TOP

جريدة المدى > سياسية > خطة وزارية لمواجهة شح المياه.. ومراقبون: أزمة خانقة تلوح بالأفق

خطة وزارية لمواجهة شح المياه.. ومراقبون: أزمة خانقة تلوح بالأفق

نشر في: 22 مايو, 2023: 10:52 م

 بغداد/ فراس عدنان

تتواصل جهود وزارة الموارد المائية في الاستعداد إلى فصل الصيف ومواجهة الشح، لكن مراقبين أفادوا بأزمة كبيرة ستواجه البلاد خلال الأشهر المقبلة لم يظهر أثرها لغاية الوقت الحالي، مبينين أن جميع الحلول التي تتحدث عنها الجهات الرسمية لم تعالج أساس المشكلة، لاسيما على صعيد الحوار مع دول الجوار.

 

وذكر المتحدث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال، إن "وزارة الموارد المائية لديها خطة للتعامل مع أزمة شح المياه لاسيما خلال فصل الصيف المقبل".

وتابع شمال، أن "هذه الخطة تعتمد على أكثر من محور، الأول هو الذهاب لإنشاء خزانات للمياه وصيانة السدود الحالية فضلاً عن إنشاء سدود حصاد في المناطق التي تشهد هطول امطار".

وأشار، إلى أن "المحور الثاني هو إزالة التجاوزات على الأنهر والمضي بمشاريع كري الأنهر وتنظيف مجاريها لتأمين وصول المياه إلى مستحقيها".

ولفت شمال، إلى أن "المحور الثالث هو تحسين المشاريع الخاصة بالري واللجوء إلى الوسائل الحديثة التي تمنع هدر المياه". وقال المختص بالشأن المائي تحسين الموسوي، إن "تركيا تتعامل مع ملف المياه على أنه اقتصادي ولا تتقاسم مع العراق الضرر". وتابع الموسوي، أن "أزمة الجفاف في العراق لم تبدأ ذروتها التي ستكون خلال الأشهر المقبلة".

وأشار، إلى أن "هذه الأزمة ستكون مفجعة أكثر من الذي وصلنا إليه خلال الوقت الحالي"، مبيناً أن "رئيس الوزراء محمد شياع السوداني طالب المجتمع الدولي بمساعدة العراق لحل أزمة المياه".

وبين الموسوي، أن "المجتمع الدولي لن يتحرك من ذاته ويأتي إلى العراق، بل على الأخير بوصفه صاحب الحاجة أن يلجأ إلى هذا المجتمع". ونوه، إلى أن "نقص المياه له اثار خطيرة أولها المجاعة وانتشار الامراض وهشاشة المجتمع والتهديد القومي". ويرى الموسوي، أن "هذا الملف لم يتصدر ويكون أولوية رغم خطورته"، لافتاً إلى أن "الحلول التي تتعامل معها الحكومة هي ترقيعية تسهم في زيادة الضغط على المجتمع". ونفى، "وجود مفاوضات مع الجانب التركي الذي نتلقى منه أغلب مصادرنا المائية، بل هناك محادثات لا تسد الحاجة". وأفاد الموسوي، بأن "الذين يقودون هذا الملف ينتظرون رحمة السماء أو حلولا من دول الجوار، فالجانبين التركي والإيراني قد استغلا الوضع الحالي بالتعسف تجاه العراق".

ونوه، إلى أن "الخزين المتوفر حالياً لا يتجاوز الـ9 مليارات متر مكعب، وهو متدني جداً وشارف على النهاية".

ومضى الموسوي، إلى أن "العراق إضافة إلى هذه المشكلة لم يقم بأخذ الاحتياطات المناسبة من خلال تطوير وسائل العيش واستخدام الوسائل الحديثة في الزراعة".

ولا يتوقع المختص الآخر في الشأن المائي عادل المختار، "إيجاد حلول لأزمة المياه، لأن العراق مستمر بذات الآليات السابقة التي أسهمت في هدر كميات كبيرة".

وتابع المختار، أن "زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني إلى تركيا كانت ضعيفة، لأنها كانت في شهر اذار وشهدت طلب زيادة الاطلاقات، وكان من المفترض الانتباه إلى ان المنطقة تتعرض إلى أمطار خلال هذا الموسم، وسوف تضطر الجانب التركي إلى إطلاق المياه".

وأشار، إلى أن "السوداني كان الأجدر به أن يطلب إيقاف العمل بسد الجزرة، وتفعيل مذكرة التفاهم التي تنطوي على بندين مهمين الأول يلزم تركيا بمنح العراق حصته المائية، والثاني هو تقاسم الضرر". وبين المختار، أن "زيارة طلب اطلاقات المياه ينبغي أن تحصل في شهر تموز، عندما تتوقف الامطار لمواجهة حالة العطش المحتملة". ويجد، أن "المشكلة لا تكمن في رئيس الوزراء، إنما في المستشارين الذين يسدون له النصائح".

وانتهى المختار، إلى أن "الخزين المائي العراقي في أدنى مستوياته، لكن يبقى السؤال الذي ينبغي طرحه على الجميع، ماذا لو كان الشتاء المقبل جافاً ولم يحمل معه مياها تغطي الخزانات؟، حينها سنكون أمام كارثة بيئية".

ويصف المختص الآخر في شأن المياه نصير عبد الرضا، شح المياه بأنه "متشعب ويحمل أكثر من اتجاه".

ودعا عبد الرضا، الحكومة إلى "اتخاذ خطوات حقيقية في معالجة هذه المشكلة، لأن أزمة المياه لم تعد مؤقتة بل أصبحت دائمية". وأشار، إلى "أهمية حمل دول الجوار على احترام حقوق العراق المائية واعتماد مبدأ تقاسم الضرر، وحسب مبادئ القانون الدولي".

وتحدث عبد الرضا، عن "وجوب الاستثمار الأمثل للمياه التي تدخل العراق والابتعاد عن الهدر لاسيما من خلال الطرق البدائية في الري". وأكد، أن "أغلب بلدان العالم لجأت إلى وسائل حديثة في الري وذلك بالرش أو التقطير، لكن العراق لم يصل إلى هذه المرحلة لغاية الوقت الحالي".

وانتهى عبد الرضا، إلى ان "القطاع الخاص ينبغي أن يكون شريكاً في توفير مستلزمات الري الحديث من خلال استيرادها، وأن تسهم الحكومة في توفير الدعم لهذه الإجراءات بأية طريقة كانت".

رغم تعرض العراق إلى موجات مطرية عدة خلال الموسم الشتوي لكنها وبحسب مختصين لم تسد الفراغ الخزني الذي هو حالياً في مستويات متدنية للغاية.

ويعاني العراق منذ ثلاثة مواسم من جفاف حاد أسهم في هجرة آلاف العائلات، بالتزامن مع تصنيفه خامس أكثر البلدان تضرراً من المتغيرات المناخية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

اقتراب الانتخابات يشعل حرب
سياسية

اقتراب الانتخابات يشعل حرب "الدعاوى القضائية" بين الرئاسات والمحافظات

بغداد/ تميم الحسن تصاعدت منذ مطلع العام الحالي موجة نادرة من "النزاعات القانونية"، بدأت من المحافظات وانتقلت إلى الرئاسات. وتظهر هذه الموجة انقسامات سياسية حادة، فيما تتحرك تحت تأثيرات "الدعاية الانتخابية". وحتى اللحظة، لم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram