TOP

جريدة المدى > آراء وأفكار > أولويات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لهذا العام..

أولويات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لهذا العام..

نشر في: 21 مايو, 2023: 10:13 م

ثيو نينسيني *

ترجمة: عدوية الهلالي

خلال خطابه أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، تحدث الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية عن وضعه القيادي في المنطقة الوسطى من العالم. فهذه المنطقة ذات أهمية حاسمة للمصالح الأمنية الأمريكية، لأسباب ليس أقلها احتياطياتها من النفط والغاز. ومع ذلك، فإنها تواجه أيضًا العديد من التحديات، بما في ذلك وجود إيران والجماعات الإرهابية المتطرفة العنيفة.

ويهدف هذا التحليل إلى فحص النقاط الرئيسية التي أثيرت في بيان الجنرال كوريلا بالتفصيل وتقييم تداعيات موقفه على الأمن القومي للولايات المتحدة في المنطقة الوسطى من العالم. فهذه منطقة مهمة للغاية بالنسبة للمصالح الأمنية الأمريكية. لأنها موطن لأكثر من 50٪ من احتياطيات النفط في العالم و 40٪ من احتياطيات الغاز الوطنية. وهذا الجزء من العالم هو موطن لأربعة من أكبر خمسة منتجين للنفط في أوبك، وهم العراق والكويت والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

فماهوموقف القيادة المركزية الأمريكية وأولوياتها الإستراتيجية في مواجهة التحديات الأمنية في المنطقة الوسطى من العالم؟ وماهي الحلول المقترحة للتعامل معها، لا سيما في محاربة التنظيمات المتطرفة العنيفة والتهديد الإيراني؟ وكيف تخطط القيادة المركزية الأمريكية للتعاون مع قوات الأمن المحلية والإقليمية، وكذلك مع الشركاء الدوليين لضمان الأمن في المنطقة؟ أخيرًا، كيف نمنع التطرف ونمنع عودة داعش؟

وتعد القيادة المركزية الأمريكية، الضامن لأمن الولايات المتحدة في المنطقة الوسطى من العالم فهي القيادة العسكرية للولايات المتحدة المسؤولة عن الأمن والدفاع عن مصالح الولايات المتحدة في منطقة تمتد من آسيا الوسطى إلى مصر، بما في ذلك شبه الجزيرة العربية.وهذه المنطقة ذات أهمية استراتيجية بالنسبة للولايات المتحدة، لا سيما بسبب احتياطياتها من النفط والغاز، ولكن أيضًا لأنها مسرح للصراعات الإقليمية والتوترات السياسية ووجود الجماعات الإرهابية.

وتعتبر إيران أحد التهديدات الأمنية الرئيسية للولايات المتحدة في المنطقة الوسطى من العالم. وبالتالي تهدف القيادة المركزية إلى ردع إيران عن مواصلة أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، مثل دعم الجماعات المسلحة والإرهابية، وتطوير الصواريخ الباليستية والأنشطة النووية. وللقيام بذلك، تعمل القيادة المركزية الأمريكية عن كثب مع قوات الأمن المحلية والإقليمية، وكذلك الشركاء الدوليين، لعزل إيران والحد من نفوذها في المنطقة.

وتتمتع القيادة المركزية الأمريكية أيضًا بأولوية إستراتيجية لمواجهة المنظمات المتطرفة العنيفة العاملة في المنطقة الوسطى من العالم، مثل الدولة الإسلامية حيث تنفذ القيادة المركزية عمليات عسكرية ضد هذه المجموعات، وتعمل مع قوات الأمن المحلية والإقليمية، لإضعاف قدرتها على تنفيذ عمليات إرهابية وتجنيد النشطاء.

وبالإضافة إلى مواجهة المنظمات المتطرفة العنيفة وردع إيران، تواجه القيادة المركزية الأمريكية أيضًا منافسة متزايدة من روسيا والصين في المنطقة. ويسعى كلا البلدين إلى تعزيز نفوذهما في المنطقة من خلال تطوير الشراكات الاقتصادية وتزويد دول المنطقة بالأسلحة والتقنيات المتقدمة. وتتواجد روسيا في سوريا حيث تدعم نظام بشار الأسد، بينما أصبحت الصين لاعبًا اقتصاديًا رئيسيًا في المنطقة من خلال الاستثمار بكثافة في البنية التحتية والموارد الطبيعية،وقد تؤدي هذه المنافسة المتزايدة مع موسكو وبكين إلى تصعيد التوترات وتصعيد النزاعات في المنطقة، وهو ما يمثل تحديًا كبيرًا للقيادة المركزية الأمريكية.

علاوة على ذلك، تعتبر إيران أحد التحديات الأمنية الرئيسية للولايات المتحدة في المنطقة المعنية. ويشتبه في أن البلاد تسعى إلى تطوير برامج أسلحة نووية وصواريخ باليستية، مما يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن الولايات المتحدة وحلفائها. اضافة الى ذلك، تدعم إيران بنشاط الجماعات والميليشيات الإرهابية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، مما ساعد على زعزعة استقرار المنطقة. وكان لسياسة "الضغط الأقصى" التي تمارسها الولايات المتحدة على إيران منذ 2018 تأثيرا كبيرا على الاقتصاد الإيراني، لكنها فشلت في جعل البلاد تستسلم لبرامجها النووية والصاروخية. ويمثل هذا الوضع تحديًا كبيرًا للقيادة المركزية الأمريكية، التي يجب أن تحافظ على موقف رادع ضد إيران مع تجنب التصعيد العسكري في المنطقة.

