اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > عام > التسلل نحو مكامن المرويات الشفوية

التسلل نحو مكامن المرويات الشفوية

نشر في: 29 إبريل, 2023: 11:14 م

ناجح المعموري

استقر مصطلح الاصول في التداول الثقافي وتوظيف الادب والانواع المتعددة، لكن هذا الحضور التداولي لم يصل بالمصطلح لتطبيقات في القراءة والتلقي واشار د. ناظم عودة خضر في كتابه الاصول المعرفية لنظرية التلقي.

للأصول معنين الاول معنى الجذور الممتدة في الزمن والثاني، المبادئ والقواعد التي تتحكم بنظرية ما. ودائماً ما تذهب كل جماعة متلقية للاتفاق حول قاعدة تمثل رأياً عاماً، يضع الحل ويلزم الاخرين بالاتفاق. ومثل هذه التوافقات تغذي المروي والمستمع له وتجعله مستجيباً للحركة والتجدد او السيرورة. وهذا يستدعي ان تتضح رغبات امتحان الطاقة الشخصية واختبار الدلالات حتى تتخذ مرويات الذاكرة الشعبية صفة افترض ما تكتمت عليه المروية ومثل هذا النوع من التلقي يستدعي التشارك وتتنوع التأويلات.

المتلقي المرويات الشفوية موقف ايجابي، بمعنى المشارك وابداء الرأي والملاحظات وتستدعي اهمية المروية الموقف الجمعي منها لحظة استماع الجماعة لها، التدخل الذي يتمظهر عن اقتراح حذوف او اضافة وهذا يتم بفعل التقادم واختراق الزمن للمروية.

اتساع نظام الجماعة والتمسك به كنوع من التقاليد الاجتماعية والثقافية يضفي على الاستماع طابعاً ممثلاً لروح الجماعة والتزامها بالمعروف والمألوف وكل الموروثات المتوافرة بحيث تعيش المضافة جواً فريداً في مساءات الشتاء كل هذا الملامح ابتكارات الفرد الذي سعى من اجل الحكي ونجح في جذب الافراد والتشارك بالانصات وتحفيز من لديه ملاحظة او اضافة للتداخل ومنح ما هو ممكن لتطوير المحكي، ينفتح مجالاً يتسع لكل من يرغب بحيث تتجول المروية المركزة والتي لا تستغرق وقتاً طويلاً الى نشوء نوعا من التواجد بين الحضور، او يساهم الجدل، والتصويب والاستعانة بما هو معروف عن الحكاية عبر شخوص في امكان بعيدة في فضاء يشترك بالخصائص ومنها التبادل بالحكي، او كتابة نصوص شعرية " الابوذية / الدرامي / وتبث للجميع، على ان تكون الاجابة شعراً مماثلاً للسؤال المرسل، ومثل هذه الظاهرة عرفتها الجماعات الريفية " وانا عشت فترة طويلة في هذه الاجواء منطقة السيروكية في ناحية الفلاحية / واسط عندما كنت مديراً لمدرسة البادية 1964// وما زالت ذاكرتي تستدعي صورة " كنبر " وهو يردد الاغاني المشفرة ويشارك بكشف الحجاب السري.

وله نصيب وافر في اقتراح حلول للغزيات الكامنة في الابوذية ويشترط على شخص مثل " كنبر " ان يكون شاعراً مقتدراً حتى تتضح مهارته بالإجابة شعراً على النص الشعري المرسل.

ومثل هذه الاجواء الواسعة التي لا تتسع لها المضافة الكبيرة التي تعيش ما يشبه الاحتفاء وتكريم الحضور ما اعتادت عليه العشائر من تضيف. ولمثل هذه اللقاءات ايام محددة محضر فيها كل من ساهم باقتراح حل للغز في النص الشعري ويتكفل " كنبر " ببث الرسالة اذا تعمل الاتفاق عليها.

وعشت جواً خاصاً من التنافس والاستعانة بكل من لديه امكانية، لان مثل هذه الاحتفالات تمنح كل واحد فرصة للمشاركة لان الجو العام يحفز كل مشارك بحضوره ان يساهم لوجود افتراض حل لكل ملفوظ، لأنه ينطوي على مسكوتات ومتكتمات عليها وهذا ينشط من يتوفر لديه قدرة على قول ما توصل اليه من افتراض تأويلي. وتعيش الرسالة الغزية بالشعر زمناً طويلاً ولا يتعطل تداولها الا في اللحظة التي تكشف شفراتها بواسطة الشعر ويعلن اسم الشاعر الذي التقط التكمين وسط الجماعة وبث علناً ما توصل اليه، اضفى على المكان والتبادل الشعري نوعاً من الحراك الذي ينعش آلية التواصل والاستمرار بالانشغال في فحص والمتستر عليه ودائماً ما تكون المرويات المتنوعة المنظومة باللغة العامية مستجيبة للتلقي والتأويل. لكني من خلال متابعتي الثقافي لم اجد اهتماماً ثقافياً بالأدب الشعبي وكأنه استحقاقه قليل. بينما الضرورات التي تستدعيها النصوص الادبية، الشعر / الحكايات / الامثال ذاتها التي يرنو اليها الادب الشعبي. يحتاج المعنى الكامن في النص يحتاج الى طاقة فاحصة ودرجة عالية من التلقي.

لان المعنى في النص الشعبي خاتل بالمكامن الدقيقة وكأن هذا التواجد من سماته التي تمنحه تعالياً واذا اردنا استعادة ما يدعم وجه النظر الثقافية هذه لابد من قراءة نصوص فدعة الزيرجية ومظفر النواب والحاج زاير. ان النص بحكم ما سبق ان رأينا من ضرورة استناداً الى سجل يتمثل في ما انتقى من انساق في ضوء العلاقة مع المحيط الاجتماعي والثقافي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

بعد ثلاثة عقود .. عباس الكاظم يعود بمعرض «خطوات يقظة» في الدنمارك

مذكرات محمد شكري جميل .. حياة ارتهنت بالسينما

بيتر هاجدو والسرد الصيني

عدد مجلة "أوربا" الخاص عن الأندلس .. نسمة هواء نقي في محيط فاسد

رمل على الطريق

مقالات ذات صلة

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟
عام

الشعر.. هل سيجد له جمهورا بعد مائة عام؟

علاء المفرجي هل سيجد الشعر جمهورا له بعد مائة عام من الان؟؟… الشاعر الأميركي وليامز بيلي كولنز يقول: " نعم سيجد، لأن الشعر هو التاريخ الوحيد الذي نملكه عن القلب البشري" فالشعر يعيش بين...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram