TOP

جريدة المدى > سياسية > تقرير إيطالي: مخلفات صناعة النفط تفاقم إصابات السرطان في العراق

تقرير إيطالي: مخلفات صناعة النفط تفاقم إصابات السرطان في العراق

نشر في: 30 مايو, 2023: 10:59 م

 ترجمة: حامد أحمد

تناول تقرير إيطالي آثار الغازات والادخنة المنبعثة من حقول النفط في جنوبي وشمالي البلاد وما تخلفه من تلوث بيئي يتسبب بأمراض للسكان القريبين من هذه المنشآت، مشيرا الى ان هناك ما يقارب من 1.19 مليون شخص في العراق يعيشون على مسافة كيلو متر واحد من 10 حقول نفطية على الأقل تنبعث منها ادخنة حرق الغاز المصاحب.

وذكر تقرير لموقع (Asia news) ترجمته (المدى)، أن "حالات الاصابة بالسرطان في العراق تشهد تزايداً وفي كثير من الأحيان تشخيص حالات اورام سرطانية حيث يعزى الأمر عند العلاج الى أسباب بيئية متعلقة بالتلوث وليست أسبابا وراثية أو أسبابا صحية".

ويقول القس سمير يوسف من ابرشية العمادية، إن "ممارسات حرق الغاز في حقول النفط تكون مستمرة، وغالبا ما نرى لهيب النار والادخنة تنبعث من مناطق التعدين، ونلاحظها من هنا في العمادية".

وأضاف يوسف، أن "المشكلة معروفة ويعاني منها الناس، ونسمع بين فترة وأخرى حدوث حالات جديدة من السرطان يصاب بها صغار ونساء ومسنون."

وأشار التقرير، إلى أن "ما يعرف بحرق الغاز المصاحب هي ممارسة تحدث في حقول النفط تشتمل على حرق الغاز الذي ينبعث مع استخراج النفط الخام ولا تتم الاستفادة منه".

ولفت، إلى أن "عملية الاستفادة من هذا الغاز تكون مكلفة لأنها تتطلب بنى تحتية ومعدات خاصة بتجميع وتصنيع الغاز".

وأورد التقرير، أن "هذه المادة المنبعثة تولد لهيباً من النار يتم التخلص منها عبر أبراج تبدو واضحة للعيان من على مسافة عدة كيلومترات".

وتابع، أن "هذه الممارسة منتشرة في المناطق التي تكثر فيها حقول النفط والغاز ومصانع انتاج المواد الكيماوية وكذلك مواقع انتاج النفط الخام في عرض البحر وعلى الشاطئ".

ويواصل التقرير، أن "دراسة نشرت العام الماضي على موقع (أسيان باسفيك جورنال) للوقاية من السرطان أظهرت تزايد أعداد الإصابة بالسرطان في العراق للفترة ما بين 2013 و2019 ضمن مناطق حقول نفطية في جنوبي وشمالي البلاد".

ويسترسل، أن "خبراء يفسرون ذلك بربطه بمرحلة استعادة انتاج النفط على نطاق واسع من حقول عبر البلاد وبالأخص بعد الانتهاء من الحرب على داعش الارهابي، في وقت كثفت فيه البلاد من جهود زيادة الإنتاج من النفط الخام لسد متطلبات الاحتياج الاقتصادي من واردات النفط".

وزاد التقرير، أن "السرطان وحالات الولادات المشوهة قبيل موعدها هي ليست السبب الرئيسي للقلق".

وأضاف، أن "دراسة أعدها المركز الدولي لصحة الأطفال كشفت عن ان فايروسات أمراض الجهاز التنفسي المنتشرة بين أطفال دون 15 من العمر هي ضعف نسبتها في المناطق المجاورة".

ويستند التقرير، إلى "بيانات البنك الدولي التي تشير إلى أن روسيا تتصدر دول العالم في كمية حرقها للغاز الطبيعي، واعتبارا من 2020 كانت كميات الغاز المحروق فيها 24.88 مليار متر مكعب بالسنة، ويليها العراق بحرقه ما يقارب من 17.37 مليار متر مكعب".

وذهب، إلى أن "تحليلاً اجراه مركز جمع المعلومات البيئية، (ايرك) أظهر ان تعداد السكان العراقيين هم أقرب في السكن من المواقع النفطية بالمقارنة مع روسيا".

وأضاف التقرير، "اعتبارا من العام 2018 كان هناك ما لا يقل عن 1.19 مليون عراقي يعيشون ضمن مسافة كيلو متر واحد من عشرة مواقع نفطية على الاقل تنبعث منها ادخنة حرق الغاز، أما في روسيا فان هناك 275 ألف شخص فقط تعرضوا لنفس المعدل من الادخنة المنبعثة من حقول النفط".

قال وكيل وزير الثروات الطبيعية في حكومة إقليم كردستان، احمد المفتي، إن "الحكومة وضعت ضمن أولوياتها معالجة موضوع حرق الغاز".

وتابع المفتي، أن "الوصول الى معدل الصفر من حرق الغاز هو هدف صعب بسبب اعتماد اقتصاد البلد على صناعة النفط والغاز".

وأشار المفتي، إلى أن "الإقليم حقق نجاحا في هذا الموضوع وذلك بالسيطرة على معدلات الحرق لأدنى مستوى ضمن الامكانيات المتوفرة لدينا."

وأكد التقرير، أن "تقديرات البنك الدولي تشير الى ان العراق يحرق ما يقارب من 17 مليار متر مكعب من الغاز سنويا".

ونوه، إلى أن "ثروة الغاز المحروق تقدر بحدود 8 مليارات دولار"، متابعاً أن "ذلك الاحتراق يسبب أضراراً بيئية في مناطق شمالي العراق وجنوبيه حيث حقول النفط في البصرة".

ومضى التقرير، إلى أن "تحقيقاً أجرته محطة الـ(BBC) البريطانية كشف عن وجود صلة مباشرة بين الادخنة المنبعثة من حقول نفطية في البصرة وزيادة حالات الاصابة بأمراض سرطانية مثل اللوكيميا وذلك بسبب الغازات السمية المميتة التي تحوي خليطا من الكربون وغاز الميثان والدخان الأسود التي تسبب نسب تلوث عالية".

عن: موقع (Asia news) الإيطالي

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

مقالات ذات صلة

اقتراب الانتخابات يشعل حرب
سياسية

اقتراب الانتخابات يشعل حرب "الدعاوى القضائية" بين الرئاسات والمحافظات

بغداد/ تميم الحسن تصاعدت منذ مطلع العام الحالي موجة نادرة من "النزاعات القانونية"، بدأت من المحافظات وانتقلت إلى الرئاسات. وتظهر هذه الموجة انقسامات سياسية حادة، فيما تتحرك تحت تأثيرات "الدعاية الانتخابية". وحتى اللحظة، لم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram