TOP

جريدة المدى > سياسية > حمى الصراع السياسي تصيب الأقليات: خلافات حادة تجتاح الكتل المسيحية

حمى الصراع السياسي تصيب الأقليات: خلافات حادة تجتاح الكتل المسيحية

نشر في: 13 مايو, 2023: 11:57 م

 بغداد/ حسين حاتم

ما بين مؤيد ومعارض، شهدت ساحة التحرير وسط العاصمة، مساء أمس الأول الجمعة، وقفة تضامنية هي الأولى من نوعها للمكون المسيحي، تأييدا للكاردينال لويس ساكو بعد الاتهامات من قبل بعض الأطراف، ورفضا من طرف اخر.

ويقول النائب السابق عن المكون المسيحي يونادم كنّا في حديث لـ(المدى)، إن "ما حدث أمس الاول الجمعة في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، هو وقفة تضامنية تأييدا للكاردينال لويس ساكو بعد الاتهامات من قبل بعض الأطراف".

وأضاف كنّا، ان "الوقفة الاحتجاجية قُوبلت بالضد من قبل عناصر تابعة لكتلة بابليون (هي الجناح العسكري للحركة المسيحية في العراق وإحدى تشكيلات الحشد الشعبي)".

وأشار، الى أن "تلك العناصر هُددت بالفصل من دوامهم الرسمي في حال رفضهم المشاركة"، مبينا أن "هناك من خرج بالضد من ساكو مقابل مبلغ من المال".

ولفت كنّا الى، أن "كتلة بابليون استخدمت الحشد الشعبي لأغراض سياسية ومصالحهم الشخصية والحزبية"، مضيفا أن "قوات حفظ الامن والنظام تدخلوا لمنع حدوث اية صدامات بين الطرفين".

وأوضح، أن "ما حدث من حملة ضد الكاردينال لويس ساكو مرفوض ومعيب"، لافتا الى أن "سكوت الحكومة والكتل السياسية التابعة للاطار التنسيقي مستغرب جداً، ويتحملون جزءاً من المسؤولية كونهم حلفاء مع كتلة بابليون".

وحاولت (المدى) الاتصال بكتلة بابليون الا انها عجزت عن الحصول على اية معلومة، تؤكد او تنفي حديث الرافضين للإساءة الى الكاردينال لويس ساكو.

بدوره، يقول المراقب السياسي أحمد الابيض، إن "من خرجوا بالضد من ساكو هم عبارة عن أدوات، بيد احزاب سياسية استولت على املاك المسيحيين".

وأضاف الابيض، أن "الهجمة ضد الكاردينال لويس ساكو، هدفها تفتيت النسيج الوطني، واسكات الاصوات العراقية والتي من ضمنها ساكو ومطالباته بحقوق المسيحيين".

ومع ذلك، فإن الخلاف الذي تفجر بين المسيحيين مؤخراً، والذي وصل إلى مرحلة إصدار مذكرة استقدام بحق أكبر رمز مسيحي في البلاد (البطريرك لويس ساكو) قبل أن يقوم القضاء الأعلى بإلغائها، يتواصل الآن عبر تبادل الاتهامات بين ساكو والكلداني، الأمين العام لحركة بابليون.

ففي هجوم غير مسبوق، كال البطريرك لويس ساكو الاتهامات إلى الكلداني ووزيرة الهجرة إيفان فائق، التابعة للحركة، قائلا: "ريان الكلداني قام بسرقة أملاك المسيحيين في بغداد ونينوى وسهل نينوى، ويحاول شراء رجال الدين المسيحي بمساعدة امرأة وضعها بمنصب وزير (يقصد وزيرة الهجرة)".

وأشار إلى أن "الكلداني ليست لديه أهلية لقيادة المسيحيين، ويريد السيطرة على المسيحية في العراق، وهو استحوذ على (كوتا) المسيحيين في الانتخابات".

من جانبه، قال الأمين العام لحركة بابليون ريان الكلداني إن "لويس ساكو بعدما قضى الأسبوعين الماضيين يصرف وقتنا ووقت الرأي العام ببيانات من أكاذيب يكرر دائماً ما يقول".

وأضاف الكلداني في بيان له أن ساكو "أمضى، وهو بالأسلوب نفسه، مقولات متكررة ومتشابهة"، معتبراً أن "مشكلته مع مَن باعه وخرج في التلفاز، ما علاقتنا بذلك؟ مشكلته مع تنشئتنا الكنسية، وهل هذا قول مسؤول وجائز؟ تهجم على الطوائف المسيحية الأخرى، وهذا ما سيحاسبه وحده عليه (الفاتيكان)".

ولفت الكلداني إلى أنه يقول: "علينا احترام الثوب الكنسي، ونحن نرد بأن يحترمه هو؛ مضى أسبوعان ونحن نرد بالتالي: هاجمنا، فدعوناه لمناظرة علنية"، مضيفاً: "رد الدعوة بالتهجم الشخصي، ورددنا باحترام نفسنا، ما ذنبنا إذا قام عليه المطارنة؟ وما ذنبنا إذا قام عليه رجل في الإعلام؟ مشكلته مع سوانا، ولكنه لا يقوى على التهجم إلا علينا".

وبشأن دعوة الكلداني له إلى مناظرة علنية، قال ساكو في مؤتمر صحفي: "أنا مرجع ديني، حالي كحال السيد علي السيستاني، ولا أسمح لنفسي بمناظرة شخصية كريان الكلداني لا ترتقي لأبجديات الحديث"، لافتاً إلى أن "السياسة الحالية قسمت المسيحية كما قسمت الشيعة والسنَّة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

اقتراب الانتخابات يشعل حرب
سياسية

اقتراب الانتخابات يشعل حرب "الدعاوى القضائية" بين الرئاسات والمحافظات

بغداد/ تميم الحسن تصاعدت منذ مطلع العام الحالي موجة نادرة من "النزاعات القانونية"، بدأت من المحافظات وانتقلت إلى الرئاسات. وتظهر هذه الموجة انقسامات سياسية حادة، فيما تتحرك تحت تأثيرات "الدعاية الانتخابية". وحتى اللحظة، لم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram