TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > معالي الكلمة: حُكّام الكرة.. قصّةٌ لا تنتهي!

معالي الكلمة: حُكّام الكرة.. قصّةٌ لا تنتهي!

نشر في: 26 إبريل, 2023: 10:56 م

 عمـار سـاطع

لا أريد أن اعتبرها أزمة تتكرّر في كلّ موسم ، بقدر ما أتمنّى أن يُسدَل الستار على واقع أصبح يُشكّل هاجساً مُظلماً على الطواقم التحكيميّة في كلّ مباراة.. مثلما لا أرغب أبداً أن اتصوّر حجم تلك المشاكل والضغوطات التي يواجهها أهل الصفّارة بأنها مُفتعلة ، بقدر ما هو إلقاء باللائمة ، أو توقّع غير دقيق لقرارات تظهر في لحظات.

نعم.. تلك هي باختصار شديد ، قصّة الطواقم التحكيميّة لمباريات الدوري المُمتاز وغيرها من مسابقات محليّة ، تظهر دائماً مع اقتراب المنافسات من المرحلة النهائيّة وجولات الحسم ، إذ تصبح الهجمات على أسياد الساحة العنوان الأبرز من قبل الجماهير من جهة والكوادر الإدارية والتدريبيّة غير المسبوقة من جهة أخرى واللاعبين واعتراضاتهم غير المُبرّرة داخل المستطيل الأخضر وبطرق سلبيّة غير لائقة في أحيان كثيرة.

وفي تصوّرنا أن هذا كلّه سببهُ التفاعل الحاصل وربّما مُلخّص نابع من الواقع الكروي ، بل أنه الواقع الذي أصبح مُرتبطاً بمساحة الدوري وعمره الذي يشكّل حديث الشارع الرياضي نتيجة المؤازرة والتشجيع المُتعلّق والمرتبط بالولع في حُبّ الأندية المحليّة ، وربّما أن ذلك كلّه بات من ضمن أسباب الإثارة الفعليّة لمنافسات الدوري الذي يمرُّ في فترة انتعاش واضحة.

وفي الحقيقة أن هناك من ذهب بشكل أو بآخر الى ميدان التربّص لقرارات الحُكّام وراح ينتقص من امكانيّات حُكّامنا ومساعديهم ، بل يتّهم الكثير منهم ، وخاصّة الدوليين منهم ، بمجاملة ومُحابّاة فرق على حساب أخرى ، في وقت واجه البعض من حُكّامنا أسلوباً غير مقبول في التقليل من شأنهم والتنمُّر عليهم ، وكأنّ هناك اتفاقاً على ذلك من قبل الفرق التي تفقد النقاط أو تواجه الخسارة وربّما بسبب ركلة جزاء غير مُحتسبة أو بطاقة ملوّنة للاعب مهم أو احتساب حالة تسلّل يختلف عليهم نصف المشجّعين ويتّفق عليهم النصف الآخر!

أيها الإخوة.. أن تصل الحالة الى المُطالبة بطواقم تحكيميّة من خارج البلاد ، فهذا أعتبرهُ تأسيس غير مقبول لردود أفعال خاطِئة ، وكذلك الحال مع الدفع باتجاه مُعاقبة حُكّام يجتهدون خارجيّاً يتعرّضون لحملات داخليّة تُفقدهم التركيز وتُشتّت أذهانهم وتُسيء لسُمعتهم التحكيمّية ، في ظلّ وجود مجاميع تتعامل بعاطفتها ولا ترضى إلا بالفوز ، وتُسخِّر من مواد القانون وتُفسِّر حسب الأمزجة التي تراها قريبة من مصلحة فرقها.

بدلاً من أن يكون هناك صوتاً للقانون ، ومكاناً للحياد ، ومنطقاً للمساواة، يصبح الحُكّام الهدف الأسهل للنيل منهم ، كونهم الأداة الأقرب في إلقاء اللوم عليهم، ويصبح الحكم المُتسبّب في خسارة الفريق ـ أي فريق ـ بتعمّدٍ ، وأكثر من ذلك ، فإن هناك من يضع أسباب هزيمة فريقه على شمّاعة الحُكّام ومساعديهم نتيجة القرارات الظالِمة أو المُجحفة.

لا يُمكننا أن ننكر أبداً أنه لا توجد قرارات تحكيميّة خاطِئة ، ولكن علينا أن نعترف أن الحُكّام بشر ، والبشر مُعرّض للخطأ، خاصّة وأن القرارات تُتّخَذ بأجزاء الثانية وفي لحظات ملؤها الضغوطات ، وعليه فإن كرة القدم ، هي في الأصل لُعبة أخطاء ، أخطاء تدريبيّة فنيّة ، وأخطاء تقديرات تحكيميّة بقرارات ، وأخطاء لاعبين في الأديم الأخضر ، بينما ينتظر الجمهور فوز فريقه وتحقيق الانتصار بأي شكل من الأشكال.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram