بغداد/ زيدون الجيزاني
في اليوم العالمي لحرية الصحافة، تتوالى تهاني المسؤولين بعيد صاحبة الجلالة مع تأكيدهم وتقديمهم الضمانات بالحفاظ على حرية الكلمة في حين سجلت جمعية مختصة ارتفاعاً مخيفاً في أعداد الانتهاكات ضد حرية العمل الصحفي في العراق.
وقال الصحفي الدكتور محمد محي الموسوي لـ(المدى): ان "واقع حرية التعبير في العراق يشهد تراجعاً في ظل ارتفاع معدل الانتهاكات والقضايا المرفوعة ضد أصحاب الكلمة"، لافتاً الى "وجود جهل او عدم معرفة في العمل الصحفي من قبل بعض المسؤولين ومؤسسات الدولة للأسف، اذ تعد ما يكتب وينشر هو بالضد منها وما تحققه مما تسميه بـ"الإنجازات" في حين ان العمل الأساس لمهنة صاحبة الجلالة المسؤول هو تقويم عمل الأداء الحكومي ومتابعة كل القضايا التي تخص المواطنين".
وأضاف الموسوي: ان "أكثر ما يثير سخط الأوساط الصحفية هو دائماً تقييد الجرائم والانتهاكات وتسجيلها ضد مجهول"، مشدداً على ضرورة "كشف الجناة وتقديمهم الى العدالة وإنزال اقصى العقوبات الرادعة بحقهم".
ولفت، الى ان "نقابة الصحفيين العراقيين لم تتخذ اجراءات حقيقية لحماية الصحفيين وتترك الصحفي يواجه الدعوات القضائية في المحاكم الجنائية لوحده من دون اية مساعدة حتى ان قانون حماية الصحفيين بقي مجرد حبر على ورق".
في غضون ذلك، سجلت جمعية الدفاع عن حرية الصحافة في العراق "PFAA"، يوم الأربعاء، ارتفاعاً مخيفاً في أعداد الانتهاكات ضد حرية العمل الصحفي في العراق.
ووثقت الجمعية بحسب بيان تلقته (المدى)، "345 حالة بين اعتقال واحتجاز وتهديد وعرقلة تغطيات وضرب وإهانات قصدية، فضلا عن دعاوى قضائية وإجراءات حكومية أسهمت بالتضييق والمنع".
وأشارت إلى عدم خلو أية محافظة عراقية من تسجيل انتهاكات بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية، حيث جاءت بغداد في المرتبة الأولى بأكثر المدن تسجيلا للانتهاكات بواقع (85) حالة، وأربيل ثانية بتسجيل (74) حالة، تليها كركوك (30) حالة، والسليمانية (29)، والبصرة (27)".
وبحسب الجمعية، يبين حجم الانتهاكات مدى تراجع مستوى حرية الصحافة في العراق، تضاف إليها إجراءات هيئة الإعلام والاتصالات بحق الصحفيين الأجانب، وخضوعها للمزاج الحزبي في إغلاق أو إيقاف برامج أو مسلسلات.
من جانبه يقول الصحفي رائد المالكي لـ(المدى): ان "الصحفيين يتعرضون لتهديد خفي من مالكي وسائل الإعلام بعدم التعرض لشخصيات سياسية في البلد تربطهم بهم علاقات عمل أو قرابة، وفي بعض الاحيان يستخدم الصحفي من قبل مالك المؤسسة لضرب جهات بهدف ابتزازها ماليا وبالتالي يكون الصحفي في دائرة الخطر".
ويشير إلى أن "الصحفي العراقي مهدد بالخطف او القتل من قبل جهات مسلحة ترتبط بأخرى سياسية، فأن لم يسكت ويتراجع فرصاصة واحدة كفيلة بإنهاء مسيرته الإعلامية وحياته، وعلى سبيل المثال في عام 2020، اغتال مسلحون مراسل قناة دجلة أحمد عبد الصمد والمصور صفاء، لذلك فإن تكميم الأفواه والتضييق على الصحفيين لا يقتصر على التهديد الكلامي، بل يتعداه إلى القتل".
بدوره، حيا رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، جميع الصحفيين والإعلاميين، الذين يخدمون "الحقيقة" في اليوم العالمي لحرية الصحافة.
وكتب السوداني في تغريدة له على حسابه بتويتر: "نجدد التزامنا بحماية الحريات الصحفية، على وفق مبادئ القانون والدستور؛ لأنها عماد الديمقراطية الراسخة وجدارها الحصين".
وأضاف: "بهذه المناسبة، نجدّد تأكيدنا بأنّ الصحافة المهنية أفضل شريك لنا في تأدية ما علينا من استحقاقات وطنية خدمةً لشعبنا الكريم".
يشار إلى أن المنظمات الدولية تعد العراق من بين البلدان الأكثر خطراً لعمل الصحفيين في العالم.