، من بين 80 بيتاً قد تم اكمال العمل فيها وتسليمها لمالكيها".
وزاد، "وفي المدينة القديمة للبصرة تجري اعمال تأهيل 11 بيتا تراثيا تتميز واجهاتها بما يعرف بـالشناشيل، بالإضافة الى اعمال اصلاح وترميم القناة التاريخية الممتدة على امتداد تلك البيوت".
ويسترسل التقرير، أن "أنشطة إعادة التأهيل والاعمار التي رافقت هذه المداخلات شكلت عامل الدعم لبرامج التعليم المهني والتدريب يتعلم من خلالها شباب المدينتين مهارات الحرف التراثية وتقنيات الحفاظ على الإرث الحضاري والثقافي". وشدد، على أن "الفائدة التي يحصل عليها الشباب تكون ذات جانبين، من جانب هناك اعداد متزايدة من المهارات المحلية وأصحاب الكفاءات القادرين على اسناد اعمال التأهيل والصيانة الجارية والمستقبلية في كلا المدينتين".
واستطرد التقرير، "ومن جانب آخر ستتولد هناك فرص تشغيل أفضل للعمال الشباب الذين اكتسبوا مهارات مهنية متطورة في سوق العمل".
ولفت التقرير، إلى أن "المشروع يركز على تمكين العنصر النسوي والشباب على حد سواء في البصرة والموصل، ويوفر تدريبا ودعما للعاملات والتقنيات الشابات ممن لديهن اهتمام في مزاولة مهن البناء والحفاظ على التراث، ويخلق فرص عمل لهم ويعزز النمو الاقتصادي المحلي".
وذكر التقرير، "وبينما تتوضح اهداف المشروع، تبقى منظمة اليونسكو والاتحاد الأوروبي متعهدان لمهمة إعادة احياء الموصل والبصرة من خلال مساهمات تحافظ على التراث وتنميه، وتعزز مشاعر الناس والمجتمع باستمرارية التواصل مع ماضيهم، وتنمي شعورا سلميا اقوى بهويتهم ينطلقون من خلالها الى المستقبل بثقة". وذهب، إلى أن "وفداً من الاتحاد الأوروبي الممول لمشروع إعادة اعمار وتأهيل عدد من الدور التراثية في شارع الشناشيل بمنطقة نظران في البصرة القديمة كان قد اطلع في زيارة سابقة له للبصرة على مخططات مشروع إعادة التأهيل".
وأضاف التقرير، أن "الوفد اطلع على التقدم الذي تم احرازه في الحملة ومنها ما يخص تدريب الشباب الباحثين عن عمل في البصرة والذين تم تدريب أكثر من 300 شاب منهم".
ومضى التقرير، إلى أن "ذلك في مركز التدريب المهني التابع لمديرية الضمان الاجتماعي الذي يتدرب فيه الشباب على نفقة اليونسكو والاتحاد الأوروبي وسيكونون جزءا من عملية إعادة تأهيل البيوت التراثية في البصرة بعد اكتسابهم للمهارات الفنية في الترميم والكهرباء والنجارة وغيرها".
واليونسكو هي وكالة متخصصة تتبع منظمة الأمم المتحدة تأسست عام 1945، تترأسها حالياً الفرنسية أودري أزولاي بعد فوزها في الانتخابات التي أجريت عام 2017، حيث حصلت على 30 صوتاً متقدمة بذلك على المرشح القطري حمد بن عبد العزيز الكواري بفارق صوتين.
وهدف المنظمة الرئيسي هو المساهمة بإحلال السلام والأمن عن طريق رفع مستوى التعاون بين دول العالم في مجالات التربية والتعليم والثقافة لإحلال الاحترام العالمي للعدالة ولسيادة القانون وحقوق الإنسان ومبادئ الحرية الأساسية.
عن: الموقع الرسمي لمنظمة (اليونسكو)