متابعة المدى
نعى اتحاد الكُتاب العرب، امس الاول الجمعة، الكاتب السوري حيدر حيدر الذي توفي عن عمر ناهز 87 عاما تاركا سلسلة كبيرة من المؤلفات من بينها رواية "وليمة لأعشاب البحر.. نشيد الموت" التي أثارت الجدل قبل عقدين من الزمن ونددت بها مؤسسات دينية.
كما نعته وزارة الثقافة الفلسطينية قائلة إنه "من الكُتاب الذين نذروا أنفسهم دفاعا عن قضايا الأمة، وخاصة القضية الفلسطينية، حيث شارك بالمقاومة الفلسطينية من خلال دوره في الإعلام الفلسطيني الموحد واتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين في بيروت".
وأعلن خبر رحيله نجله مجد حيدر، صاحب دار "ورد" للنشر، على صفحته في فيسبوك بالقول: "الفهد غادرنا إلى ملكوته"، في إشارة لبطل روايته "الفهد" (1968)، التي تحولت إلى فيلم سينمائي بالاسم نفسه للمخرج السوري الراحل نبيل المالح.
ولد حيدر في قرية حصن البحر بمحافظة طرطوس عام 1936 حيث تلقى تعليمه الابتدائي ثم انتسب إلى معهد المعلمين التربوي في مدينة حلب قبل أن ينتقل للعاصمة دمشق ويبدأ في الكتابة لعدد من الدوريات. شارك في تأسيس اتحاد الكتاب العرب في دمشق عام 1968 وكان عضوا في مكتبه التنفيذي.
في العام 1970 غادر دمشق إلى الجزائر ليشارك في ثورة التعريب أو الثورة الثقافية، كما يسمّيها الجزائريون، وعمل مدرّساً في مدينة عنّابة، في الوقت الذي كان يواصل فيه الكتابة والنشر في الدوريّات العربية. في العام 1974 عاد من الجزائر إلى دمشق، ليستقيل من التعليم ويهاجر إلى لبنان. مع بداية الحرب اللبنانية التحق حيدر بالمقاومة الفلسطينية، وعمل في إطار الإعلام الفلسطيني الموحّد واتّحاد الكتّاب الفلسطينيين في بيروت.
بعد رحيل المقاومة الفلسطينية عن بيروت، في العام 1982، إثر الاجتياح الإسرائيلي، توجه إلى قبرص ليعمل مسؤولاً عن القسم الثقافي في مجلة "صوت البلاد" الفلسطينية، قبل أن يعود إلى سوريا ليتفرغ للعمل الأدبي.
وقام حيدر، خلال إقامته في قبرص، بإصدار روايته الأكثر إثارة للجدل باسم "وليمة أعشاب البحر"، والتي استغرق في كتابتها 10 سنوات.
أصدر مجموعات قصصية منها "حكايا النورس المهاجر" و"الفيضان" و"الوعول" لكن روايته "وليمة لأعشاب البحر: نشيد الموت" التي صدرت في 1983 أثارت الكثير من الجدل عند إعادة طبعها عام 2000 في القاهرة، لما اعتبر مساسا بالدين الإسلامي وعبارات تخدش الحياء، وقامت الحكومة المصرية بمصادرة الرواية بعد شهر من نشرها في السلسلة الروائية التي تصدرها هيئة الكتاب في مصر.
دور أحداث رواية " وليمة لاعشاب البحر " حول قصة مناضل شيوعي انتقل من أهوار العراق إلى بونة بالجزائر، حيث شهد ضياع الثورتين وأفول الحلم الشيوعي ودماء ابنائه في خضم الاضطرابات السياسية، ووصف نقاد الرواية بأنها متاهة سريالية.
وحصل حيدر على درع غسان كنفاني للرواية العربية عام 2022، كما نال جائزة مهرجان لوكارنو في سويسرا وجائزة مهرجان دمشق للسينما الجديدة.