متابعة المدى
ضمن نشاطاته الثقافية ضيف غاليري مجيد الروائي والصحفي (عبد الستار البيضاني) للحديث عن تجربته الإبداعية.. وأدار الحوارالروائي الأديب صادق الجمل..
وتحدث البضاني في هذه الجلسة عن ثلاث محاور في الأمسية: الأول.. موجز عن هويته وتاريخه الأدبي، والثاني حوار حول روايته (لن يأتي الصباح هذه الليلة).. وهي تبوب ضمن (الأدب المضموم) او ادب الإدراج.. هذا المصطلح يطلق على تجارب كثير من الدول التي عاشت سلطة الفاشية والدكتاتورية.. حيث السلطة المستبدة القابضة على أنفاس الأدباء والمثقفين... هنا تكمن (الحريجة..!!).. حيث قال: ". نعم.. المثقف هو الحلقة الوسطى بين السلطة والمجتمع.. و الاحراج.. يكمن في كونه ينتمي او لا ينتمي.... أما الانتماء للزيف والتهريج الاعلامي التعبوي.. الذي تدعو له السلطة..وأما ان ينتمي إلى الحقيقة المؤلمة للتجربة الحياتية المعاشة التي هي أساس أصالة الأدب وضميره.."
وحينما سأله احد الضيوف.. ما رأيك هل سيأتي الصباح..أجاب سريعا: اعتقد ذلك.. بكم انتم بوجودكم.. بمساحة الأمان التي تغذي ضمائرنا.. سوف تمحى (لن) الناهية.. سيأتي الصباح.. لا بد..
أما المحور الثالث.. كان للحوار حول رواية (دفوف رابعه العدوية).. حيث (المكان) هو البطل..!!، انه التاريخ.. يتكلم.. عبر مدينة البصرة.. وشعبها الذي حول الغناء والموسيقى... بل المكان كله.. الى سمفونية صوفية.... هي فلسفة هذا الشعب.. فمع إيقاع دق الدفوف.. كان الوصول إلى الله ممكنا..!! نعم.. حيث لا معنى لكل مقدس.. دون أن يمنحنا لذة الحياة.
وقالت الفنانة كفاح مجيد مديرة الغاليري: كم سررنا بوجود الأدباء بين أركان هذا المنتدى.. وجدتهم فرحين.. واثقين.. هادئين.. يراهنون على الجديد من اعمالهم.. يتواعدون.. ومن ثم يغادرون المكان..
اعتقد ان أعظم فرحة للأديب والشاعر.. ليس التكريم بالمال.. إن مكافئته.. تكون عبر الأذن الواعية للمتلقي.. عبر السؤال عن هذا الثراء المدفون بين أوراقه
تحية لكل المثقفين المخلصين الذين آثروا الصمت.. ودفنوا اعمالهم حينما اشتدت رياح الكراهية.... واليوم هي دعوا لفتح الإدراج.. والكتابة.. عن تاريخنا المتبل بالخوف والألم.. تلك التحف الأدبية.. هي وثائق جمالية تاريخية.. لابد من الحفاظ عليها..