أخيرًا، تظل مكافحة المنظمات المتطرفة العنيفة إحدى الأولويات الإستراتيجية للقيادة المركزية في المنطقة. وعلى الرغم من خسارة تنظيم الدولة الإسلامية للأراضي في العراق وسوريا، إلا أنه لا يزال موجودًا كخلايا نائمة وجماعات تابعة في المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، لا تزال الجماعات الإرهابية الأخرى، مثل طالبان، تشكل تهديدًا أمنيًا للمنطقة.

وتُعد مواجهة المنظمات المتطرفة العنيفة تحديًا معقدًا يتطلب اتباع نهج متعدد الأبعاد يتضمن جهودًا دبلوماسية واقتصادية وعسكرية. وتعمل القيادة المركزية الأمريكية عن كثب مع قوات الأمن المحلية والإقليمية لمواجهة هذه الجماعات، مع تطوير استراتيجيات لمنع التطرف وتحقيق الاستقرار على المدى الطويل في المنطقة.

ولمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة الوسطى من العالم، شددت القيادة المركزية الأمريكية على ضرورة العمل بالتعاون مع قوات الأمن المحلية والإقليمية.وهذا التعاون ضروري لضمان أمن المنطقة ولمواجهة التهديدات المنبثقة عن المنظمات المتطرفة العنيفة مثل داعش.وفي هذا السياق، عملت القيادة المركزية الأمريكية بشكل وثيق مع شركاء إقليميين مثل المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة لبناء قدرات قوات الأمن المحلية والإقليمية وضمان التنسيق الفعال للعمليات الأمنية.

وإلى جانب العمل مع قوات الأمن المحلية والإقليمية، شددت القيادة المركزية الأمريكية أيضًا على أهمية التعاون الدولي لمواجهة التحديات الأمنية في المنطقة. وفي هذا السياق،عملت القيادة المركزية الأمريكية بشكل وثيق مع شركائها الدوليين لتعزيز الأمن في المنطقة. وعلى سبيل المثال، عملت الولايات المتحدة مع حلفائها في الناتو لمواجهة المنظمات المتطرفة العنيفة في أفغانستان والعراق. وعملت القيادة المركزية الأمريكية أيضًا مع روسيا لمواجهة الجماعات الإرهابية في سوريا، على الرغم من أن العلاقات مع روسيا لا تزال متوترة بسبب المنافسة الاستراتيجية.

أخيرًا، سلطت القيادة المركزية الأمريكية الضوء على أهمية منع تطرف الأطفال في المنطقة الوسطى من العالم فغالبًا ما يتم استهداف الأطفال من قبل المنظمات المتطرفة العنيفة لتجنيدهم وتطرفهم. ولمنع تطرف الأطفال، عملت القيادة المركزية الأمريكية مع المنظمات غير الحكومية والشركاء المحليين لتقديم برامج تعليمية وأنشطة اجتماعية إيجابية للأطفال في المنطقة.وعملت القيادة المركزية الأمريكية أيضًا مع الحكومات المحلية لتثقيف السكان المحليين حول مخاطر التطرف ومواجهة دعاية المنظمات المتطرفة العنيفة.

*باحث متخصص في الشرق الاوسط

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

وراء القصد.. ولا تيفو.. عن حمودي الحارثي

شعراء الأُسر الدينية.. انتصروا للمرأة

العمودالثامن: فاصل ونواصل

العمودالثامن: ذهب نور وجاء زيد

العمودالثامن: حين يقول لنا نور زهير "خلوها بيناتنه"!!

العمودالثامن: لماذا يكرهون السعادة؟

 علي حسين الحزن والكآبة والتعوّد على طقوسهما، موضوع كتاب صدر قبل سنوات بعنوان "ضدّ السعادة"، حشد فيه مؤلفه إيريك جي. ويلسون جميع الشواهد التي ينبغي أن تردعنا عن الإحساس بأي معنى للتفاؤل، فالمؤلف...
علي حسين

كيف يمكننا الاستفادة من تجارب الشعوب في مجال التعليم؟

محمد الربيعي (الحلقة 3)التجربة الكوريةتجربة كوريا الجنوبية في التعليم تعتبر واحدة من أنجح التجارب العالمية فقد استطاعت أن تحقق قفزة نوعية في مسارها التنموي، فحوّلت نفسها من دولة فقيرة إلى قوة اقتصادية عظمى في...
د. محمد الربيعي

مركزية الوهم العربي: بين الشعور بالتفوق ونظريات المؤامرة

قحطان الفرج الله مفهوم "المركزية" الذي يقوم على نزعة الشعور الجارف بتفوق الأنا (سواء كانت غربية أو إسلامية) وصفاء هويتها ونقاء أصلها. بحسب الدكتور عبد الله ابراهيم الناقد والمفكر العراقي، الذي قدم تحليلًا معمقًا...
قحطان الفرج الله

تفاسير فظيعة في تفخيذ الرضيعة

حسين سميسم وجد الفقهاء أن موقفهم ضعيف في تشريع سن الزواج، نظرا لضعف الروايات التي اعتمدوا عليها، اضافة الى خلو القرآن من نص صريح يوضح ذلك، فذهبوا إلى التفسير بحثا عن ضالتهم، ووجدوا في...
حسين سميسم
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram