 بغداد/ المدى

تواصل الجهات المعنية إجراءاتها لمتابعة إصابات الحمى النزفية، حيث بدأت فرق ميدانية برش الابقار والجاموس وتغطيس الأغنام لكل قطيع عراقي، مع انتقادات ابدتها جهات نقابية لوزارتي الصحة والزراعة، بكونهما لم تؤديا واجباتهما بشأن الوقاية من هذا المرض.

وقال وكيل وزارة الزراعة مهدي سهر في تصريحات صحافية تابعتها (المدى)، إن "دائرة البيطرة التابعة لوزارة الزراعة، شكلت فرقا بيطرية في المحافظات العراقية كافة، عدا إقليم كردستان".

وتابع سهر، أن "عمل هذه الفرق هو رش الأبقار والجاموس وتغطيس الأغنام والماعز لكل القطيع العراقي".

وأشار، إلى أن "ذلك يأتي بعد إعلان وزارة الصحة تسجيل 30 إصابة بالحمى النزفية، بينها 7 وفيات منذ مطلع العام الحالي".

ولفت سهر، إلى أن "العمل الحالي ينصب على إعادة الرش والتغطيس للبؤر المرضية، وتستمر بعد 14 يوما من الرشة الأولى".

وتحدث، عن "إجراء نطاق بمستوى 15 كم بإمكان تواجد الحيوانات ومنع حركتها أو خروج اللحوم الحمراء من البؤر المرضية، وتبليغ جميع المحافظات والجهات الأمنية والبلديات بمنع ظاهرة الجزر العشوائي وفق المادة 22 لسنة 1972 والمادة 105 لسنة 1989 الخاصتين بذبح الحيوانات".

وأكد سهر في الوقت ذاته، "إجراء الرش للحيوانات والحظائر وأماكن تواجد القراد، وإقامة ندوات تثقيفية للمربين والقصابين في المحافظات كافة".

ومضى سهر، الى "وجود تواصل مع قسم الأمراض الانتقالية في دائرة الصحة العامة بشكل يومي، ومع دوائر الصحة العامة في المحافظات بهدف الحد من انتشار الاصابات".

من جانبه، وقال عضو نقابة البيطريين العراقيين حازم البدري إنّ "وزارتي الصحة والزراعة تتحمّلان المسؤولية في عدم التخلص من المرض، بسبب إهمالهما الإجراءات الوقائية في عموم المحافظات".

وتابع البدري في تصريحات صحافية، أنّ "الجزر العشوائي، وساحات بيع المواشي، ووجود الحظائر لتربيتها داخل المدن، موجودة بكثرة، من دون أن تكون هناك أية ملاحقات قانونية لهؤلاء".

وشدد، على "عدم إمكانية أن يستمر هذا الإهمال لهذا الملف، والذي يدفع باتجاه استمرار تسجيل الإصابات وزيادتها".

وقال مدير شعبة السيطرة على الامراض الانتقالية في محافظة ذي قار التي تسجل أعلى نسبة من الإصابات، حيدر علي حنتوش، ان "المؤسسات الصحية سجلت عدداً من حالات اصابة بالحمى النزفية بينها وفيات".

وأضاف حنتوش، أن "معظم الاصابات تم تسجيلها في مناطق النصر والرفاعي في شمال الناصرية وواحدة قرب السجن الاصلاحي بالناصرية".

وأشار، إلى أن "المرض هو مرض فايروسي حيواني المنشأ وينتقل بصورة خاصة من خلال المواشي اذ تعتبر الحيوانات ناقلا للمرض ولا تتأثر به كثيراً".

ولفت حنتوش، إلى أن "المرض ينتقل عبر لدغة حشرة القراد المتطفل على الحيوانات المصابة وكذلك ينتقل الى الانسان عبر دم الحيوان المصاب".

وأكد، أن "مخاطر المرض تكون اشد على المتعاملين مع لحوم الحيوانات وهم مصابون بجروح اذ ينتقل من خلال ذلك".

وأورد حنتوش، أن "الفئات الاكثر عرضة للإصابة به هم مربو المواشي والقصابون إضافة إلى المتعاملين مع لحوم المواشي المصابة".

وتحدث، عن احتمالية "تعرض بعض النساء للإصابة نتيجة تقطيع لحوم طازجة لحيوان مصاب".

ويواصل حنتوش، ان "مكافحة حشرة القراد المتطفلة على المواشي هو أحد طرق الوقاية الاساسية"، مؤكدا ان "حشرة القراد تعد الناقل الاول للمرض".

ودعا، "اصحاب المواشي الى المبادرة بمكافحة حشرة القراد او مراجعة المستشفيات البيطرية لفحص مواشيهم وعدم الانتظار لحين قدوم الفرق البيطرية".

وقال حنتوش، "اما القصابون فتتطلب عملية الوقاية ارتداء الكفوف والنظارات واتخاذ المزيد من الاجراءات الوقائية التي من شأنها ان تحميهم من مخاطر الاصابة بالمرض". وطالب، "ربات البيوت اللواتي يتعاملن مع اللحوم الطازجة بصورة مباشرة باستخدام الكفوف او تبريد اللحوم قبل استخدامها في الطبخ".

وشدد حنتوش، على أن "مرض الحمى النزفية من الامراض الخطيرة التي تصل معدلات الوفيات فيها الى 40 بالمئة وان تجنب الاصابة به تستدعي الالتزام بالإجراءات الوقائية المطلوبة".

وعن مستوى التنسيق بين الدوائر الصحية والبيطرية، أشار، إلى "عقد اجتماع موسع في العاصمة بغداد وتقرر تنفيذ حملة وقائية واسعة لرش المبيدات"، مؤكدا "مباشرة الفرق البيطرية بتنفيذ مفردات هذه الحملة". والحمى النزفية مرض فايروسي ينتقل عبر الدواجن والماشية إلى الإنسان، ومن ثم تنتشر العدوى من شخص إلى آخر، وتبلغ معدلات الوفيات للمصابين به نحو 40%، بحسب منظمة الصحة العالمية.

يشار إلى أن وزارة الصحة كانت قد أكدت أن هذا المرض متوطن في العراق منذ عقود مع عدم وجود لقاح له، حيث شددت على ضرورة الوقاية والرصد المبكر من أجل العلاج منه.