ترجمة: حامد أحمد
أفاد تقرير دولي بأن المزارعين العراقيين متفائلون بموسم حصاد وفير للحنطة العالم الحالي، مؤكداً أن ذلك بسبب امطار غزيرة وغير متوقعة التي شهدها البلد مؤخرا مع انتعاش السياحة في الاهوار.
وقال عبد المهدي، زعيم عشائري وصاحب مزرعة من محافظة واسط، بحسب تقرير لموقع (ناشنال الاخباري)، ترجمته (المدى)، "لقد رزقنا الله هذا الموسم بأمطار غزيرة".
وأضاف التقرير، أن "العراق الذي يعتمد اعتمادا كبيرا على الزراعة كان قد مر بفترة جفاف وقلة هطول امطار لعدة سنوات مما أجبر ذلك مزارعين لتقليص حجم الأراضي المزروعة".
وأشار، إلى أن "سبب ندرة وشحة المياه يعود لتبعات التغير المناخي وتشييد بلدان الجوار لسدود ضخمة على منابع الأنهر". وأوضح التقرير، أن "ذلك قلل من مناسيب تدفق المياه في نهري دجلة والفرات، وما زاد الوضع تعقيدا هو سوء إدارة الموارد المائية واستخدام أساليب مضى عليها الدهر في ري الأراضي الزراعية".
وبين التقرير، أن "مرحلة الجفاف كان لها أثرها السلبي الكبير على قطاع الزراعة في البلد الذي يعمل فيها قرابة ثلث سكان العراق البالغ تعداه 43 مليون نسمة".
ولفت، إلى أن "موسم زراعة الحبوب وبالأخص الحنطة يبدأ في تشرين الأول ويكون موعد الحصاد ما بين شهر نيسان وأيار، المواسم السابقة بدأت بأمطار قليلة وتناقص مناسيب مياه الأنهر".
ويقول المزارع عبد المهدي الذي قام هذا العام بزراعة ما يقارب من 4 آلاف دونم،
"كنا نتخوف من اننا لن نشهد امطارا كافية خلال هذا الموسم خصوصا".
وأضاف عبد المهدي، أن "أراضينا بعيدة من مصادر مياه النهر بمسافة 40 كم مما يجعل ضخ المياه أمر صعب جداً، الحمد لله الامطار هذا العام كانت أكثر من كافية ولم نكن بحاجة لجلب مياه من النهر."
وقال مدير زراعة محافظة واسط، اركان مريوش، ان "الأراضي الزراعية في واسط قد تقلصت عبر الثلاث سنوات الماضية من 1.5 مليون دونم لتصل الى ما يقارب من 500 ألف دونم فقط خلال العام الماضي".
وتابع مريوش، أن "المواسم الزراعية السابقة كانت صعبة والتحديات كانت كبيرة بسبب شحة المياه وتأخير في الدعم الحكومي، لاسيما خلال فترة الانسداد السياسي التي استمرت لمدة سنة لتشكيل الحكومة بعد انتخابات تشرين الأول 2021".
وأشار مريوش، إلى أن "موسم الامطار حالما بدأ بالعودة في أواخر شهر تشرين الثاني فان الأراضي المعدة للزراعة قد توسعت لتصل الى 912 ألف دونم".
ومضى مريوش، إلى أن "انتاج محافظة واسط من الحنطة من المتوقع ان يصل هذا العام لـ 850 ألف طن على الأقل بعد ان كان بحجم 600 ألف طن العام الماضي". من جانبه، توقع الناطق باسم وزارة الزراعة، محمد الخزاعي، "ارتفاع انتاج العراق الكلي من الحنطة هذا العام الى ما يقارب من خمسة مليون طن بعد ان كان بحدود 4.23 مليون طن خلال الموسم الزراعي 2021-2022".
وتابع الخزاعي، أن "هذا سيغطي معظم الاستهلاك المحلي للحنطة، هذا الموسم كان خارج نطاق التوقعات بحيث اننا لم نستخدم احتياطنا الستراتيجي من المياه".
وأكد التقرير، أن "العراق يحتاج ما بين 4.5 مليون الى 5 مليون طن من الحنطة سنويا لتجهيز برنامج البطاقة التموينية". وأورد، أن "المحصول المحلي من الحنطة غالباً ما يخلط مع ما يتم استيراده من استراليا وكندا والولايات المتحدة لتغطية أي نقص في الإنتاج المحلي". ويواصل التقرير، أن "العراق كان قد واجه شحة في المياه لعدة سنوات، وقالت وزارة الموارد المالية في مستهل هذا العام بان العام 2022 كان من أكثر السنوات جفافا شهدها البلد منذ العام 1930".
ويسترسل، أن "وزارة الموارد المائية ذكرت هذا الأسبوع بان موسم الأمطار الغزيرة وزيادة تدفق المياه من تركيا عززا من احتياطيات مياه العراق في السدود والبحيرات بنسبة 30% منذ بداية هذا العام".
وأشار التقرير الى ان "موسم الامطار الغزيرة غير المتوقع كان له أثر إيجابي أيضا على منطقة اهوار العراق التي أدرجت في العام 2016 على لائحة التراث الدولي وذلك لتنوعها البيئي وعمقها الحضاري".
ونبه، إلى أن "المسطحات المائية في الاهوار كانت قد عانت خلال السنوات الأخيرة تدنيا حادا بمستوى المياه فيها واجبر الجفاف المئات من سكانها على الهجرة الى المدن بعد فقدانهم لمواشيهم ومصدرهم لصيد الأسماك".
واستدرك التقرير، أن "الامطار الغزيرة التي سقطت مؤخرا قد غمرت الاهوار بالمياه واعادت لها تنوعها البيئي من جديد".
وأفاد، بأن "سكان محليين وسياح أجانب بدأوا بالعودة لتسيير رحلات سياحية لمشاهدة جمال المناظر الطبيعية في الاهوار".
ويقول رعد الاسدي، ناشط بيئي ومؤسس منظمة الجبايش غير الحكومية التي ترعى شؤون البيئة في الاهوار، إن "الوضع الحالي في الاهوار يتحسن مع تغطية المياه مساحات واسعة في المنطقة".
وتابع الأسدي، أن "ما يقارب من 3 آلاف سائح زاروا الاهوار هذا العام بمعدل اسبوعي واغلبهم من الأجانب".
ومضى الاسدي، إلى أن "الكثير من عوائل المنطقة رجعوا لمساكنهم في الاهوار".
عن: موقع (ذي ناشنال) الاخباري
