د. محمد ساهي
أخذت وتيرة استعداد منتخب الشباب مَنحى تصاعدي تمهيداً للمشاركة في نهائيات كأس العالم دون 20 عاماً التي تضيّفها الأرجنتين للفترة ( 20 أيار - 11 حزيران 2023 ) بعد أن وضعت قرعة البطولة شبابنا في المجموعة الخامسة إلى جانب الأوروغواي وإنكلترا وتونس.
وعلى ما يبدو فإن الأمور تسير بصورة هادِئة منذ حصول شبابنا على وصافة بطولة كأس آسيا تحت 20 سنة في النسخة القارية 41 التي أحرز لقبها منتخب أوزبكستان (المضيّف) لأول مرّة في تاريخه بعد تغلّبه على شبابنا (1-0).
و لم يعكّر أو يكدّر صفو البيت الشبابي سوى الانتقادات التي طالت وطالبت مدرب المنتخب الشاب عماد محمد بإعادة النظر في بعض الأسماء التي دُعيت لتمثيل المنتخب وتجاهل غيرها! وأشّرت سهام النقد الإعلاميّة تحديداً على ظاهرة أبناء اللاعبين السابقين وفي مقدّمتهم محمد عماد محمد نجل المدرّب ، وأحمد صباح جعير ، ومصطفى باسم خميس وعباس عادل نعمة حيث أصبح المنتخب الشبابي ( عائلي الهوى )!
وغمَزَ ولمَّحَ أصحاب النقد إلى قضيّة المُجاملات والمحسوبيّات المتفشّية في الأوساط الرياضيّة ، وضرورة أن يتّسم ويتسلّح من يقود هذه الشريحة الشبابيّة بالشفافيّة والمهنيّة والمصداقيّة ، ويعد العمل مع شريحة الشباب والفتيان في مُختلف النشاطات والمجالات العلميّة والفنيّة والرياضيّة.. الخ) من أعقد وأخطر وأدقّ التحدّيات!
مكمن الخطورة يتعلّق بالتعامل مع الشباب الواعد واحتياجاته لمن يتّصف بالاحترافيّة والشفافيّة والمصداقيّة ، ويتفهَّم مُتطلَّباتهم وطموحاتهم واحتياجاتهم المُختلفة ، وأن يُرسِّخ في أذهانهم أن البقاء للأصلح ، وليس مُحقّاً على الدوام من يقول : فرخ البط عوّام أو أن هذا الشبل من ذاك الأسد ، فليس بالضرورة أن الأبناء على خُطى الآباء! وأن التعكُّز على أسماء من سبقوهم في الملاعب خطأ جسيماً.
قيل قديما: ليس الفتى من قال كان أبي.. إن الفتى من قال ها أنا ذا ، وعليه فإن على عماد محمد تدارك هذا الموضوع ومعالجته بمهنيّة وشفافيّة إذا ما أرادَ النجاح ، وكذلك الإسراع بحلّ الاشكالات المُتعلّقة بمشاركة اللاعبين المُحترفين زيدان إقبال وآلاي فاضل وألكسندر اوراها في المونديال الشبابي القادم عبر التنسيق مع الجهات ذات العلاقة إذ أن مشاركتهم تُمثِّل ضمانة الاستقرار الفنّي للمنتخب لما يتمتّعون به من خبرة وإمكانيات ومهارات هائلة.
نتمنّى لمنتخبنا الشبابي الطموح الاستعداد الجيّد في معسكر إسبانيا الحالي قبل الدخول في البطولة ، وزجّ توليفة قادرة على تشريف الكرة العراقية بالصورة التي تُعيد الى أذهان العرب وآسيا وحتى العالم مشاركات إيجابيّة لأجيال مُختلفة لنجومها السابقين في المونديال العالمي المُبهر.