بغداد/ تميم الحسن
مرة جديدة تعود الاتهامات ضد التيار الصدري بتحريك الشارع بعد يوم من فضح زعيم التيار مقتدى الصدر مَن يعرفون بـ»اصحاب القضية» بتلقي الدعم من «المليشيات والفاسدين».
وصعّد متظاهرون مساء الاثنين مستوى الاحتجاجات الى حرق الاطارات وقطع الشوارع مطالبين بالتعيين.
وحدث هذا بعد ساعات فقط من اول صدام مسلح من نوعه بين قوات الشرطة واحد الفصائل منذ تشكيل حكومة الإطار التنسيقي، فيما لم تعلق السلطات على الحادث حتى الان.
ومنذ ايام تحاول الاحزاب المهيمنة على البرلمان تجنب التصعيد الكلامي تمهيدا لتمرير الموازنة والتي يتوقع ان تفجر خلافات اثناء وبعد اقرارها.
بالمقابل بدأت قوائم التغييرات التي طالت المدراء العامين تنتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث نشرت حتى الان قائمة بأكثر من 50 مديراً.
وكان يتوقع ان تطلق قرارات رئيس الحكومة محمد السوداني صافرة بداية الخلافات خصوصا إذا ما تمت الاطاحة بوظائف الصدريين في الدولة.
ويرجح سياسي قريب من «الإطار» في حديث لـ(المدى) ان «تحركات التيار الاخيرة في الشارع هي بسبب ما يجري من تغييرات».
ويقول الصدريون انهم يشغلون نحو 115 وهي لا تساوي سوى 6% من حجم الدرجات الخاصة، فيما يزعم الإطار التنسيقي ان الاول يسيطر على 60% من تلك الدرجات.
واول أمس تبادل أنصار التيار و»الإطار» الاتهامات حول ما جرى في جنوبي بغداد من استخدام فصيل تابع للحشد الشعبي السلاح ضد القوات الامنية، ومن ثم الاحتجاجات التي جرت في مدينة الصدر.
واعتبر السياسي الذي طلب عدم نشر اسمه ان «هناك خرقا من الصدريين او دعما لتظاهرات سلم الرواتب وقبلها الدولار ثم المحاضرين المجانيين».
وقررت أمس مجموعة المتظاهرين من المحاضرين الاستمرار بما أسمتها «الثورة السلمية» والتجمع غدا (اليوم) الاربعاء في ساحة التحرير، بحسب بيان لممثل المحتجين مالك هادي.
وقال هادي في بيان نشر على كروب خاص بمحاضري الرصافة الثالثة على فيسبوك: «الى كل الأحبة المظلومين المهمشين من ملحق الرصافة الثالثة فلنستمر بالثورة السلمية الغاضبة».
واضاف متحدثا الى المحاضرين، «لست مهما اطلاقا ان تم اغتيالي او اعتقالي وانما الاهم هي حقوقكم فلا تتكاسلوا ولا يدخل في قلوبكم الخوف من اعمال الترهيب والقمع».
وكان ممثل المحاضرين في مدينة الصدر قد سحب المحتجين من الشوارع في تظاهرات استمرت حتى فجر أمس الاثنين، بعد انباء عن إطلاق الرصاص الحي ضد المتظاهرين وعمليات حرق للإطارات والاشجار.
وقال هادي مالك اول أمس على صفحته: «حركتوا المستشفيات وما مستشفى ابن الخطيب ببعيد وتلك المجزرة التي افتعلتموها آنذاك وليس تفجير ابراج الطاقة ببعيد عنكم يا مرتزقة واليوم تتباكون على حرق شجرة وتركتم الاصابات المباشرة لعشرات من المحاضرين والاداريين والان هم راقدون في المستشفيات».
وكانت مقاطع فيديو قد نشرت على منصات التواصل الاجتماعي قد اظهرت اصوات إطلاق الرصاص بالقرب من تجمعات المحتجين.
واتهم الناشط سلام الحسيني فصيلا لم يذكر اسمه يدعم ما يسمى بـ»اصحاب القضية» الذين يدعون ان الصدر هو الامام المهدي، بـ»شيطنة تظاهرات المحاضرين».
وقال الحسيني على تويتر: «فصيل مسلح بعد كشف تورطه بدعم المنحرفين عقائديا يعمل على شيطنة تظاهرات محاضري مدينة الصدر».
واشار الى ان تلك المجموعة تقوم: بـ»توجيه مندسيه لحرق النخيل فقط وتصوير الحرق(...) ثم اتهامهم بكونهم تابعين للصدريين».
واعتبر الحسيني ان تلك الافعال هي رد فعل على فضيحة ارتباط «أصحاب القضية» بالمندسين لتأليب الشارع ضد المحاضرين وسلبهم التعاطف الشعبي حتى يتم التجاهل عن إدراجهم في الموازنة.
وكانت منشورات قد تداولت يوم الاحد الماضي على مواقع التواصل الاجتماعي من ممثلي المحاضرين في الرصافة الثالثة للتظاهر والاعتصام مع لبس الاكفان (على طريقة التيار الصدري) يوم غد الاثنين (اول أمس) لحين اقرار الموازنة.
وطالبت المنشورات بـ»الاستنفار الشامل المطلق مع لبس الاكفان يوم غد الاثنين الساعة الخامسة عصرا، ويكون التجمع في منطقة العلاوي مع جلب سجادة ووجبة طعام بسيط».
وبحسب المنشورات، قرروا «افتراش الارض لحين اقرار الموازنة مع خطوات مؤثرة جدا سنتخذها بيوم التظاهرة»، مطالبين «نواب مدينة الصدر وشرق القناة بالوقوف الجدي والحقيقي معهم».
وكان مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري قد أعلن قبل يوم من تظاهرات المدينة، عن الغاء احياء ذكرى اغتيال والده واغلاق مرقده في النجف كعقاب لـ»اصحاب القضية».
واعتبرت اوساط الصدر ان هذه المجموعة تعمل على تشويه سمعة التيار وبانها كانت تخطط لإحداث فوضى في النجف او جر الامور الى اشتباكات مسلحة.
وقال الصدر في خطاب مسجل مساء الاحد ان من يدعم «اصحاب القضية» هم: «من الفاسدين والميليشيات الوقحة وأشباههم».
وقبل احداث مدينة الصدر كانت مواقع الكترونية تابعة للتيار قد شنت هجوما على أطراف في الإطار التنسيقي بسبب اشتباكات جرت في مدينة الدورة جنوبي بغداد.
واتهمت هذه المواقع كتائب حزب الله المنضوي في الحشد، بإجراء عمليات «تغيير ديمغرافي» في جنوبي العاصمة.
وقال حيدر البرزنجي المعروف بقربه من «الإطار» ان ما جرى في الدورة صباح الاثنين هو «سوء فهم على ارض خصصت لشهداء الحشد الشعبي» في منطقة البوعيثة في الدورة.
وحتى الان لم يصدر اي توضيح من الحكومة على مشاهد الاشتباكات بين الشرطة الاتحادية وعناصر «حزب الله» التي نشرت في عدة صفحات الكترونية، واكدها شهود عيان في المنطقة.
واكتفت وزارة الداخلية بنشر بيان عن تفقد قائد الشرطة الاتحادية لجريحين في مستشفى الشيخ زايد، وسط بغداد، يتوقع انهما جرحى اشتباكات البوعيثة.
وفي تلك الاثناء رفعت دعوى من أحد المحاميين الى جهاز الادعاء العام ضد النائب المستقل سجاد سالم بعد ساعات من تعليقه على احداث الدورة.
واتهمت عريضة الدعوى النائب بـ»التطاول» على الحشد ووصفهم بـ»المليشيات وقصف منزل رئيس الوزراء السابق».
وقال سالم، في تغريدة على تويتر عقب الاشتباك الاول بين الشرطة والفصائل منذ تشكيل حكومة السوداني: «كل الدعم لقواتنا الأمنية في مواجهة فصيل مسلح مستهتر بالدم والمال العام».